| أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 6:56 pm | |
| أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) بقلم وليام غاي كار قائد المخابرات الكندية وقائد البحرية في الحرب العالمية الثانية عندما بدأت الحرب العالمية الأولى، كان (وليم كار) قد انضم الى البحرية الأميركية.. وفي الوقت الذي كان فيه يتدرج على سلم المراتب، كان يواصل دراسته لخطوات المؤامرة اليهودية الكبرى. قبل وفاته الغامضة أصدر كتابه "الشيطان أمير العالم" و"ضباب أحمر فوق أميركا"، بالإضافة لكتابه هذا، الذي اعتبره المفكرون صوت النذير لعقلاء العالم لكي يتحدوا في مسيرة الخير لدحر قوى الشر اللئيم. أنا أنصح بشدّة بقراءة هذا الكتاب.. لكن يجب ألا تصدق كلّ شيء بدون تمحيص. فمثلا: هو يتحدث عن النورانيين عبدة الشيطان.. قد لا تتقبل عقولنا هذا.. وقد تكون محاولة لتلافي الاتهام المباشر لليهود (الذين يصورهم كأتباع مخدوعين لأسيادهم النورانيين!!)، وذلك حتّى لا يتهموه بعداء السامية!! أيضا تجد أنّ هناك تحاملا كبيرا على الروس.. قد تكون للحرب الباردة تأثيراتها في هذا.. كما أنّه عمل في خدمة الدين المسيحيّ بعد أن ترك البحرية، مما قد يجعله يتحامل على الروس بسب الشيوعية الملحدة. عموما، كلّ الاحتمالات واردة.. ولكنّ هذا لا يمنع أنّ هناك الكثير مما يستحق القراءة في الكتاب، خاصة فيما يتعلق بسيطرة اليهود على اقتصاد العالم.. فرجاء: لا تفوّت فرصة قراءة هذا الكتاب، الذي قام أحد أعضاء المنتديات بتكليف من يكتبه على الكمبيوتر.. فهذه أوّل نسخة ألكترونيّة منه. والآن مع الكتاب 1- مراحل المؤامرة في عام 1784 وضعت مشيئة الله تحت حيازة الحكومة البافارية براهين قاطعة علي وجود المؤامرة الشيطانية المستمرة: كان آدم وايزهاوبت Adam Weishaupt أستاذا يسيوعيا للقانون في جامعة انغولد شتات Ingoldstadt، ولكنه أرتد عن المسيحية ليعتنق المذهب الشيطاني.. في عام 1770 استأجره المرابون الذين قاموا بتنظيم مؤسسة روتشيلد، لمراجعة وإعادة تنظيم البروتوكولات القديمة علي أسس حديثة.. والهدف من هذه البروتوكولات هو التمهيد لكنيس الشيطان للسيطرة علي العالم، كما يفرض المذهب الشيطاني وأيديولوجيته علي ما يتبقى من الجنس البشريّ، بعد الكارثة الاجتماعية الشاملة التي يجري الإعداد لها بطرق شيطانية طاغية. وقد أنهي وايزهاوبت مهمته في الأول من أيار (مايو) 1776. ويستدعي هذا المخطط الذي رسمه وايزهاوبت تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة.. ويتم الوصول إلي هذا الهدف عن طريق تقسيم الشعوب ـ التي سماها الجوييم (لفظ بمعني القطعان البشرية، يطلقه اليهود علي البشر من الأديان الأخرى) ـ إلي معسكرات متنابذة تتصارع إلي الأبد، حول عدد من المشاكل التي تتولّد دونما توقف، اقتصادية وسياسية وعنصرية واجتماعية وغيرها. ويقتضي المخطط تسليح هذه المعسكرات بعد خلقها، ثم يجري تدبير "حادث" في كل فترة، لتنقص هذه المعسكرات علي بعضها البعض، فتضعف نفسها محطمة الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية. وفي عام 1776 نظم وايزهاوبت جماعة النورانيين لوضع المؤامرة موضع التنفيذ.. وكلمة النورانيين تعبير شيطاني يعني "حملة النور". ولجأ وايزهاوبت إلي الكذب، مدعيا أن هدفه الوصول إلي حكومة عالمية واحدة، تتكون من ذوي القدرات الفكرية الكبرى ممن يتم البرهان علي تفوقهم العقليّ.. واستطاع بذلك أن يضمّ إليه ما يقارب الألفين من الأتباع، من بينهم أبرز المتفوقين في ميادين الفنون والآداب والعلوم والاقتصاد والصناعة.. وأسس عندئذ محفل الشرق الأكبر ليكون مركز القيادة السريّ لرجال المخطط الجديد.. وتقتضي خطة وايزهاوبت المنقّحة من أتباعه النورانيين اتّباع التعليمات الآتية لتنفيذ أهدافهم: 1. استعمال الرِشوة بالمال والجنس، للوصول إلي السيطرة علي الأشخاص الذين يشغلون المراكز الحساسة علي مختلف المستويات، في جميع الحكومات وفي مختلف مجالات النشاط الإنساني.. ويجب عندما يقع أحدهم شراك النورانيين، أن يستنزف بالعمل في سبيلهم، عن طريق الابتزاز السياسيّ، أو التهديد بالخراب المالي، أو يجعله ضحية لفضيحة عامه كبري، أو بالإيذاء الجسدي، أو حتى بالموت هو ومن يحبهم. 2. يجب علي النورانيين الذين يعملون كأساتذة في الجامعات والمعاهد العلمية، أن يولوا اهتمامهم إلي الطلاب المتفوقين عقليا والمنتمين إلي أسر محترمة، ليولّدوا فيهم الاتجاه نحو الأممية العالمية، كما يجري تدريبهم فيما بعد تدريبا خاصا علي أصول المذهب العالميّ، بتخصيص منح دراسية لهم.. ويلقّن هؤلاء الطلاب فكرة الأممية أو العالمية، حتى تلقي القبول منهم، ويرسخ في أذهانهم أن تكوين حكومة عالمية واحدة في العالم كله، هو الطريقة الوحيدة للخلاص من الحروب والكوارث المتوالية.. ويجب إقناعهم بأن الأشخاص ذوي المواهب والملكات العقلية الخاصة، لهم الحق في السيطرة علي من هم أقل كفاءة وذكاء منهم، لأن الجوييم يجهلون ما هو صالح لهم جسديا وعقليا وروحيا.. ويوجد في العالم اليوم ثلاث مدارس متخصصة بذلك.. تقع الأولي في بلده غوردنستون Gorodonstoun في سكوتلندا، والثانية في بلده سالم Salem في ألمانيا، والثالثة في بلدة أنا فريتا Anavryta في اليونان.. وقد درس الأمير فيليب زوج ملكه إنكلترا اليزابيث الثانية في غوردنستون، بتدبير من عمه اللورد لويس ماونتباتن Lord Louis Mountbatten، الذي أصبح بعد الحرب العالمية الثانية القائد الأعلى للبحرية البريطانية. 3. مهمة الشخصيات ذات النفوذ التي تسقط في شباك النورانيين والطلاب الذين تلقوا التدريب الخاص، هي أن يتم استخدامهم كعملاء خلف الستار، بعد إحلالهم في المراكز الحساسة لدي جميع الحكومات، بصفة خبراء أو اختصاصيين، بحيث يكون في إمكانهم تقديم النصح إلي كبار رجال الدولة، وتدريبهم لاعتناق سياسات تخدم في المدى البعيد المخططات السرية لمنظمة العالم الواحد، والتوصل إلي التدمير النهائي لجميع الأديان والحكومات. 4. السيطرة علي الصحافة وكل أجهزة الإعلام الأخرى، ومن ثم تعرض الأخبار والمعلومات علي الجوييم بشكل يدفعهم إلي الاعتقاد بأن تكوين حكومة أممية واحدة هو الطريق الوحيد لحل مشاكل العالم المختلفة. *** ولما كانت فرنسا وإنكلترا أعظم قوتين في العالم في تلك الفترة، أصدر وايزهاوبت أوامره إلي جماعة النورانيين لكي يثيروا الحروب الاستعمارية لأجل إنهاك بريطانيا وإمبراطوريتها، وينظموا ثورة كبري لأجل إنهاك فرنسا.. وكان في مخططه أن تندلع هذه الأخيرة في عام 1789. هذا وقد وضّع كاتب ألماني أسمه سفاك Zwack نسخة وايزهاوبت المنقحة عن المؤامرة القديمة، علي شكل كتاب جعل عنوانه "المخطوطات الأصلية الوحيدة" Einige Original Scripten. وفي عام 1784 أرسلت نسخة من هذه الوثيقة إلي جماعة النورانيين، الذين أوفدهم وايزهاوبت إلي فرنسا لتدبير الثورة فيها.. ولكن صاعقة انقضت علي حامل الرسالة وهو يمر خلال راتسبون Ratisbon في طريقه من فرانكفورت إلي باريس، فألقته صريعا على الأرض، مما أدي إلي العثور علي الوثيقة التخريبية من قبل رجال الأمن لدي تفتيشهم جثته، وسلم هؤلاء الأوراق إلي السلطات المختصة في حكومة بافاريا. وبعد أن درست الحكومة البافارية بعناية وثيقة المؤامرة، أصدرت أوامرها إلي قوات الأمن لاحتلال محفل الشرق الأكبر ومداهمه منازل عدد من شركاء وايزهاوبت من الشخصيات ذات النفوذ، بما فيها قصر البارون باسوس Bassus في سندرسدورف Sandersdorfv. وأقنعت الوثائق الإضافية ـ التي وجدت إبان هذه المداهمات ـ الحكومة البافارية بأن الوثيقة هي نسخة أصلية عن مؤامرة رسمها الكنيس الشيطاني الذي يسيطر علي جماعة النورانيين. وهكذا أغلقت حكومة بافاريا محفل الشرق الأكبر عام 1785، واعتبرت جماعة النورانيين خارجين على القانون. وفي عام 1786 نشرت سلطات بافاريا تفاصيل المؤامرة، بعنوان "الكتابات الأصلية لنظام ومذاهب النورانيين".. وأرسلت نسخا منها إلي كبار رجال الدولة والكنيسة.. ولكن تغلغل النورانيين ونفوذهم كانا من القوة، بحيث تجوهل هذا النذير، كما تجوهلت قبله تحذيرات المسيح للعالم. انتقل نشاط النورانيين منذ ذلك الوقت إلي الخفاء، وأصدر وايزهاوبت تعاليمه إلي أتباعه بالتسلل إلي صفوف ومحافل جمعية الماسونية الزرقاء، وتكوين جمعية سرية في قلب التنظيمات السرية. ولم يسمح بدخول المذهب النورانيّ، إلا للماسونيين الذين برهنوا علي ميلهم للأممية، وأظهروا بسلوكهم بعدا عن الله.. وهكذا استخدم النورانيون قناع الإنسانية لتغطية نشاطهم التخريبي الهدام.. وعندما شرعوا في التمهيد للتسلل إلي المحافل الماسونية في بريطانيا، وجهوا الدعوة إلي جون روبنسون لزيارة الدول الأوروبية.. وكان روبلسون أحد كبار الماسونيين في سكوتلندا وأستاذا للفلسفة الطبيعية في جامعة أدنبره وأمين سر الجمعية الملكية فيها.. ولكن خدعتهم لم تنطلِ علي روبنسون، ولم يصدق أن الهدف الذي يريد العالميون الوصول إليه هو إنشاء دكتاتورية محبة وسماحة.. إلا أنه احتفظ بمشاعره لنفسه.. وعهد إليه النورانيون بنسخة منقحة من مخطط مؤامرة وايزهاوبت لدراستها والحفاظ عليها. وفي عام 1789 تفجرت الثورة في فرنسا، بسبب رضوخ رجال الدولة والكنيسة فيها للنصح الذي وُجّه إليهم بتجاهل التحذيرات التي تلقوها. ولكي ينبّه الحكومات الأخرى إلي خطر النورانيين، عمد روبنسون إلي نشر كتاب سنه 1798، أسماه "البرهان علي وجود مؤامرة لتدمير كافة الحكومات والأديان".. ولكن هذا التحذير تُجوهل أيضا كما تجوهلت التحذيرات التي سبقته! كان توماس جيفرسون قد أصبح تلميذا لوايزهاوبت، كما كان من أشد المدافعين عنه حينما أعلنته حكومة بلاده خارجا علي القانون.. وعن طريق جيفرسون تم تغلغل النورانيين في المحافل الماسونية حديثة التشكيل آنئذ في "إنجلترا الجديدة" New England. ومع علمي أن هذه المعلومات ستهز الكثير من الأمريكيين إلا أنني أرغب في تسجيل الحقائق التالية: في عام 1789 حذر جون روبنسون الزعماء الماسونيين من تغلغل جماعة النورانيين في محافلهم. وفي التاسع عشر من تموز 1798 أدلي دافيد باين رئيس جامعة هارفارد بنفس التحذير إلي المتخرجين، وأوضح لهم النفوذ المتزايد للنورانيين في الأوساط السياسية والدينية في الولايات المتحدة الأميركية. كان جون كوينسي آدا مز John Quincy Adams قد نظم المحافل الماسونية في أميركا.. وقرر عام 1800 ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ضد جيفرسون، فكتب ثلاث رسائل إلي الكولونيل وليم ستون، شارحا كيف استخدم جيفرسون المحافل الماسونية لأهداف تخريبية.. ومما يؤكد صحة مضمون هذه الرسائل، نجاح جون كوينسي أدامز في انتخابات الرئاسة.. ولا تزال هذه الرسائل محفوظة في مكتبه ريتنبورغ سكوير Ritenburg في مدينة فيلادلفيا. وفي عام 1826 رأي الكابتن وليام مورغان أن واجبه يقتضي منه إعلام بقية الماسونيين والرأي العام بالحقيقة فيما يتعلق بالنورانيين ومخططاتهم السرية وهدفهم النهائي.. وكلف النورانيون واحدا منهم ـ هو الإنجليزي ريتشارد هوارد ـ بتنفيذ حكمهم الذي أصدروه علي مورغان بالموت كخائن.. وحذر الكابتن مورغان من الخطر، فحاول الهرب إلي كندا، ولكن هوارد تمكن من اللحاق به بالقرب من الحدود، حيث اغتاله علي مقربة من وادي نياغارا.. وعثر التحقيق علي شخص من نيويورك اسمه آفيري ألين Avery Allen أقسم يمينا أنه سمع هوارد وهو يقدم تقريرا في اجتماع لجمعية سرية في نيويورك اسمها "فرسان المعبد" Knights Templars، حيث شرح في هذا التقرير كيف نقد حكم الإعدام بالكابتن مورغان.. وأفاد كيف اتخذت الترتيبات لنقل القاتل بعيدا إلي إنجلترا. لا يعلم سوي القليلين اليوم، أن هذا الحادث أدي آنئذ إلي استياء وغضب ما يقرب من 40% من الماسونيين في شمالي الولايات المتحدة وهجرهم للماسونية.. ولدي نسخ عن تفاصيل محاضر اجتماع ماسوني كبير عقد آنئذ لمناقشة هذه الحادثة.. ونستطيع تصوّر مقدار نفوذ القائمين علي المؤامرة الشيطانية، إذا تذكرت بأنهم استطاعوا حذف حوادث بارزة كهذه من مناهج التاريخ التي تدرس في المدارس الأمريكية!! وفي عام 1829 عقد النورانيون مؤتمرا لهم في نيويورك، تكلم فيه نورانيّ إنجليزي اسمه رايت Wright، وأعلم فيه المجتمعين أن جماعتهم قرّرت ضم جماعات العدنيين Nihilist والإلحاديين Atheist وغيرهم من الحركات التخريبية الأخرى، في منظمة عالمية واحدة تعرف بالشيوعية.. وكان الهدف من هذه القوة التخريبية التمهيد لجماعة النورانيين لإثارة الحروب والثورات في المستقبل.. وقد عين كيلينتون روزفلت Clinton Roosevelt ـ الجد المباشر لفرانكلين روزفلت ـ و(هوارس غريلي) و(تشارلز دانا) لجمع المال لتمويل المشروع الجديد.. وقد مولت هذه الأرصدة (كارل ماركس) و(إنجليز) عندما كتبا "رأس المال" و "البيان الشيوعي" في حي سوهوفي العاصمة الإنجليزية لندن. وفي عام 1830 مات وايزهاوبت بعد أن ادّعي أن النورانية ستموت بموته، ولكي يخدع مستشاريه الروحانيين، تظاهر بأنه تاب وعاد إلي أحضان الكنيسة. وهكذا ففي الوقت الذي كان فيه كارل ماركس يكتب "البيان الشيوعي" تحت إشراف جماعة من النوارنيين، كان البروفيسور (كارل ريتر) من جامعة فرانكفورت يعد النظرية المعادية للشيوعية، تحت إشراف جماعة أخري من النورانيين، بحيث يكون بمقدور رؤوس المؤامرة العالمية استخدام النظريتين في التفريق بين الأمم والشعوب، بصورة ينقسم فيها الجنس البشري إلي معسكرين متناحرين، ثم يتم تسليح كل منها ودفعهما للقتال وتدمير بعضهما والمؤسسات الدينية والسياسية لكل منهما. وقد أكمل العمل الذي شرع به ريتر، ذلك الألماني الذي وصف بالفيلسوف (فردريك وليام) الذي أسس المذهب المعروف باسمه "النيتشييزم". وكان هذا المذهب هو الأساس الذي تفرع عنه فيما بعد المذهب النازي.. وهذه المذاهب هي التي مكنت عملاء النورانيين من إثارة الحربين العالميتين الأولي والثانية. وفي عالم 1834 اختار النورانيون الزعيم الثوري الإيطالي جيوسيبي مازيني Guiseppi Mazzini ليكون مدير برنامجهم لإثارة الاضطرابات في العالم.. وقد ظل هذا المنصب في يدي مازيني حتى مات عام 1872. في عام 1840 جيء إليه بالجنرال الأميركي بابك Albert Pike، الذي لم يلبث أن وقع تحت تأثير مازيني ونفوذه.. وكان الجنرال بابك شديد النقمة آنئذ، لأن الرئيس جيفرسون دافيس سرح القوات الهندية الملحقة بالجيش، والتي كانت تحت قيادته، بسبب ارتكابهم فظائع وحشية تحت قناع الأعمال الحربية العادية.. وتقبل الجنرال بابك فكرة الحكومة العالمية الواحدة، حتى أصبح فيما بعد رئيس النظام الكهنوتي للمؤامرة الشيطانية.. وفي الفترة بين عامي 1859 و1871 عمل في وضع مخطط عسكريّ لحروب عالمية وثلاث ثورات كبري، اعتبر أنها جميعها سوف تؤدي خلال القرن العشرين إلي وصول المؤامرة إلي مرحلتها النهائية. قام الجنرال بابك بمعظم عمله في قصره في بلدة ليتل روك في ولاية أر كاس عام 1840.. وعندما أصبح النورانيون ومعهم محافل الشرق الأكبر موضعا للشبهات والشكوك، بسبب النشاط الثوري الواسع الذي قام به مازيني في كل أرجاء أوربا، أخذ الجنرال بابك علي عاتقة مهمة تجديد وإعادة تنظيم الماسونية، حسب أسس مذهبية جديدة، وأسس ثلاثة مجالس عليا أسماها "البالادية"، الأول في تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية في الولايات المتحدة، والثاني في روما بإيطاليا، والثالث في برلين بألمانيا.. وعهد إلي مازيني بتأسيس ثلاثة وعشرين مجلسا ثانويا تابعا لها، موزعة علي المراكز الاستراتيجية في العالم.. وأصبحت تلك المجالس منذئذ وحتى الآن مراكز القيادة العامة السرية للحركة الثورية العالمية.. وقبل إعلان ماركوني اختراعه اللاسلكي (الراديو) بزمن طويل، كان علماء النورانيين قد تمكنوا من إجراء الاتصالات السرية بين بابك ورؤساء المجالس المذكورة.. وكان اكتشاف هذا السر هو الذي جعل ضباط المخابرات يدركون كيف أن أحداثا غير ذات صلة ظاهرية مع بعضها تقع في أمكنة مختلفة من العالم وفي وقت واحد، فتخلق ظروفا وملابسات خطيرة، فلا تلبث أن تتطور حتى تنقلب إلي حرب أو إلي ثورة. كان مخطط الجنرال بابك بسيطا بقدر ما كان فعالا.. كان يقتضي أن تنظم الحركات العالمية الثلاث: الشيوعية والنازية والصهيونية السياسية، وغيرها من الحركات العالمية، ثم تستعمل لإثارة الحروب العالمية الثلاث والثورات الثلاث.. وكان الهدف من الحرب العالمية الأولي هو إتاحة المجال للنورانيين للإطاحة بحكم القياصرة في روسيا، وجعل تلك المنطقة معقل الحركة الشيوعية الإلحادية. وتم التمهيد لهذه الحرب باستغلال الخلافات بين الإمبراطوريتين البريطانية والألمانية، التي ولّدها بالأصل عملاء النورانيين في هاتين الدولتين.. وجاء بعد انتهاء الحرب بناء الشيوعية كمذهب واستخدامها لتدمير الحكومات الأخرى وإضعاف الأديان. أما الحرب العالمية الثانية فقد مهدت لها الخلافات بين الفاشستيين والحركة الصهيونية السياسية.. وكان المخطط المرسوم لهذه الحرب أن تنتهي بتدمير النازية وازدياد سلطان الصهيونية السياسية، حتى تتمكن أخيرا من إقامة دولة إسرائيل في فلسطين.. كما كان من الأهداف تدعيم الشيوعية حتى تصل بقوتها إلي مرحلة تعادل فيها مجموع قوي العالم المسيحي، ثمّ إيقافها عند هذا الحد، حتى يبدأ العمل في تنفيذ المرحلة التالية، وهي التمهيد للكارثة الإنسانية النهائية. أما الحرب العالمية الثالثة، فقد قضي مخططها أن تنشب نتيجة للنزاع الذي يثيره النورانيون بين الصهيونية السياسية وبين قادة العالم الإسلامي، وبأن توجّه هذه الحرب وتدار بحيث يقوم الإسلام والصهيونية بتدمير بعضهما البعض، وفي الوقت ذاته تقوم الشعوب الأخرى بقتال بعضها البعض، حتى تصل إلي حالة من الإعياء المطلق الجسماني والعقلي والروحي والاقتصادي. وفي 10 آب (أغسطس)1871، أخير الجنرال (بابك) (مازيني) أن الذين يطمحون للوصول إلي السيطرة المطلقة علي العالم سيسبّبون يعد نهاية الحرب العالمية الثالثة أعظم فاجعة اجتماعية عرفها العالم في تاريخه.. وسوف نورد فيما يلي كالماته المكتوبة ذاتها (مأخوذة من الرسالة التي يحتفظ بها المتحف البريطاني في لندن بإنكلترا): "سوف نطلق العِنان للحركات الإلحادية والحركات العدمية الهدامة، وسوف نعمل لإحداث كارثة إنسانية عامة تبين بشاعتها اللا متناهية لكل الأمم نتائج الإلحاد المطلق، وسيرون فيه منبع الوحشية ومصدر الهزة الدموية الكبرى.. وعندئذ سيجد مواطنو جميع الأمم أنفسهم مجبرين علي الدفاع عن أنفسهم حيال تلك الأقلية من دعاة الثورة العالمية، فيهبون للقضاء علي أفرادها محطمي الحضارات.. وستجد الجماهير المسيحية آنئذ أن فكرتها اللاهوتية قد أصبحت تائهة غير ذات معنى، وستكون هذه الجماهير متعطشة إلي مثال تتوجه إلية بالعبادة.. وعندئذ بأتيها النور الحقيقي من عقيدة الشيطان الصافية، التي ستصبح ظاهرة عالمية، والتي ستأتي نتيجة لرد الفعل العام لدي الجماهير بعد تدمير المسيحية والإلحاد معا وفي وقت واحد"! ولما مات مازيني في عام 1872، عين بابك زعيما ثوريا إيطاليا آخر أسمه (أدريانو ليمي) خليفة له.. وعندما مات ليمي بعد ذلك خلفه لينين وتروتسكي، وكانت النشاطات الثورية لكل هؤلاء تموّل من قبل أصحاب البنوك العالمية في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.. وعلي القارئ، هنا، أن يتذكر أن أصحاب البنوك العالمية هم اليوم ـ كما كان صرافو النقود والمرابون في أيام المسيح ـ عملاء للنورانيين أو أدوات بيدهم. ولقد أدخل في روح الجماهير أن الشيوعية حركة عمالية قامت للدفاع عن حقوق العمال ولتدمير الرأسمالية.. ويُظهر هذا الكتاب "أحجار علي رقعة الشطرنج" وكتاب "ضباب أحمر يعلو أمريكا"، أن ضباط الاستخبارات في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا قد حصلوا علي وثائق وبراهين صحيحة، تثبت أن الرأسماليين العالميين هم الذين موّلوا بواسطة مصارفهم الدولية، كل الأطراف في كل الحروب والثورات منذ 1776. إن أتباع الكنيس الشيطاني هم الذين يوجّهون في عصرنا الحاضر حكوماتنا ويجيرونها علي الاشتراك في الحروب والثورات، ماضين قدما في تحقيق مخططات الجنرال بابك، التي ترمي إلى الوصول بالعالم المسيحي بأسره إلي خوض حرب شاملة على مستوى الأمة وعلي مستوى العالم كله.
| |
|
| |
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: رد: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 6:58 pm | |
| المؤامرة لم تتوقّف لحظة: من الجليّ أنّ معظم المخططات المذكورة أعلاه قد حدث في نصف القرن الماضي! وحتّى الآن ما زلنا نرى مراحل المؤامرة تترى، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وما تلاها من غزو أفغانستان والعراق! ولنرَ بعض الأصابع الخفية في غزو العراق: كتب (عبد العزيز آل محمود) رئيس تحرير (الجزيرة نت): "هاجمت وسائل الإعلام المستقلة كلا من إدارة الرئيس (بوش) ورئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) بسبب الكذب الذي استخدم لتبرير الحرب على العراق، وخصوصا الادعاءات بخصوص امتلاك بغداد لأسلحة الدمار الشامل التي قيل إن الرئيس العراقي السابق يستطيع أن ينشرها خلال خمسة وأربعين دقيقة من إصدار أوامره، ولم تجد قوات الاحتلال أيا من تلك الأسلحة المزعومة أو حتى وسائل إنتاجها! لقد خرجت تلك الأكاذيب من خلية أنشأها اليهود في وسط الإدارة الاميركية، أسموها مكتب المخططات الخاصة، هذا المكتب يديره (إبرام شالسكي) بعدد لا يتعدى العشرين شخصا من اليهود الصهاينة، الذين يجمعون كل المعلومات ثم يحللونها، ويضيفون عليها ما يريدون من معلومات أو يشوهونها، ثم توضع على مكاتب صناع القرار في البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخارجية وإدارة الأمن القوميّ.. وما قضية شراء العراق لليورانيوم من أفريقيا التي رددها بوش ووزير دفاعه رامسفيلد ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، والتي بسببها استقال رئيس المخابرات الاميركية، سوى لعبة من ألاعيب ذلك المكتب. نشرت صحيفة the nation الأمريكية مقالا للكاتب روبرت درايفوس، ذكر فيه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون قد انشأ مكتبا موازيا لمكتب المخططات الخاصة الأمريكي، وعلى اتصال مباشر به.. وقد نقل الكاتب عن سفير أمريكي سابق على صلة وثيقة بالمخابرات الاميركية، قوله إن هناك معلومات تصل عن طريق المعارضة العراقية في الخارج، من ضمنها المجلس الوطني العراقي الذي يرأسه احمد جلبي، الذي أكد للأمريكيين إن الشعب العراقي سيرحب بهم ترحيب المحررين وبأيد مفتوحة!!.. وبسبب اقتناع وزير الدفاع الأمريكي بما قاله الجلبي، خالف قادته العسكريين الذين كانوا يشكّون فيما يقوله ذلك المعارض، ولهذا السبب طلب القادة العسكريين المزيد من القوات لحفظ الأمن في المدن العراقية، لان أعداد العسكريون الأمريكيين لم تكن كافية! ومن ضمن المعلومات المغلوطة التي تصل إلى مكتب المخططات الخاصة، تلك التي يرسلها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون، الذي كان يدبلج تقارير مكتوبة باللغة الإنكليزية إلى شالسكي مباشرة.. وإحدى تلك الرسائل كانت تتهم العراق بمحاولة الحصول على اليورانيوم من النيجر. بدأت أعين بعض المراقبين الغربيين تتفتح على معرفة كمية الكذب التي كانت تصل إلى رؤسائهم.. هذا الكذب الذي يصل مباشرة من إسرائيل أو يحرّف من قبل جماعة شالسكي.. وحتى المناصرين للمشروع الصهيوني بدأوا يتخوفون من سيطرة اليهود على مفاصل صناعة القرار في بيوت الحكم الاميركية والأوروبية.. وقد يكون هناك من بدأ يكتب منتقدا تصرف اليهود وسوء أخلاقهم، كما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق ترومان الذي دعمهم بكل ما يملك، ثم أساؤوا معاملته بطريقة فجة وقحة.. وقد يكتشف بوش وبلير أنهما كانا أحجارا على رقعة شطرنج يحركهما يهودي لا يتمنى لهما ولا لشعبيهما ولا للعالم الخير! ************************ 2- حركة الثورة العالمية يجب علينا أن ندرس التاريخ، لأن التاريخ فعلا يكرر نفسه، وذلك لأنّ هدف الصراع المستمر هو نفسه منذ أزمنة سحيقة.. الصراع الدائم القديم بين قوي الخير وقوي الشر، لتقدير ما إذا كانت إرادة الله العلي القدير هي التي ستسيطر، أم أن العالم سوف يعمّه الشر والفساد. والواقع هو أن كلا من قوي الخير وقوي الشر، قد انقسمت بدورها إلى أحزاب متعددة، تتصارع فيما بينها في محاولتها الوصول إلي الهدف المشترك.. وهذه الخلافات في الرأي كانت نتاجا لوسائل الإعلام، التي كانت تستعمل لنشر الأكاذيب أو الحقائق الناقصة علي الجماهير، بدلا من أن تستغل لنقل الحقيقة الكاملة إليها فيما يتعلق بأية حادثة أو موضوع. وقد استخدم تجار الحروب وسائل الإعلام، لتقسيم الإنسانية إلي المعسكرات متناحرة لأسباب سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية، بحيث كان بإمكانهم دوما استثارة كل منها حتى يصلوا بهما إلي درجة الهيجان التي ينقص فيها بعضهم علي البعض الآخر ويُدمروا جميعا! *** تثبت الدراسة المقارنة للأديان في الماضي انه وجد حتى عند أفراد القبائل المنعزلة حسا دينيا يدفعهم إلي المناقشة والتفكير في أسئلة مثل: لماذا ولدنا؟.. وما هو الهدف من حياتنا؟.. وما هي الغايات التي نخدمها و نسعى إليها؟.. وأين سنذهب بعد الموت؟.. حتى أكثر القبائل تأخرا في أفريقيا الوسطي وفي أستراليا، يبدو أنه لم يكن لديها شك حول وجود إله وعالم روحي وحياة أخري تذهب إليها النفوس بعد موت الأجساد الفانية. كما تدلنا الدراسة المقارنة للأديان أن معظم الديانات التي تتناول تعاليمها الإيمان بإله علويّ، تنطلق من مبدأ نظامي سامٍ، يحثّ علي عبادة الله العليّ القدير، واحترام الوالدين والمسنين، ومحبة الجيران والمحسنين، والصلاة علي الموتى من الأقارب والأصدقاء.. ثم جاء الأشرار بأطماعهم وشهواتهم وشرورهم للتسلط بالقوة علي الآخرين، فهبطوا بالأديان من مستوياتها السامية المبدئية إلي المستوي الذي نراها فيه اليوم.. ولقد انحطت بعض الديانات لدرجة أن كهانها كانوا يقدمون القرابين البشرية للتقرب من الله!!.. وحتى المسيحية التي هي من أحدث الديانات، فقد هبطت وانحطت وانقسمت إلي عدد كبير من الشيع والمذاهب، حتى بات من العسير تصور تلك الأكثرية الساحقة من الذين يعلنون انتماءهم للمسيحية كجنود للمسيح!! وبصورة عامة، فان المسيحية قد انحدرت فيما يختص بأعمال الخير والصلاح.. في الماضي وجدت الألفة والمحبة وخلقت الوحدة والتماسك في الحظيرة المسيحية.. فالتعريف الحقيقي "للجار" هو أنه ذلك الشخص الذي برهن عن محبة وإحسان تجاهك، ويمكنك الاعتماد عليه.. وتحثنا الكتب المقدسة علي حب جيراننا كأنفسنا.. والوسيلة الوحيدة لصنع الجيران الطيبين هي في أن تقوم الأعمال الطبية من دون شعور بالأنانية، ففقدان أعمال الخير الفردية معناه فقدان روح الوحدة وروح التلاحم الجماعي السليم. ولقد تبنينا في هذه الأيام طريقة باردة للقيام بالأعمال الصالحة، فنحن نترك القيام بالأعمال الخيّرة للموظفين القائمين علي مصالح المجتمع.. وهذا أشاع التعبير الذي يقول "بارد كالإحسان المهني"!!.. ومن الأفضل أن نتذكر أنه حق تشريعات الضمان الاجتماعي التي تقوم بها الحكومة لا تعفي الفرد من القيام بحقوق الجوار.. فالصلاة بدون العمل الصالح لا تجدي نفعا، وتقوم قوة المذهب الإلحادي علي ضعف الإيمان وتفكيكه. ولسبب أو لآخر فإن المذاهب المسيحية تفقد سيطرتها بسرعة علي عنصر الشباب في البلدان المدعوة بالعالم الحر.. وكل شاب تفقده المسيحية يتحول عادة إلي العلمانية، وسرعان ما يصبح "رفيقا" في أحد المذاهب الإلحادية، الشيوعية أو النازية. والغالبية العظمي ممن يعتنقون المسيحية ليسوا في الحقيقة "جنودا للمسيح"، بينما نجد أن علي كل منتسب إلي أحد الحزبين الشيوعي أو النازي أن يقسم يمين الولاء المطلق لقادته، وأن يخصص كل ساعة من ساعات يقظته للسير قدما بالقضية، وأن يساهم بعشر دخله لتمويل نشاطات الحزب. *** وإذا استثنينا الملحدين وأتباع دارون، فإن معظم الناس يتقبّلون ما يسمي بقصة الخليفة. ولكن يبدو أن هناك اختلافات شاسعة في الآراء فيما يتعلق بقصة آدم وحواء وجنة عدن. و ما يهم هنا، هو أن كل المخلوقات البشرية قد مُنحت قدرا من حرية الإرادة، يُمكّنها من تقرير ما إذا كانت تؤمن بوجود إله وشيطان، أم أنها تعتنق العقيدة الإلحادية المادية.. فمن آمن بوجود إله وشيطان فعليه أن يقرر لمن يتوجه بالخدمة والعبادة.. أما الملحد فيعتنق نظرية الحكم المطلق، ويتوجه بالولاء للحزب وللدولة.. أما عقوبة الانحراف فهي المعاناة والسجن وغالبا ما تكون الموت. ونحن نري الملحدين ينفون نفيا قاطعا وجود القوي الغيبية، ويحتجون بأن الله نفسه لم يثبت وجوده حتى الآن.. وهناك العديد من فرق الملحدين: هناك الشيوعيون الحقيقيون، وهناك ماسونيو محفل الشرق الأكبر، وهناك المفكرون الأحرار، وهناك أعضاء الرابطة اللا ربانية، وهنك النورانيون والعدميون والفوضويون والنازيون الحقيقيون والمافيا.. وهناك غير المؤمنين الذين يخجلون من ممارسة النشاطات الإلحادية في المجموعات النازية والشيوعية، ولكنهم يتجهون إلي الانتماءات العلمانية متعددة الأشكال. ويقيم معظم الإلحاديين معتقداتهم علي المبدأ القائل بأن هناك حقيقة واحدة وهي المادة، وأن القوي العمياء لهذه المادة "ويسمونها أحيانا بالطاقة" قد تطورت حتى ظهرت علي شكل النبات فالحيوان فالإنسان.. وهم يُنكرون إطلاقا وجود الروح وإمكانية وجود حياة أخري بعد الموت. الشيوعية والنازية: تم تأسيس الشيوعية الحديثة عام 1773، من قبل مجموعة من سادة المال العالميين (بارونات المال)، واستعملوها منذئذ لإقامة دولة إلحادية العقيدة تقوم علي الدكتاتورية الشاملة.. وقد بيّن لينين ذلك بوضوح في كتابة "شيوعية الجناح اليساري"، إذ يقول في الصفحة 53 منه: "إن نظريتنا ليست مذهبا عقائديا، بل هي أداه للعمل". وكان كارل ماركس (1818 – 1883) ألمانيا من أصل يهودي.. وقد طرد من ألمانيا ثم فرنسا بسبب نشاطاته الثورية، فمنحته إنكلترا حتى اللجوء إليها.. وفي عام 1848 نشر ماركس "البيان الشيوعي".. وقد اعترف أن مخطط تحويل العالم إلي اتحاد جمهوريات اشتراكية سوفيتية قد يستغرق قرونا عديدة. أما كارل ريتر (1779 – 1859) وهو ألماني أيضا، فقد كان أستاذا للتاريخ والعلوم الجيوسياسية.. وقد جاء بنظرية معاكسة " للبيان الشيوعي"، ووضع مخططا أعلن فيه أن باستطاعة العرق الآري أن يسيطر علي أوربا ثم علي العالم أجمع بعد ذلك.. وقد تبني عدد من الزعماء الآريين الملحدين مخطط ريتر، فأسسوا النازية لتحقيق هدف السيطرة علي العالم وتحويله غلي دولة إلحادية تخضع لدكتاتوريتهم الشاملة. ويتفق زعماء كلتا المجموعتين الإلحاديتين علي سلطة الدولة، وعلي اعتبار رئيس الدولة إلها علي الأرض، وهذا المعتقد يضع موضع التنفيذ فكرة تأليه الإنسان. واكتملت القناعة لدي كارل ريتر بعد دراساته التاريخية بأن حفنة من كبار الماليين العالميين الذين لا يدينون بالولاء لأي بلد ولكنهم يتدخلون في قضايا جميع البلدان، أسوا عام 1773 ماسونية الشرق الأكبر الحرة، بغرض استخدام حركة الثورة العالمية لتحقيق مطامحهم السرية.. وقد أعلن ريتر أن معظم هؤلاء الماليين العالميين ـ إن لم يكن كلهم ـ من اليهود أو من أصل يهوديّ، بصرف النظر هما إذا كانوا يمارسون بالفعل طقوس الدين اليهودي. وقد ناقش ريتر في رده علي البيان الشيوعي لكارل ماركس، الأخطار التي ستنجم لو أذن العالم لهذه الحفنة من الرجال بالاستمرار في السيطرة السياسية علي الشيوعية العالمية وتوجبيها حسب مخططاتهم.. وأنهي ذلك بأن قدم إلي سادة الحرب الآريين الألمان اقتراحات واقعية وعملية لمكافحة مؤامرة بارونات المال العالميين، راسما لهم مخططا مقابلا للمخطط الأول في اتساعه وبعد أمده، ويستهدف بدوره السيطرة علي موارد العالم الطبيعية لمصلحة العرق الآري. وأشار ريتر بتأسيس النازية واستعمال الفاشية "أي الاشتراكية الوطنية" كوسيلة لتحقيق مطامعهم بتخريب مخططات بارونات المال العالميين وغزو العالم.. وأشار إلي قضية أخري، وهي أنّ بارونات المال العالميين ينوون استعمال السامية في كل الأوجه لتحقيق مخططاتهم، ولذا فعلي الزعماء الآريين أن يستعملوا اللا سامية من كل وجوهها لتمضي قدما بالقضية الآرية. وتضمن مخطط كارل ريتر المقترحات التالية: 1. إخضاع جميع الأقطار الأوروبية لسيطرة ألمانيا.. وشدد ريتر علي أهمية إقناع الشعب الألماني بتفوقه الجسماني والعقلي علي الأجناس السامية.. وكانت هذه الفكرة هي النواة التي بني حولها رجال الإعلام الآري نظرية "العرق الألماني السيد".. وكانت هذه النظرية هي الوسيلة التي اتخذها هؤلاء لمجابهة دعايات الماليين العالميين، الذين كانوا يدعون أن الجنس السامي هو شعب الله المختار، وأنه هو الذي اختارته العناية الإلهية ليرث هذه الأرض.. وهكذا انقسم الملايين من البشر إلي معسكرين متجابهين. 2. وأوصي كارل ريتر باتباع سياسة مالية معينة ت منع أصحاب المصارف العالميين من السيطرة علي اقتصاديات ألمانيا (مثلما سيطر هؤلاء علي اقتصاديات إنكلترا وفرنسا وأميركا). 3. وأوصي ريتر بإنشاء طابور خامس نازي لمجابهة التنظيمات الشيوعية السرية، هدفه إقناع الطبقات العليا والوسطي في البلدان التي تنوي ألمانيا إخضاعها، بأن الفاشية هي الوسيلة الوحيدة المؤهلة لمجابهة الشيوعية، واستقبال الجيوش الألمانية علي أنها الحامية لتلك الأقطار من الخطر الشيوعي. 4. وأوصي ريتر بتدمير الشيوعية تدميرا كاملا، واستئصال شافة العرق اليهودي عن بكرة أبيه، لكي يتمكن الزعماء الآريون من التوصل للسيطرة الكاملة علي القضايا والأمور العالمية. *** إن الصراع والتصميم للسيطرة علي العالم، يتيح لكل من زعماء الكتلتين الإلحاديتين أن يحيكوا أخبث المؤامرات، وأن يرتكبوا كل أنواع الجرائم من الاغتيال الفردي إلي الإبادة الجماعية.. وهم يثيرون الحروب لمجرد إنهاك الأمم التي ينوون إخضاعها. وتدل الدراسة المقارنة للأديان، أن النازية والشيوعية لا تمكن مقارنتهما بأي شكل من الأشكال بأي من الأديان التي تنادي بالإيمان بالله العليّ القدير.. وقد يسمح الزعماء الملحدون في البلدان المخضعة بممارسة الأديان التي تقوم علي تعاليم الأيمان بالله لفترة من الوقت، ولكنهم لا يسمحون لرجال الدين بالعمل إلا علي هامش المجتمع.. ولذلك فهم يمنعون رجال الدين من ممارسة أي نفوذ أو توجيه للسلوك الاجتماعي أو السياسي لأبناء طوائفهم.. والهدف الأبعد لكل من العقيدتين الإلحاديتين، هو أن يمحوا من عقول البشر أية معرفة بوجود الله السامي أو بوجود الروح أو بالحياة الأخرى.. وهم يستخدمون لذلك ما أمكنهم من الوسائل، كالقتل وبرامج غسل الدماغ المستمرة والتي تنفذ بإحكام.. وإذا ما عرفنا هذه الحقائق أدركنا تماما أن أي كلام عن تعايش سلمي بين المؤمنين والملحدين إما أن يكون هراء مطلقا أو نوعا من الدعاية والإعلام. *** إن ابسط وسيلة لفهم ما يجري في عالمنا الحاضر هو دراسة أحداث التاريخ علي ضوء ما ذكرناه أي علي اعتبار نقلات في لعبة الشطرنج العالمية.. ولقد قسم زعماء النورانيين العالم إلي معسكرين، واستعملوا الملكات والملوك والرهبان والفرسان، تماما كما يحدث في لعبة الشطرنج.. واستعملوا جماهير الناس بيادق في اللعبة.. وتدفعهم سياساتهم القاسية التي لا تعرف الرحمة إلي اعتبار الناس مجرد أحجار يمكن التصرف بها، فهم قد يضحون بقطعة كبيرة أو بمليون من البيادق إذا كان يقربهم ولو خطوة إلي هدفهم النهائي، السيطرة الطاغية للشيطان. ونقل عن لسان البروفيسور ريتر، أن المرحلة الحاضرة من المؤامرة انطلقت من مصرف آمشيل مايروباور (الشهير بروتشيلد) والواقع في فرانكفورت بألمانيا، حيث اجتمع ثلاثة عشر من كبار تجار الذهب والفضة، وقرروا أزالة كل الرؤوس المتوجة في أوروبا، وتدمير كل الحكومات الموجودة، وإزالة كل الأديان المنظّمة، قبل أن يباشروا في تأمين سلطتهم المطلقة علي الثروات والموارد الطبيعية والبشرية في العالم بأسره، ومن ثَمّ يقيمون حكم الشيطان الطغياني.. وكان في مخططهم استعمال مبادئ مادية التاريخ والديالكتيكية للمضي في تنفيذ مشاريعهم. وعندما يخامر أدني شك تلك القوي الخفية، أن أحد آلاتهم من الزعماء يعرف أكثر مما ينبغي، يأمرون بتصفيته فورا.. من أجل هذا دُبّرت حوادث الاغتيال الفردية والكثير من الثورات والحروب التي أزهقت عشرات الأرواح البشرية بالإضافة إلي الملايين من المشردين.. ومن العسير علي أي قائد عسكري أن يأتي بتبرير لحادث إلقاء القنبلة الذرية علي هيروشيما أو ناغازاكي، حيث قتل مئة ألف شخص في غمضة عين، وأصيب ما يقرب من ضعف هذا العديد بجراح خطيرة.. كانت القوات اليابانية قد هزمت، وكانت قضية التسليم مسألة ساعات أو أيام، ولم يكن هناك أي داع لتنفيذ مثل هذا العمل الجهنميّ.. والتعليل المنطقي الوحيد هو أن القوي الخفية قد قررت استعراض هذا السلاح الأحدث بين أسلحة الدمار، لتذكير ستالين بما يمكن أن يحدث إذا ما تمادي في مطالبه.. وهذا هو العذر الوحيد، وهو لا يشكل حتى مجرّد شبه تبرير لهذه الجريمة الشنعاء التي ارتكبت ضد الإنسانية. ولكن القنبلة الذرية والقنبلة الهيدروجينية لم تعودا الآن أشد الأسلحة المدمرة فتكا.. إن غاز الأعصاب الذي شرعت الكتلتان الشيوعية والرأسمالية بتجميعه في المخازن قادر علي مسح كل المخلوقات الحية من علي وجه الأرض.. إن إفناء كل أثر للحياة البشرية في منطقة ما، أصبح الآن يخضع للمتطلبات العسكرية والاقتصادية التي تخدم أهدافهم. وتستطيع القوات الغازية بعد أيام قليلة من استعمال الغاز، اجتياز المناطق الملوثة دون ما خطر، وستكون هذه المناطق آنئذ مناطق أموات، بيد أن الأبنية والآلات تبقي سليمة دون مساس. *** كتب أدمون بورك ذات مرة: "كل ما تحتاج إليه قوي الشر لتنتصر هو أن يمكث أنصار الخير بدون عمل ما".. وإنها لحقيقة كبيرة تلك التي كتبها بورك. إن دراسة الأديان المقارنة، بالعلاقة مع الظروف التي نخبرها اليوم، تسلم الدارس غير المتحيز إلي الاستنتاج الذي يقول أن هؤلاء الذين يؤمنون بالله والحياة الأخرى ينعمون بعقيدة قائمة علي الحب والأمل، أما الإلحاد فيقوم علي الحقد واليأس الأسود.. ولم يحدث في التاريخ أن شهد العالم محاولة لإدخال العلمانية إلى حياتنا كما حدث سنة 1846، حينما أصر هوليوك وبراد لو وأمثالهما علي رأيهم القائل إن اهتمامات الإنسان يجب أن تقتصر علي مصالحة الحياتية الحاضرة. ودعاة العلمانية هؤلاء هم السابقون لهذا القطيع من الرسل المزيفين وأشباه المسيح من مثل كارل ماركس وكارل ريتر ولينين وستالين وهلتر وموسوليني.. لقد خدع هؤلاء الملايين من البشر بالإمارات والعجائب التي صنعوها، كما خدعوا العديد من المسيحيين المؤمنين الذين كان عليهم أن يكونوا أكثر فهما وإدراكا
| |
|
| |
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: رد: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 7:00 pm | |
| 3-اليهود أصل اليهود: نحن نطلق اليوم اسم اليهودي بشكل عام علي كل شخص اعتنق يوما الدين اليهودي.. والواقع هو أن الكثيرين من هؤلاء ليسوا ساميين من حيث الأصل العرقي، ذلك أن عددا ضخما منهم منحدرون من سلالات الهيروديين أو الأيدوميين ذوي الدم التركي المنغولي. شرعت الأعراق غير الساميّة والتركية والفنلندية في القدوم إلي أوربا، قادمة من آسيا منذ القرن الأول الميلادي، عبر الممر الأرضي الواقع شمالي بحر قزوين.. ويطلق علي هذه الشعوب الوثنية اسم "الخرز".. وقد استقروا في أقصي الشرق من أوروبا، حيث شكلوا مملكة الخرز القوية، ثم بسطوا سلطانهم شيئا فشينا بواسطة الغزوات المتكررة، حتى سيطروا في نهاية القرن الثاني علي معظم المناطق الواقعة في أوروبا الشرقية غربي جبال الأورال وشمالي البحر الأسود. وقد اعتنق الخرز اليهودية آنئذ، مفضلين إياها علي المسيحية أو الإسلام، وبنوا الكنائس والمدارس لتعليم الدين اليهودي في سائر أنحاء مملكتهم.. وكان الخرز إبان ذروة قوتهم يجبون الجزية من خمسة وعشرين شعبا قهروهم. وقد عاشت دولة الخرز ما يقارب الخمسمئة عام، حتى سقطت في نهاية القرن الثالث عشر في أيدي الروس الذين هاجموهم من الشمال. وقد انتقلت الروح الثورية من الخرز اليهود إلي الإمبراطورية الروسية، واستمرت حتى ثورة تشرين الأول الحمراء سنة 1917. إن غزو الخرز في القرن الثالث عشر يبيّن لنا أن الكثير من الناس الذين نطلق عليهم اسم اليهود قد بقوا في الواقع داخل الإمبراطورية الروسية. والحقيقة الأخرى هي أن الفنلنديين والمجموعات الأخرى التي تصنف تحت الجنس الروسي، لم تكن من أصل آري.. وقد اعتبرها الشعب الألماني أعداء وعاملها علي هذا الأساس. المرابون: سيرة حياه المسيح ترينا أنه أحب كل الناس ماعدا مجموعة واحدة خاصة.. لقد كره المرابين بعنف يبدو صدوره غربيا من رجل له مثل وداعه المسيح.. وهاجمهم بقوة مرات متكررة لأكلهم الربا، وفضحهم ووسمهم بعبادة المال، وقال عنهم: إنهم من كنيس الشيطان.. وجاء التعبير القويّ عن كره المسيح لصرافي النقود، عندما أخذ السوط وطردهم خارج الهيكل، مقرعا إياهم بهذه الكلمات: "كان هذا الهيكل بيتا للرب.. ولكنكم حولتموه إلي مغارة للصوص".. وبقيام المسيح بهذا العمل الانتقاميّ ضد صرافي النقود، كان يوقع وثيقة موته بنفسه. ويرينا التاريخ أن صرافي النقود العالميين أخذوا يستعملون الغوغاء في مخططاتهم السرية.. إن النورانيون يوجهون كل القوي الشريرة في العالم. يثبت التاريخ أن سينيكا الفيلسوف والمصلح الروماني (4 ق.م ـ 65 م) قد مات لأنه حاول ـ كما فعل المسيح من قبله ـ فضح العمليات الفاسدة والنفوذ الشرير اللذين يمارسهما المرابون الذين تسربوا إلي روما.. وكان سينيكا مربي نيترون ومعلمه الخاص، وعندما أصبح هذا إمبراطورا لبث الفيلسوف مستشاره وصديقة المخلص.. ولكن نيترون ما لبث أن تزوج من يوبايا التي أوقعته في حبائل المرابين الأشرار.. وهكذا أصبح نيترون واحدا من أسوأ حكام التاريخ سمعة، وانحدرت شخصيته إلي الدرك الأسفل من السفالة واللؤم، حتى إنه ما كان يعيش إلا لتحطيم كل شيء صالح، وأخذت أعماله الانتقامية تأخذ شكل العدوان العلني.. وهكذا فقد سينيكا كل تأثير كان له علي نيترون ولكنه لم يتوقف أبدا عن التقريع العلني للمرابين بسبب نفوذهم الشرير وممارستهم الفاسدة. وفي النهاية طالب المرابون نيترون أن يتخذ الإجراء الذي يسكت سنيكا الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة.. وهكذا أمر نيترون سنيكا أن ينهي حياته بنفسه! كانت تلك أول حاله شهيرة أجبر فيها المرابون شخصية شرعت في إثارة المتاعب بوجههم، علي الانتحار، ولكنها لم تكن الحالة الأخيرة إذ تجد عبر التاريخ عددا من قصص الانتحار المماثلة وجرائم القتل التي أضفي عليها طابع الحوادث أو الانتحار. إن قضية جيمس فورستال هي واحدة من أسوء الأمثلة علي ذلك في السنوات الأخيرة.. في عام 1945 كان اقتناع فورستال يتجه إلي أن أصحاب المصارف الأميركيين يشكلون خفية جماعة واحدة، مع أصحاب المصارف العالميين الذين يسيطرون علي ماليات فرنسا وإنكلترا وسائر الدول.. واقتنع، كما تقول مذكراته، أن بارونات المال العالميين كانوا هم المسئولين المباشرين عن اندلاع نيران الحربين العالميتين الأولي والثانية.. ولقد حاول إقناع الرئيس روزفلت وسائر رسميي الحكومة علي أعلي المستويات بهذه الحقيقة.. ولا نعلم بعد ذلك ما إذا كان قد فشل في ذلك وانتحر نتيجة ليأسه، أم أنه قد اغتيل لإطباق فمه إلي الأبد.. وقد أصبحت عمليات القتل التي يُضفي عليها طابع الانتحار وسيلة سياسية مقبولة في المؤامرات العالمية عبر القرون. الاحتكارات اليهودية في التاريخ: أصدر الإمبراطور الروماني يوستنيافوس الأول (483 – 565 م) قانونه المعروف باسم "القوانين المدنية"، والذي حاول فيه وضع حد للأعمال غير المشروعة التي كان التجار اليهود يلجأون إليها في التجارة والمبادلات.. ولكن التجار اليهود لم يكونوا سوي عملاء للنورانيين، وقد تمكنوا بواسطة التجارة غير المشروعة وعمليات التهريب واسعة النطاق الحصول علي امتيازات مجحفة علي غيرهم من اتجار، وهكذا تمكنوا من إفلاسهم وإخراجهم من ساحة العمل.. وقد بقي قانون يوستنيانوس حتى القرن العاشر المصدر الحقوقي الأساسي، ولا يزال يعتبر حتى يومنا هذا من أهم المراجع في الحقوق والأحكام.. ولكن المرابين استطاعوا بدهائهم أن يقلبوا الخير الذي كان يوستنيانوس في سبيل القيام به.. وتصف موسوعة فنك أند واغناز Funk and Wagnalls اليهودية وضع التجار اليهود في تلك الأيام كما يلي: "لقد تمتع اليهود آنئذ بكامل حريتهم الدينية، حتى إن بعض المراكز الصغرى في الدولة كانت مفتوحة لهم.. وكانت تجارة العبيد تشكل المصدر الأول لثروة بعض اليهود الرومانيين، ولكن قوانين عديدة صدرت لمحاربة هذه التجارة في السنوات 335 و336 و384 م". ويكشف لنا التاريخ أن التجار اليهود وصرافي النقود لم يقتصروا في أعمالهم غير المشروعة علي تجارة العبيد، بل كانوا ينظمون ويحتكرون التجارات الفاسدة، من مخدرات ودعارة وتهريب المسكرات والعطور والجواهر والبضائع الثمينة الأخرى.. وتأمينا لمصالحهم وحماية لعملياتهم غير المشروعة، كانوا يلجأون إلي الرشوة وشراء ذمم المسؤولين الكبار.. وهكذا استطاعوا بواسطة المخدرات والمسكرات والنساء تقويض أخلاق الشعب.. ويسجل التاريخ أن يوستنيانوس، وهو إمبراطور روما القوي، لم يكن بالقوة الكافية لوضع حد لتلك النشاطات. وقد بحث المؤرخ البريطاني إدوارد جيبون (1737 – 1794) في التأثيرات المفسدة للتجار والمرابين اليهود، ووصفهم بأنه كانت لهم يد طولي في "انحطاط وسقوط الإمبراطورية الرومانية".. وكان هذا هو عنوان كتابه.. وتحدث جيبون بإسهاب عن الدور الذي لعبته بوبابا زوجة نيترون، في التمهيد لتلك الظروف التي جعلت الشعب الروماني ينظر كالمخمور بدون مبالاة إلي انهياره السريع وتحطمه.. وبسقوط الإمبراطورية الرومانية تأسست السيطرة اليهودية، ودخلت أوروبا ما يدعوه المؤرخون "بالعصور المظلمة". وتقول الموسوعة البريطانية حول هذا الموضوع ما يلي: "كان لدي التجار والمرابين اليهود ميل شديد للتخصص بالتجارة، وكان مما ساعدهم علي الامتياز في ذلك الحقل، مهارتهم وانتشارهم في كل مكان.. وكان معظم تجارة أوروبا في العصور المظلمة في أيديهم، وخاصة تجارة الرقيق". ونستطيع أن نلمس آثار تلك السيطرة اليهودية المطلقة، حين نري مثلا قطع عمله قديمة بولونية وهنغارية تحمل نقوشا يهودية.. ويكشف لنا إلحاح اليهود بهذه الصورة للسيطرة علي النقد وجعل إصدار العملة في أيديهم، أن المرابين اليهود اعتنقوا منذ تلك الأزمنة الشعار الذي اشتهر به بعد ذلك (آمشل ماير باورر (1743 – 1812 م) وهو: "دعنا نتول إصدار النقد في أمة من الأمم والأشراف عليه، ولا يهمنا بعد ذلك من الذي يسنّ القوانين لهذه الأمة"!! وقد طرح آمشل ماير باورر هذا الشعار علي شركائه، ليشرح لهم جوهر الدافع الذي حدا بالمرابين اليهود السعي للحصول علي السيطرة علي مصرف إنكلترا عام 1694. الحروب الصليبية: صمم البارونات ـ وهم الذين كانوا رؤوس الآرية ـ علي كسر الاحتكار اليهودي في التجارة و العملة والمبادلات في أوروبا.. وكان هذا هو الدافع الحقيقي لقيامهم عام 1095 بالحصول علي بركة بعض الزعماء المسيحيين لشن الحروب الصليبية أو الحروب المقدسة. وبين عامي1095 و 1271 نظّمت ثماني حملات صليبية، الهدف الظاهر لها هو حماية الحجاج المسيحيين إلي مهد المسيح، وإقامة الحكم المسيحي في فلسطين.. أما حقيقة الواقع فهي أنها كانت حروبا لتقسيم سكان أوروبا إلي معسكرين متناحرين: الأول مع اليهود والثاني ضدهم. عام 1215 عقدت الكنيسة الكاثوليكية المؤتمر المسكوني الرابع، وكان الموضوع الأساسيّ قيد الدرس هو التعديات اليهودية في سائر الأقطار الأوروبية.. خلال هذه الحقبة من التاريخ كان زعماء الكنيسة وزعماء الدول يعملون متحدين.. ولقد عبر زعماء الكنيسة عن رضاهم التام لجانب استمرار الحملات الصليبية.. وأصدروا كذلك المراسيم والقرارات للحد من الربا الفاحش الذي كان اليهود يمارسونه.. وللتوصل إلي ذلك أصدرت مراسيم تقضي بتحديد إقامة اليهود في المستقبل بأحيائهم الخاصة، كما منعوا إطلاقا من استخدام المسيحيين لديهم كأجراء أو توكيلهم في معاملاتهم، وذلك لمنع المرابين والتجار اليهود من اتخاذ المسيحيين واجهات لهم في أعمالهم، فقد كانوا يعقدون الصفقات المشبوهة بواسطة بعض العملاء المسيحيين، الذين كانوا يتحملون الوزر والعقوبة حين افتضاح الأمور.. كما حظرت القوانين علي اليهود استخدام المسيحيات في منازلهم أو مؤسساتهم، فقد كانوا يغوون تلك الفتيات ويحولونهن إلي عاهرات، يستعملونهن في الحصول علي المال والنفوذ.. ومنعت قوانين أخرى بعد ذلك اليهود من ممارسة بعض العمليات التجارية.. ولكن الكنيسة بكل سلطانها، مدعومة بزعماء الدول، لم تستطيع أن تخضع سادة المال للقوانين.. وساهمت تلك القوانين في إذكاء نار حقد النورانيين علي كنيسة المسيح، وشرعوا في التخطيط لإضعاف الكنيسة وفصلها عن الدولة.. وللوصول إلي هذا الهدف، أخذ النورانيون يبثّون بين العامة فكرة العلمانية واللا دينية. ملاحقة اليهود في أوروبا: عام 1253 عمدت الحكومة الفرنسية إلي حل جذريّ لمشكلة اليهود، فطرتهم جميعا لمخالفتهم القوانين، فاتجه قسم كبير من المطرودين إلي إنكلترا التي ألجأتهم.. وحتى عام 1255 كان اليهود قد تمكنوا من السيطرة علي عدد من كبار الرجال السلك الكنسي الإنكليزيّ، وعلي الكثير من النبلاء والسادة الإقطاعيين.. وكان هؤلاء المرابون ومن يسمونهم حكماء اليهود ينتمون إلي النورانيين.. وقد تم اكتشاف ذلك خلال التحقيق الذي أمر الملك هنري الثالث بإجرائه، في فضائح الاحتيال والرشوة والجرائم التي فاحت روائحها، بعد مقتل سان هيوأوف لينكولن عام 1255.. وقد أثبتت التحقيق أن ثمانية عشر يهوديا كانوا هم الذين ينظمون تلك العمليات فقدموا إلي المحاكمة، وحكم عليهم بالإعدام. مات الملك هنري عام 1272، وخلفه علي عرش إنكلترا الملك إدوار الأول، الذي أصدر أمرا حرم بموجبة علي اليهود ممارسة الربا.. ثم استصدر من البرلمان عام 1275 قوانين خاصة سميت "الأنظمة الخاصة باليهود".. وكان الهدف منها تقليص سيطرة المرابين اليهود علي كافة مدينيهم، ليس فقط من المسيحيين بل حتى من الفقراء اليهود أنفسهم.. ولا يمكن وصمم هذه الأنظمة بأنها معادية للسامية لأنها حمت فيمن حمت اليهود المتقيدين بالقوانين. وقد ظن المرابون اليهود أنهم في هذه المرة أيضا، سيتمكنون من تحدي أوامر الملك.. وكان خطؤهم كبيرا، إذ أن الملك عمد إلي إصدار قانون بطرد جميع اليهود من إنكلترا.. وكان ذلك بدء المرحلة التي يسميها المؤرخون "الإجلاء الأكبر". بعد أن خطا الملك إدوار الخطوة الأولى، سارع ملوك ورؤساء أوروبا إلي الإقتداء به. عام 1306 طردت فرنسا اليهود، وتبعتها سكسونيا عام 1348، وهنغاريا عام 1360، وبلجيكا عام 1370، وسلوفاكيا عام 1380، والنمسا عام 1430، والأراضي المنخفضة (هولندا) عام 1444، وأخيرا أسبانيا عام 1492. ويتخذ طرد اليهود من أسبانيا أهمية خاصة.. ففي القرن الرابع عشر تمكن المرابون اليهود للمرة الأولي من جعل الحكومة الإسبانية تمنحهم حقّ جباية الضرائب من الشعب مباشرة، كضمان للقروض التي كانوا يقدّمونها للحكومة.. واستغل المرابون اليهود هذا الوضع أبشع استغلال، وأبدوا من القسوة والوحشية في طلب "أقّة اللحم" من الأهالي ما ملأ أفئدتهم بالحقد والغضب، بحيث أضحت شرارة واحدة كافية لتفجير النقمة.. فكانت هذه الشرارة في الخطابات اللاهية التي ألقاها فرناندو مارتسنسز، والتي هبّ علي أثرها الشعب لارتكاب واحدة من أكثر المجازر المعروفة دموية.. وهذا أحد الأمثلة التي دفع فيها اليهود الأبرياء جزاء سياسة زعمائهم المجرمة بحق الإنسانية. وقد طرد اليهود من ليتوانيا عام 1495، ومن البرتغال عام 1498، ومن إيطاليا عام 1540، ومن بافاريا عام 1551. وتجدر الإشارة هنا إلي أنه خلال هذه الإجراءات، كان بعض المتمولين والمتقنفذين من اليهود، يتدبرون أمر الحصول علي ملاجئ وسكن لهم في بوردو وأفينيون، وبعض الممتلكات البابوية، وفي مرسيليا وشمالي الألزاس وقسم من إيطاليا الشمالية.. وكان الأمر كما تقول الموسوعة البريطانية: "ووجدت جماهير اليهود نفسها تصب ثانية في طريق الشرق، وعلي الأخص في الإمبراطوريتين البولونية والتركية.. أما الجاليات الضئيلة التي فضّلت معاناة البقاء في الغرب، فقد كانت خاضعة لكافة القيود التي كانت مفروضة عليها في المرحلة السابقة". وهكذا يمكن القول بأن العصور المظلمة لدي اليهود بدأت مع بشائر عصر النهضة في أوروبا.. وهذه الحقيقة تدعم صحة النظرية التي يقول بها بعض المؤرخين والتي فحواها أن أمم أوروبا لم تستطيع البدء بعصر النهضة والازدهار، إلا بعد أن تمكنت من تحرير نفسها من براثن السيطرة الاقتصادية اليهودية. حُصرت الجاليات اليهودية في أوروبا بعد حركات التهجير الكبرى، داخل أحيائها التي سميت بالجيتو، والتي يسميها اليهود الكاحل، حيث فرض علي اليهود أن يعيشوا معزولين عن جماهير الشعوب، يحكمهم حاخاماتهم أو حكماؤهم، الذين كانوا بدورهم خاضعين لتوجيهات النورانيين وكبار المرابين اليهود، الذين لبثوا في مراكزهم التي تمكنوا من الحصول عليها في بعض المدن الأوروبية.. وكان عملاء النورانيين منبثين في أحياء الجيتو، ينفثون سموم الحقد والكراهية وروح الانتقام في قلوب الجماهير اليهودية، من أولئك الذين هجروهم وعزلوهم.. كما كان الحاخامين بدورهم يلقنوهم أنهم "شعب الله المختار"، وأن يوم الانتقام آت دون ريب، وسيرثون الأرض ومن عليها. وتجدر هنا الإشارة إلي أن معظم اليهود الذين انتقلوا إلي أوروبا الشرقية، فرض عليهم بدورهم العيش في "مناطق الإقامة" التي سمح لهم بها، والواقعة بصورة عامة علي الحدود الغربية لروسيا، من سواحل البحر البلطيقي في الشمال حتى سواحل البحر الأسود في الجنوب.. وكان معظمهم من اليهود الخرز في الأصل.. ويشتهر الخرز من اليهود بثقافتهم المعروفة بـ "اليديش" (وهو اسم لغتهم التي يتكاملون بها)، كما يعرفون بخبثهم وبخلهم الشديد، وأساليبهم المنحطة في الأمور المالية، وأخلاقهم الدنيئة.. ويجب أن نميز هنا بينهم وبين العبرانيين القدماء الذين ذكرتهم التوراة، فهؤلاء كانوا من الرعاة المهذبين في الغالب. كان عملاء النورانيين داخل أحياء الجيتو يذكون نار الحقد ورغبة الانتقام.. وأخذوا بتنظيم واستغلال هذه الظروف، حتى تحولت إلي حركة ثورية عالمية، هدفها الرعب والتخريب. نشوء السوق السوداء في أوروبا طور سادة المال هذه الحركة الثورية، حتى حولوها إلي الشيوعية العالمية التي نعرفها اليوم.. كانوا ينظمون أعمال العنف الفردية حتى أصبحت حركة ثورية منظمة ووضعوا فيما بعد خطة منظمة لعودة اليهود للبلاد التي طردوا منها عن طريق التسلل، حيث إنهم كانوا ممنوعين قانونيا من الرجوع إلي تلك البلاد.. وحيث إنهم كانوا ممنوعين من الإقامة والحصول علي وظيفة، فقد زودوا بمبالغ وأرصدة لإنشاء نظام السوق السوداء، ومارسوا في هذه الأسواق كل أنواع التجارات والمبادلات المحرمة.. وكانوا يعملون حسب منهج الشركة الاحتكارية الخفية، مما أتاح لبارونات المال الذين يمولون هذه الشبكات أن يبقوا في الخفاء. وقد اتجهت شكوك عدد من المؤلفين والمؤرخين ـ أمثال الكونت دي بونسين والسيدة نيستا وبستر والسير والترسكوت ـ إلى أن النورانيين كانوا هم القوة الخفية وراء حركة الثورة العالمية.. يقول الكاتبان وليم فوس وسيسيل غيراهتي في كتابهما "الحلبة الإسبانية": "إن مسألة معرفة من هم الزعماء الحقيقيون للشركة الاحتكارية الخفية التي تسيطر علي العالم وكيف يصل هؤلاء إلي أهدافهم، هي مسألة خارج مجال هذا الكتاب.. ولكنها ستبقي واحدة من أهم المسائل التي يجب أن تحل.. والذي سيتمكن من كشف هذا اللغز يوما ونشره علي الناس، سيكون رجلا من الشجاعة في القمة، وسيعتبر أن حياته لا قيمة لها إذا ما قيست بالواجب الذي ينتظره، وهو تنبيه العالم ألي ما تبنته جماعة الشيطان الذين نصبوا أنفسهم كهنة لدين خفي يريدون فرضه علي العالم".
إننا نستطيع الحكم علي نجاح مخطط تسلل اليهود إلي البلاد التي طردوا منها، بدراستنا للوقائع التالية: فقد عاد اليهود إلي إنكلترا عام 1600م، وإلى هنغافوريا سنة 1500 ولكنهم طردوا منها ثانية عام 1582.. وعادوا إلى سلوفاكيا سنة 1562 ليطردوا منها عام 1744.. وعادوا إلي ليتوانيا عام 1700.. وبصرف النظر عن عدد المرات التي طردوا فيها، فإنهم في كل مرة كانوا يتركون وراءهم الشبكات الخفية التي كانت تدير وتخطط النشاطات الثورية والاضطرابات للقوي الخفية.
| |
|
| |
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: رد: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 7:01 pm | |
| 4-النورانيون من المعروف إن حاخامي اليهود، يزعمون لأنفسهم السلطة المطلقة في تفسير ما يسمونه المعاني السرية للكتابات المقدسة، وذلك بواسطة إلهام إلهي خاص.. وليس لهذا الادعاء أهمية تذكر في حد ذاته، إذا لم يكن بيد هؤلاء جمعية بوسيلة ليضعوا ما تلقوه في الوحي موضع التنفيذ.. وهكذا اجتمع عدد من المرابين وكبار الحاخامين والمديرين والحكماء، وقرروا أن يؤسسوا مجمعا سريا يعمل علي تحقيق أغراضهم، وأسموه "المجتمع النوراني" The Illuminati.. وكلمة نوراني مشتقة من كلمة "لو سيفر" Lucifer التي تعني "حامل الضوء" أو "الكائن الفائق الضياء".. وهكذا، فإن المجمع النورانيّ قد أنشئ لتنفيذ طقوسهم الخاصة.. وهكذا نري صوابية تسمية المسيح لهم بكنيس الشيطان. وكان المجلس الأعلى للمجمع النورانيّ مؤلفا من ثلاثة عشر عضوا.. ويشكل هؤلاء اللجنة التنفيذية لمجلس "الثلاثة وثلاثين". ويدّعي رؤوس المجمع النوراني اليهوديّ امتلاك المعرفة السامية، فيما يتعلق بشؤون الدين والعقائد والاحتفالات الدينية والطقوس.. وكان هؤلاء هم الذين صمموا العقيدة الإلحادية المادّية، التي نشرت عام 1848 في "البيان الشيوعي" الذي كتبه كارل ماركس. كان عم ماركس حاخاما من حاخامات اليهود، ولكنه انفصل رسميا من السلك الكهنوتي الأعلى.. وهكذا نجد أن اليهود يعودون مرة أخري إلي مبدأ الشركة الخفية. شعار النورانيين: الهرم: يرمز إلي المؤامرة الهادفة إلي تحطيم الكنيسة الكاثوليكية ـ كممثلة للمسيحية العالمية ـ وإقامة حكم ديكتاتوري تتولاه حكومة عالمية علي نمط الأمم المتحدة. العين التي في أعلي الهرم ترسل الإشعاعات في جميع الجهات: ترمز إلي وكالة تجسس وإرهاب ـ علي نمط الجستابو ـ أسسها وايزهاوبت تحت شعار الأخوة، لحراسة أسرار المنظمة وإجبار الناس علي الخضوع لقوانينها عن طريق الإرهاب. وكان لهذه الوكالة دور عظيم في حكم الإرهاب الذي أعقب الثورة الفرنسية. والكلمتان المحفورتان في أعلي الشعار Annuit Coeptis تعنيان: أن مهمتنا (مؤامرتنا) قد تكللت بالنجاح. أما الكلمات المحفورة في أسفل الشعار Novus Ordo Seclorum: فتفسر طبيعة المهمة، ومعناها "النظام الاجتماعي الجديد". والجدير بالملاحظة أن هذا الشعار لم تتبنّه الماسونية، إلا بعد دمج الأنظمة الماسونية بالأجهزة النورانية إبان مؤتمر فيلمسباد في سنة 1782م. | |
|
| |
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: رد: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 7:03 pm | |
| 1654: اشتبكت إنكلترا في عديد من الحروب الجديدة. 1656: بدأت الاضطرابات في المستعمرات الأمريكية. 1657: موت كرومويل وإعلان ابنه ريتشارد الحامي الجديد لإنكلترا. 1659: ريتشارد يشمئز من التآمر المستمر ويعتزل الحكم. 1660: الجنرال مونك يحتل لندن.. إعلان شارل الثاني ملكا. 1661: كشف الستار عن المؤامرات التي اشترك فيها كرومويل وبعض أعوانه، مثل براد شو وإيرتون، وحدوث هياج شعبي في لندن، حيث نبشت الجثث وعلقت علي المشانق. 1662: صراع ديني بين الطوائف البروتستانتية، واضطهاد الطوائف التي لم تقبل بالخضوع للكنيسة الرسمية في إنكلترا (الانجليكانية). 1664: تشتبك إنكلترا من جديد بالحرب مع هولندا. 1665: أزمة اقتصادية شديدة تحيق بإنكلترا.. البطالة والمجاعة تأخذان بخناق الشعب، وانتشار الطاعون الأكبر. 1666: إنكلترا تخوض حربا جديدة ضد فرنسا وهولندا. 1667: بدأ عملاء الكابال Cabal صراعا سياسيا ودينيا جديدا. 1674: استتباب السلام بين إنكلترا وهولندا.. القوي الخفية تعيد توزيع الأدوار.. ترفيع السيد (وليام مستراد هولدر) الساذج إلي رتبة القائد العام للقوات الهولندية، وأصبح اسمه وليم أمير أورانج.. ترتيب لقاء بينه وبين ماري ابنة دوق يورك.. إبعاد الدوق عن وراثة عرش إنكلترا. 1677: تتزوج الأميرة الإنكليزية ماري من وليم أوف أورانج.. ولإيصال وليم إلي عرش إنكلترا، كان ينبغي القضاء علي شارل الثاني ودوق يورك. 1683: تدبير مؤامرة منزل راي، التي كان هدفها القضاء علي شارل الثاني ودوق يورك.. ولكن المؤامرة فشلت. 1685: وفاة الملك شارل الثاني وصعود دوق يورك إلي العرش باسم الملك جيمس الثاني.. نشوب حملة إشاعات لتلطيخ سمعه الملك.. إقناع دوق مونمارث ـ أو رشوته ـ بتزعم حركة عصيان لقلب الملك.. وفي 30 حزيران نشبت معركة سيدجمور، التي هزم فيها مونمارت وألقي القبض عليه، وتم إعدامه في 15 تموز.. وفي آب شن القاضي جيفريز حملة محاكمات دموية، ذهب ضحيتها حوالي 3000 من أنصار مونمارت، وحكم علي 1000 آخرين بالبيع كالعبيد. 1688: أمرت القوي الخفية وليم أمير أورانج، بإنزال قواته في إنكلترا علي شاطئ تورباي، مما أجبر الملك جيمس الثاني علي التنازل والهرب إلي فرنسا، فقد أصبح مكروها من الشعب بسبب حملة الإشاعات التي لطخت سمعته، والمؤامرات ضده.. وكذلك بسبب غبائه وعدم كفاءته الشخصية. 1689 إعلان وليم وماري ملكا وملكة علي إنكلترا. السيطرة على اقتصاد انجلترا: لم يكن الملك جيمس الثاني ينوي أن يترك العرش هكذا بدون دفاع.. ولكن لما كان الملك جيمس كاثوليكيا، فقد حاولت القوي الخفية إبراز وليم أمير أوارنج كبطل للبروتستانتية.. نزل الملك جيمس في الخامس من شباط علي شاطئ ايرلندا. ثم جرت معركة بورني التي وقف فيها الكاثوليكيون والبروتستانت وجها لوجه.. ويحتفل البروتستانت في الثاني عشر من تموز من كل سنة بانتصارهم في هذه المعركة.. وربما لا يعلم واحد منهم أن هذه المعركة كانت من تدبير المرابين العالميين للوصول إلي السيطرة علي مقدرات إنكلترا الاقتصادية والسياسية.. وكان هدفهم الأول والحصول علي إذن بإنشاء مصرف إنكلترا، وتأمين الديون الوطنية التي استدانتها إنكلترا منهم للقيام بتلك الحروب.. ويرينا التاريخ كيف أنهم ساروا قدما في تنفيذ مخططاتهم.. إن الدول والشعوب التي اشتركت في تلك الحروب والثورات، لم تحصل في النهاية علي أية نتيجة ذات فائدة حقيقية.. كما لم يتم التوصل إلي أي حل مُرضٍ لأي من المشاكل السياسية أو الدينية أو الاقتصادية.. وكان الرابح الوحيد هو تلك الجماعة الصغيرة من المرابين وتجار الحروب الذين كانوا يتولون تمويل تلك الحروب والثورات، وأصدقاؤهم وعملاؤهم الذين كانوا يتاجرون بالأسلحة والذخائر والسفن. وما أن وصل ذلك القائد الهولندي إلي العرش الإنكليزي، حتى أقنع الخزانة الإنكليزية باستدانة مبلغ 1.250.000 جنيها من الصيارفة اليهود الذين كان لهم الفضل في إيصاله إلي العرش.. وتلقّن كتب التاريخ المدرسية أطفالنا اليوم أن المفاوضات التي جرت بشأن هذا القرض أجراها عن إنكلترا مبعوثان هما (جون هوبلن) و(وليام باترسون).. أما الطرف الآخر في المفاوضات من المرابين المقرضين، فلا تشير إليهم الكتب المدرسية بشيء!!.. وقد بقيت هويتهم مكتومة عبر التاريخ. وتكشف الوثائق التاريخية التي تسجل تلك المفاوضات، أنها جرت داخل كنيسة مغلقة محافظة علي السرية التامة.. ووافق المرابون العالميون علي منح الخزانة الإنكليزية قرضا بقيمة 1.250.000 جنيها، شرط أن يكونوا هم واضعو بنود وشروط الاتفاق.. وقد وافق الجانب الإنكليزي علي ذلك.. أما الشروط فهذه بعضها: 1- تبقي أسماء الذين قدّموا القرض سرية، ويُمنحون ميثاقا بتأسيس مصرف إنكلترا. 2- يمنح مديرو مصرف إنكلترا الحق بتحديد سعر العملة بالنسبة للذهب. 3- يعطي مديرو المصرف حق إصدار قروض بقيمة عشرة جنيهات، مقابل كل جنية ذهبي يملكونه في أرصدتهم بالمصرف. 4- يسمح لهم بتوثيق القرض الوطنيّ، وتأمين دفع الأقساط الرئيسية منه، مع دفع مبالغ الفوائد عن طريق فرض ضرائب مباشرة علي الشعب. وهكذا باع الملك وليام أوف أورانج الشعب الإنكليزي للمرابين اليهود بمبلغ 1.250.000 جنية إسترليني!!.. ووصل هؤلاء أخيرا إلي مآربهم يجعل مصرف إنكلترا تحت سيطرتهم الاقتصادية، وحصلوا علي حق إصدار العملة البريطانية، ولم يعد يهمهم بعد ذاك من كان يسن القوانين لتلك الأمة!! ولإدراك ماذا يعني مبدأ معادلة العملة بالذهب، يكفي أن نذكر مثالا بسيطا: باستطاعة مدراء مصرف إنكلترا إصدار قرض بمبلغ 1000 جنيه، مقابل كل 100 جنية ذهبيّ يضعونه في أرصدتهم كضمانة.. فإذا كانت نسبة الفائدة تبلغ 5% استطاعوا أن يحصلوا علي مبلغ 50 جنيه في السنة، وهذا ما يعادل نصف قيمة مبلغ المئة جنيه الذي رصدوه لضمانه القرض!!.. وإذا ما رغب أحد الأشخاص أو المؤسسات أن يستدين من المصرف مبلغا من المال، كان مدراء المصرف يجبرونه علي تقديم رهان من عقار أو سهم أو ممتلكات، يفوق بكثير قيمة القرض.. وإذا ما تأخر عن تسديد الفوائد المترتبة أو المبالغ الأصلية، كان مدراء المصرف يتخذون الإجراءات اللازمة لوضع يدهم علي الممتلكات المرهونة.. وبذلك يتمكنون من الحصول علي مبالغ تفوق بكثير المبالغ المقترضة. وكانت النية المبيتة لدي الصيارفة الدوليين، تتجه لعدم تمكين إنكلترا من تسديد القروض القومية أبدا.. كانت خطتهم ترمي إلي خلق ظروف دولية تؤدي إلي توريط جميع الأمم الواقعة بين أيديهم أكثر فأكثر في الديون. ولعبت القوي الخفية دورها من وراء الستار وحركت الدمي المناسبة، ومهدت الطريق للحروب التي عرفت "بحرب الوراثة الإسبانية".. وفي عام 1701 عين دوق مارلبورو قائدا عاما للقوات الهولندية المسلحة، كما نال ـ علي حد قول الموسوعة اليهودية ـ مرتبا سنويا يبلغ 6000 جنيه، من المرابي اليهودي الهولندي سولومون مدنيا. وترينا الأحداث التي تسلسلت حتى قادت إلي الثورة الفرنسية عام 1789، كيف تضخّم مقدار القرض القومي البريطاني، حتى وصل إلي مبلغ 885 مليون جنيه بين عامي 1668 و1815.. وفي عام 1945، بلغ القرض مبلغا خياليا يفوق 22 مليار جنيه!!.
| |
|
| |
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: رد: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 7:08 pm | |
| 6- الثورة الفرنسية 1789 إن كلمة "أيدوم" Edam لها دلالتها في التاريخ اليهودي كما جاء في الموسوعة اليهودية، وهي تعني "أحمر". ويقص علينا التاريخ، كيف أن صائغا يهوديا يدعي (آمشل موسى باور)، أنهكه التجوال في أراضي أوروبا الشرقية، فقرّ قراره علي الاستقرار نهائيا في فرانكفورت بألمانيا عام 1750، حيث افتتح محلا للصرافة في منطقة جود ينسراس.. وفوق باب دكانه كان يعلق درعا أحمر رمزا لمهنته.. وهنا يجدر بنا أن نذكر أن الثوريين اليهود في أوروبا الشرقية اعتمدوا أيضا البيرق الأحمر شعارا لهم، لأن اللون الأحمر يرمز إلي الدم. ومن المهم لدي دراسة حركة الثورة العالمية أن نتذكر أن "العلم الأحمر" كان رمزا للثورة الفرنسية ولكل ثورة تلتها حتى الآن. والأكثر من ذلك دلالة، هو أن لينتين عندما قلب الحكومة الروسية بتمويل من الصيارفة العالميين وأسس الدكتاتورية الطاغية الأولي عام 1917، كان تصميمه لراية الدولة علما أحمر في طرفه مطرقة ومنجل، وتعلو ذلك كله نجمه يهوذا. روتشلد وإمبراطورية المال اليهودية: كان لآمشل موسى باور ابن من مواليد عام 1743، اسمه آمشل ماير باور.. توفي الأب عام 1754 عندما كان ابنه في الحادية عشرة من عمره.. وكان والده قد دربه علي كل ما يتعلق بأمور مهنة الصياغة والربا. بدأ الابن حياته ككاتب في مصرف أوبنهايمر.. ولم تمض فترة طويلة حتى برهن عن حذاقة وموهبة في شؤون الصيارفة، مما حدا بأصحاب المصرف إلى أن يكافئوه، بإدخاله شريكا جزئيا في المصرف.. ثم لم يلبث أن عاد إلي فرانكفورت ليتسلم ويدير المؤسسة التي خلّفها أبوه.. وكان الدرع الأحمر لا يزال معلقا بأبهة وفخر فوق الباب.. ولمعرفته بالدلالة السرية لهذا الدرع، قرر آمشل مايروباور أن يتخذ اسما جديدا لعائلته.. ومعني الدرع الأحمر بالألماني روت شيلد Roth Schild.. وهكذا انبثقت إلي الوجود عائلة روتشيلد. توفي (آمشل ماير باور) عام 1812، وكان له خمسة من الأولاد دربهم تدريبا دقيقا ليصبحوا من جهابذة المال والذهب.. وكان أقدر هؤلاء الأبناء ناثان، الذي أظهر مقدرة خارقة في شؤون المال.. حتى إنه أوفد إلي إنكلترا وهو في عامه الواحد والعشرين، بهدف السيطرة علي مقدرات إنكلترا الاقتصادية.. وقد تلقي ناثان روتشيلد لدي سفره مبلغ 20.000 جنيه، فاستطاع إثبات مقدرته المالية بتحويلها إلي 60.000 جنيه خلال سنوات ثلاث فقط. وفي عام 1773 كان ماير روتشيلد لا يزال في الثالثة والثلاثين من عمره.. وقد دعا لملاقاته في فرانكفورت اثني عشر رجلا من كبار الأغنياء، لإقناعهم بتجميع ثرواتهم وتأسيس مجموعة واحدة، ليكون بإمكانهم أن يمولوا الحركة الثورية العالمية. وكشف لهم روتشيلد كيف تم تنظيم الثورة الإنكليزية، وبيّن لهم الأخطاء التي ارتكبت.. وكانت الثورة بطيئة جدا وأخذت وقتا طويلا.. ولم تتم تصفية الرجعيين بالسرعة والقسوة الكافيتين. ويعتمد المخطط الخاص بفرنسا، علي المناورة بثرواتهم الضخمة المتحدة، مما سيؤدي إلي خلق ظروف اقتصادية مشبعة بالقلق، بحيث تنقشى البطالة بصورة شاملة بين جماهير الشعب الفرنسي، فتدفعها إلي حالة قريبة من المجاعة، فتنصب مسؤولية الانهيار الاقتصادي علي عاتق الملك والبلاط والنبلاء والكنيسة والصناعيين وأرباب العمل، ويندس المحرضون والدعاة المأجورون بين صفوف الشعب، ليشيعوا مشاعر الحقد والبغضاء، ويطالبوا بالانتقام من الطبقات الحاكمة، التي يشهّرون بها بالفضائح الجنسية، كما يلصقون بها كل أنواع الاتهامات الحقيقية والباطلة. وفيما يلي نسخة ملخصة لخطة العمل هذه تبين طبيعة المؤامرة التي رسمها هؤلاء آنئذ للسيطرة علي الثروات والموارد الطبيعية واليد العاملة في العالم (لاحظ أنّ الكلام التالي هو بروتوكولات حكماء صهيون): 1. بدأ روتشيلد كلامه بشرح أبعاد الخطة قائلا: بما أن أكثرية الناس تميل إلي الشر أكثر من ميلها إلي الخير، فإن الوسيلة المثلي للحصول علي أطيب النتائج في الحكم هي استعمال العنف والإرهاب، وليس استعمال المناقشات العلمية الهادئة.. فالقانون بحسب رأيه ليس إلا القوة المقنعة.. وتوصل إلي الاستنتاج المنطقي الذي يقول إن "قوانين الطبيعة تقضي بأن الحق هو القوة". 2. ثم أكد روتشيلد أن الحرية السياسية ليست إلا فكرة مجردة ولن تكون حقيقة واقعة.. ويستنتج من ذلك أن كل ما يقتضيه الوصول إلي السلطان السياسيّ، هو أن يبشر شخص ما أو هيئة ما بالتحرر السياسي بين الجماهير، حتى إذا آمنت هذه الجماهير بتلك الفكرة المجردة، قبلت أن تتنازل عن بعض امتيازاتها وحقوقها دفاعا عن تلك الفكرة.. ويستطيع المتآمرون آن يستولوا علي هذه الامتيازات والحقوق. 3. وأكد روتشيلد بعد ذلك أن سلطة الذهب قد تمكنت من انتزاع مقاليد الحكم من الحكام الأحرار.. وذكر مستمعيه بأن الدين كان هو المسيطر علي المجتمع ذات يوم.. ثم لما استعيض عن الدين بالحرية، أضحي الناس لا يعرفون كيف يستعملون هذه الحرية باعتدال.. ودفعه ذلك إلي الاستنتاج أن بإمكان المتآمرين أن يستعملوا فكرة الحرية لإثارة النزاعات الطبقية داخل المجتمع الواحد.. وأضاف أنه لن يكون مهما بالنسبة لنجاح مخططنا علي الإطلاق أن يتم تدمير الحكومة القائمة من الداخل أو من الخارج، لأن المنتصر كائنا من كان سوف يحتاج إلي "رأس المال" وهو بكامله بأيدينا نحن. 4. وأعلن روتشيلد بعد ذلك أن الوصول إلي الهدف يبرر استعمال أية وسيلة كانت، لأن الحاكم الذي يحكم بموجب القواعد الخلقية ليس بالسياسي الماهر في المناورات لأنه يلتزم بالحق والشرائع ولا يقبل بالكذب علي الجماهير، وهكذا يكون وضعه ضعيفا ومعرضا دائما للهزات. ثم أضاف قائلا: " يجب علي الذين يرغبون في الحكم أن يلجئوا إلي الدسائس والخداع والتلفيق لأن الاجتماعية الكبرى كالصدق والاستقامة ما هي إلا عيوب كبري في السياسة". ................ سأختصر هذا الجزء، حيث يمكنك قراءة مختصر البروتوكولات في المقال الخاص بها. *** أنا علي اقتناع بأن الوثائق التي وقعت عام 1901 بحوزة البروفيسور نيلوس الروسي، والتي نشرها في كتاب تحت عنوان "الخطر اليهودي" عام 1905 في روسيا، لم تكن إلا نسخة موسعة عن المؤامرة الأصلية.. ويبدو من مقارنة النصوص أن القسم الأول مطابق لما أوردت.. ولكن هناك بعض المعلومات الإضافية التي تكشف كيف أن المتآمرين استعملوا الداروينية والماركسية، وحتى المبادئ التي قامت عليها فلسفة نيتشه.. والأهم من ذلك كله أن تلك الوثائق المكتشفة عام 1901، تكشف كيف أن الصهيونية ستستعمل كسلاح جديد في المؤامرة.. وهنا يجدر بنا أن نذكر أن الصهيونية لم تولد إلا عام 1897. وقد ترجم كتاب "الخطر اليهودي" إلي الإنكليزية السيد فكتور مارسدن، وطبعته شركة مطبوعات بريتونز في لندن بإنكلترا تحت عنوان "بروتوكولات حكماء صهيون" عام 1921. *** وقد يدور في الذهن السؤال التالي: ما هو البرهان علي صحة انعقاد تلك الاجتماعات السرية؟.. وإذا تأكدنا من انعقاد هذه الاجتماعات، فكيف نثبت أن مثل هذه المواضيع بحثت خلالها؟ والجواب علي ذلك في منتهى البساطة.. إن العناية الإلهية هي التي تولت كشف تلك الخطة الشيطانية. عام 1785 كان أحد الفرسان يغزّ السير بجواده بين فرانكفورت وباريس، حاملا معلومات مفصلة حول الحركة الثورية العالمية عامةً، وتعليمات خاصة حول الثورة الفرنسية.. كانت تلك التعليمات صادرة عن النورانيين اليهود في ألمانيا، وموجهة إلي السيد الأعظم لماسوني الشرق الأكبر في فرنسا.. وكانت محافل الشرق الأكبر الماسونية في فرنسا قد تحولت إلي شبكات سرية تعد للثورة وأعمال العنف، علي يد الدوق دورليان السيد الأعظم لماسوني فرنسا. أصيب ذلك الفارس بصاعقة في طريقه عبر منطقة راتيسبون قضت عليه.. ووقعت الوثائق التي يحملها بحوزة رجال الشرطة، الذين سلموها بدورهم إلي السلطات المحلية في بافاريا.. وهكذا نري في حال دراستنا لتطور الأحداث، الارتباط القائم بين دار روتشيلد واليهود النورانيين في فرانكفورت، والنورانيين المتسللين داخل الماسونية الفرنسية الحرة، والذين أسسوا محافلهم الخاصة المعروفة بمحافل الشرق الأكبر. تخطيط الثورة: بدأ العملاء النورانيون بالاحتكاك بالمركيز ميرابو. كان ميرابو ينتمي إلي طبقة النبلاء، ويتمتع بنفوذ كبير في أوساط البلاط الملكي.. كما كان صديقا حميما للدوق الذي اختير ليكون الواجهة الظاهرة للثورة الفرنسية.. والأهم من ذلك كله، كان المركيز ميرابو مجردا من الأخلاق، وكانت حياته مليئة بالفواحش، مما أدي إلي وقوعه في الديون الباهظة. كان من السهل إذن علي كبار المرابين، جعل عملائهم يتصلون بمبرابو، الخطيب الفرنسي الشهير.. وتحت ستار الصداقة والإعجاب بالمواهب الخطابية، كان هؤلاء العملاء يعرضون علي ميرابو مساعداتهم المالية لإنقاذه من مصاعبه المادية.. ولكن ما كانوا يقومون به في الواقع، هو تدبير انغماسه في هوة الرذيلة والإباحية إلي أخفض درجاتها.. وهكذا انتهي به الأمر إلي أن أصبح مدينا لهم بمبالغ طائلة، جعلته تحت رحمتهم وطوع إرادتهم.. وفي اجتماع عقد لتوثيق ديونه تم تعريف ميرابو باليهودي الكبير موسى مندلوهن، الذي وضعه تحت رعايته، وتولي تعريفه في الوقت المناسب، بامرأة حسناء اشتهرت بجمالها وسحرها، كما اشتهرت بتجردها من أي وازع أخلاقي. كانت هذه اليهودية الحسناء متزوجة من رجل يدعي هيرز.. ولكن هذا لم يزد ميرابو إلا ولعا بها ورغبه فيها.. ولم تمض فترة طويلة حتى أصبحت تقضي مع ميرابو من الوقت أكثر مما تقضي مع زوجها!.. وهكذا أصبح ميرابو بلا حول ولا قوة، مربوطا بالديون الباهظة ومفتونا بسحر السيدة هيرز من جهة أخري. وهكذا أبتلع الطعم و الصنارة!.. ولكن العملاء، كما يفعل الصيادون المهرة، لم يضيقوا عليه الخناق بادئ الأمر. كانت الخطوة التالية إدخاله إلي النورانية.. وكان عليه أن يقسم أغلظ الأيمان للمحافظة علي السرية والطاعة تحت طائلة التهديد بالقتل.. والخطوة التي تلت ذلك هي زجه بمواقف معينة، أخذت بعد مدة طريقها إلي الشيوع بصورة غامضة.. وقد سمي هذا الأسلوب الذي يؤدي إلي تحطيم الصورة المعنوية والاجتماعية لشخص ما فيما بعد "الفضيحة أو التلطيخ أو التشهير".. وكانت النتيجة المباشرة لهذه الفضائح وحملة التشهير، أن تنكر لميرابو زملاؤه وأقرانه من طبقته الاجتماعية.. وأدت إلي امتلاء ميرابو بمشاعر الحقد، التي تحولت إلي رغبة في الانتقام، وتفجرت باعتناقه مبادئ القضية الثورية. لقد كانت مهمة ميرابو العمل علي إغراء الدوق دورليان، وإقناعه بأن يقوم بدور القائد للثورة الفرنسية.. وكان الاتفاق الضمنيّ قد تم علي أن ينصّب الدوق دورليان نفسه علي العرش بعد الملك كحاكم ديمقراطي.. وقد حرص مخططوا مؤامرة الثورة الفرنسية علي أن يتجنبوا إعلام أيّ من ميرابو والدوق دورليان أنهم ينوون إعدام الملك والملكة والألوف من النبلاء.. وأقنعوهما بأن هدف الثورة ليس إلا تطهير السياسة والدين من الخرافات والطغيان. وعهد إلي آدم وايزهاوبت بمهمة تنسيق الطقوس والشعائر النورانية لاستعمالها في محافل الشرق الأكبر الماسونية.. كان وايزهاوبت يعيش في فرانكفورت.. ولقد قام ميرابو بتعريف الدوق دورليان وصديقه تاليران إلي وايزهاوبت، الذي تولي بدوره مهمة تعريفهما بأسرار محافل الشرق الأكبر الماسونية.. وشرع الدوق دورليان بإدخال طقوس الماسونية الجديدة ـ ماسونية الشرق الأكبر ـ إلي الماسونية الفرنسية الحرة.. ولم يأت العام 1789 حتى كان هناك أكثر من ألفي محفل في فرنسا تابعة لماسونية الشرق الأكبر، تضم تشعباتها أكثر من مئة آلف عضو.. وهكذا تمكنت النورانية اليهودية بإشراف موسى مندلسوهن، من النفاذ إلي قلب الماسونية الأوروبية الحرة، علي يد آدم وايزهاوبت. وقام النورانيون اليهود بعد ذلك، بتشكيل لجان ثورية سرية داخل المحافل الماسونية.. وهكذا تأسست القاعدة الصلبة للحركة الثورية في فرنسا، في التشكيلات السرية التابعة للمحافل. بعد أن نجح ميرابو بمهمته، أخذ يدفع صديقه للانزلاق في الرذيلة والفجور، حتى هوي إلي نفس الدرك الذي كان هو قد وصل إليه من قبل، وقاده إلي العزلة الاجتماعية.. ولم تمض أربع سنين، حتى ناء كاهل الدوق دورليان بالديون الباهظة، بحيث لم ير مفرا من الاقتناع باللجوء إلي طريقة خطرة، هي الاشتراك في عمليات التهريب والتجارة المحرمة حتى يسترد بعض خسارته.. إلا إن مغامراته كانت دائما تبوء بالفشل ويفتضح أمرها بطريقة غامضة، مما زاد موقفه سوءا وحمله خسائر أفدح. وفي عام 1780 بلغت ديونه مبلغ 800.000 ليره فرنسية.. وحينئذ تقدم المرابون ثانية، وشرعوا يقدمون له النصائح المتعلقة بأعماله المالية، ويمدونه بالمعونة النقدية.. وحبكوا دسائسهم حوله، واستخدموا مهارتهم في المناورة، حتى وصلت أوضاعه إلي درجة من السوء، لم يجد معها بدا من رهن جميع أملاكه وأراضيه وقصوره، بما فيها القصر الملكي المخصص له، كضمان للديون التي بذمته.. ثم وقّع الدوق دورليان عقدا بإذن لدائنيه اليهود، بإدارة كل ما يخصه من أرض وممتلكات، حتى يؤمنوا له مبلغا يكفي لسداد ديونه، ويعطوه دخلا مناسبا ثابتا يمكّنه من العيش. لم يكن الدوق دورليان يوما بالرجل الألمعي فيما يختص بالقضايا المالية.. وكان أغلب الظن لدية وهو يوقع العقد مع الصيارفة اليهود، أن الاتفاق صفقة سليمة.. فقد تعهد المرابون بإدارة ممتلكاته وتحويل عجزه المالي إلي نجاح.. وهل كان يريد أكثر من ذلك؟.. لا ريب في أن الدوق لم يكن يشك أبدا في أنه بتوقيعه ذلك العقد، باع نفسه جسدا وروحا إلي الشيطان.. ولكنه فعل ذلك وأصبح بين أيدي العملاء بكلّيّته. وعينت القوي الخفية يهوديا من أصل إسبانيّ، للإشراف علي أملاك الدوق دورليان وعلي قصره الملكيّ "الباليه رويال".. وكان اسم هذا المشرف اليهودي شودرلوس دي لا كلوس.. وكان شودرلوس معروفا بكتابه "العلاقات الخطرة"، وغيره من الكتب الجنسية الفاضحة.. وكان يدافع علنا عن فسقه المتمادي، بأنه إنما يدرس سياسة الحب من كل جوانبه لأنه مغرم بالسياسة!! وقد حول قصر الدوق الذي عهد به إليه، إلي أضخم وأشهر دار للتهتك عرفها العالم حتى ذلك الوقت.. ليصبح المركز الذي تصمم وتنفذ فيه، تفاصيل الحملة الهادفة إلي تحطيم المعتقدات الدينية والأخلاق العامة في فرنسا.. وكان كل هذا يتم علي أساس المبدأ الحاخامي: "أفضل الثوريين شاب مجرد من الأخلاق"! ولم يكن شودرلوس دي لاكلوس وحيدا في مهمته، بل كان له شريك يهودي أيضا اسمه كاغليوسترو بجوزيف بالسامو من باليرمو.. وقد حول هذا أحد منازل الدوق إلي مركز للطباعة، أخذ يصدر منه المنشورات والإعلانات الثورية.. كما قام بتنظيم لجنه الإعلاميين الثوريين المحرّضين، الذي كانت مهمتهم نشر الأدب الثوري، وتنظيم الحفلات الموسيقية، والمسرحيات والاجتماعات الخطابية للمناقشة.. كان الهدف من كل ذلك إثارة المشاعر لدي الجماهير والتمهيد للثورة.. كما قام بالسامو بتنظيم حلقة من الجواسيس والعيون، لكي ينقلوا معلومات الفضائح لأسيادهم من رجال القوي الخفية، لكي يقوموا باستغلالها في قضايا التشهير بالشخصيات الاجتماعية المرموقة.. وكان الرجال والنساء الذين يقعون في شباك لا كاوس وبالسامو، لا يلبثون أن يصبحوا فريسة للابتزاز، حتى يصبحوا أداه طيعة ينفذون ما يؤمرون به. وهكذا تحولت ممتلكات الدوق دورليان إلي مركز لتدبير الثورة. وتغلغلت الخلايا في قاعات الاجتماعات والمسارح والمعارض الفنية والنوادي الرياضية، فتحوّلت إلي قاعات للمغامرة ومنازل للدعارة وحانات لتعاطي الخمور والمخدرات.. وكان زعماء الثورة الفرنسية المنتظرون محاطين بهذا الجو الموبوء، حيث تتعطل ضمائرهم، ثم يقضي عليها إلي الأبد بتشجيعهم علي الانغماس في أعمال الشر والرذيلة. وكتب سكادر في كتابه "أمير الدم"، في معرض حديثه عن قصر الباليه دويال: "لقد كان هذا القصر يشغل رجال الشرطة، أكثر مما تشغلهم بقية المناطق في باريس كلها مجتمعة". *** أرسلت شقيقة الملكة انطوانيت إليها عددا من الرسائل الشخصية، تنبهها فيها بوجود مخطط المؤامرة، واضطلاع أصحاب المصارف العالميين فيها، والدور الذي ستلعبه محافل الماسونية الحرة الفرنسية فيها.. ولكن ماري انطونيت (1755 ـ 1793)، لم تستطع أن تصدق هذه الأشياء المخيفة.. وجوابا علي تحذير أختها بأن النورانيين في فرنسا يعملون تحت ستار الماسونية الخيرية لتدمير الدولة والكنيسة، أرسلت ماري انطوانيت إلي أختها تقول: "إن قلقك مبالغ فيه بشأن الماسونية، فهي هنا أقل أهمية منها في أي مكان آخر في أوروبا". ولقد بين التاريخ مدي الخطأ الذي وقعت فيه ماري انطوانيت، فهي برفضها المستمر أن تعير الاهتمام لتحذيرات أختها، أودت بنفسها وبزوجها إلي المقصلة. ويعتقد معظم دارسي التاريخ، أن الملكة ماري انطوانيت كانت امرأة لعوبا انسافت وراء تيار المرح والملذات الذي كان يسود البلاط الفرنسي، كما يتحدثون عن قضايا غرامية كثيرة ومثيرة ينسبونها إليها كحقيقة واقعة، مثل خيانتها لزوجها مع أصدقائه وحياتها الخليعة المتهورة.. والواقع هو أن صورة ماري انطوانيت تلك، لم تكن إلا الصورة التي قام برسمها بالسامو وزملاؤه، في نطاق حمله التشهير الواسعة التي شنوها عليها.. وساعدهم ترسيخ هذه الصورة في عقول الجماهير، علي جعل الشعب يطالب برأسها بعد الثورة.. ولقد برهن المؤرخون أن الروايات المروية عن ماري أنطوانيت ليست إلا أكاذيب وتلفيقات.. ويؤكد لنا هذه الحقيقة الصبر الشديد الذي قابلت به مكائد أعدائها، والأنفة التي واجهت بها مصيرها، والشجاعة التي تحلت بها عند تقديمها للمفصلة.. وهذه الصفات لا يمكن أن تكون لا امرأة خليعة ماجنة. وللإمعان في تلطيخ سمعه الملكة، ابتكر وايزهاوبت ومندلسوهن قضية عقد الجوهر.. وهذه القضية تتلخص كما يلي: في ذلك الوقت كانت الخزينة الفرنسية في أسوأ حالاتها، وكانت الحكومة الفرنسية تستجدي بارونات المال ليمدوها بالمزيد من القروض.. في ذلك الوقت اتجه عميل سري من عملاء رؤوس المؤامرة إلي جوهريّ البلاط، حاملا إليه طلبا مزعوما باسم الملكة لصنع عقد من الجواهر الثمينة شبيه بالعقود الأسطورية، إذ بلغ ثمنه ربع مليون ليرة فرنسية.. فقام الصائغ بصنع هذا العقد وقدمه إلي الملكة لتحكم عليه، ولكنها رفضت العقد بصورة قاطعة، كما نفت علمها بأية رسالة منها بهذا الصدد.. بيد أن الأقاصيص عن هذا العقد الخياليّ، كانت قد شاعت في كل مكان كما شاء لها المخططون.. ودارت آله الدعاية التي يشرف عليها بالسامو، فلم تلبث ماري أنطوانيت أن غرقت في طوفان من الانتقادات، وتعرضت شخصيتها للتلطيخ، وسقطت سمعتها في الأوحال.. وعندما وصلت الحملة إلي هذه الذروة، ضرب بالسامو ضربته الرئيسية، فدارت مطابعه لتطبع الآلاف تلو الآلاف من المنشورات التي تندد بالملكة، زاعمة أن عشيقا سريا لها هو الذي أهداها هذا العقد إعجابا بمفاتنها! علي أن الأمور لم تقف عند هذا الحد، بل ابتكر مخططو التشهير فكرة أكثر خبثا وشيطانية من الأولي لتلطيخ سمعه الملكة.. فقد كتبوا رسالة إلي الكاردينال برنس دي روهان، تحمل توقيعا مزيفا للملكة.. وفي الرسالة طلب من الكاردينال موافاة الملكة في قصر البالية رويال في منتصف الليل، للتباحث بشأن العقد.. وعهد المتآمرون إلي إحدى غانيات هذا القصر بالتنكر بزي الملكة ومقابلة الكاردينال ليلا.. وكان أن وصلت القضية إلي الصحف والمنشورات، وانتشرت الأهازيج الجنسية الرخيصة، التي تتناول اثنتين من كبار شخصيات الدولة والكنيسة. ويسجل التاريخ أن عقد الجوهر ـ بعد أن أدي مهمته الشريرة في فرنسا ـ نقل إلي إنكلترا.. ويقال إن معظم هذه حباته محفوظة بشكلها الأصلي لدي يهودي يدعي إلياسون. وهناك برهان قاطع آخر علي ارتباط المرابين اليهود في إنكلترا بالمؤامرات التي أدت إلي القيام الثورة الفرنسية.. وقد نبشت هذا البرهان الليدي كوينزبورو مؤلفة كتاب "الكهنوت الشيطاني".. وقد تم لها ذلك خلال أبحاثها، عندما عثرت علي مطبوعة قديمة اسمها "العداء للسامية"، كتبها عام 1849 اليهوديّ برتار لازار.. واستنتجت الليدي كوينزبورو من المعلومات الواردة في الكتاب، أن بنيامين جولد شميد وأخوه إبراهام وشريكهما موسى ميكانا وابن أخيه السير موسى مونتيفيور ـ وهؤلاء جميعا كانوا من المتمولين اليهود في إنكلترا ـ كانوا مرتبطين بإخوانهم اليهود في أوروبا وعاملين معهم علي إشعال الثورة الفرنسية.. وقد وجدت براهين أخري أيضا، أثبتت علاقة دانييل أيتشيع من برلين وصهره دافيد فزيدلاندر وهيرز غريبير من الألزاس، بروتشيلد وبالمؤامرة.. وهكذا ينكشف لنا القناع عن الأشخاص الذين كانوا يشكلون في ذلك الوقت القوة الخفية وراء الحركة الثورية العالمية. *** وإنه من الأهمية بمكان دراسة الوسائل التي استعملها هؤلاء المرابون لإيقاع الحكومة بعجز مالي، لأن الوسائل ذاتها استعملت فيما بعد في أميركا وروسيا وأسبانيا والبلدان الأخرى. ويعطي الكاتب البريطاني السير والترسكوت في المجلد الثاني من مؤلفة "حياة نابليون"، صورة واضحة عن النقلات الأولية في لعبة الثورة الفرنسية.. ويلخّص سكوت الوضع آنذاك قائلا: "لقد عامل هؤلاء الممولون الحكومة الفرنسية كما يعامل المرابون المسرف المتلاف المفلس.. فهم يقرضونه الأموال اللازمة لبذخه وإسرافه بيد، ليعتصروا باليد الأخرى بقايا الثروات التي تذهب لسداد الفوائد غير المعقولة.. وهكذا تتالت سلسلة طويلة من قروض هؤلاء المرابين الهدامة، تعقبها حقوق وامتيازات مختلفة حصلوا عليها كضمانات لوفاء ديونهم.. وبذلك أصاب الارتباك مالية الدولة الفرنسية". بعد أن بلغت أوضاع الحكومة الفرنسية درجة كبيرة من السوء وجدت نفسها مجبرة علي طلب قروض جديدة لتمويل مشاريعها الحربية التي جرها إليها جماعة المؤامرة.. وتلطف المرابون وعرضوا علي الحكومة الفرنسية تقديم القرض اللازم، شرط أن يتولوا هم كتابة عقد اتفاقية القرض.. وكانت الشروط التي قدموها في الظاهر لينة ومتسامحة، ولكنهم تمكنوا من إدخال الثعبان إلي داخل الغرفة، أي إدخال مندوبهم السيد نيكر Necker إلي الحكومة الفرنسية، الذي طلب الممولون أن يعين وزيرا أعلي للشؤون المالية لدي المجلس الاستشاري للملك.. وادعي الممولون اليهود أن نيكر سيتمكن من انتشال فرنسا من مصاعبها المالية في وقت لا يذكر.. ولكنّ ما حدث في السنوات الأربع التالية، هو أن نيكر أسهم في توريط الحكومة الفرنسية مع الممولين اليهود بأسوأ شكل، حتى إن قيمة القرض الوطني بلغت 170 مليونا من الجنيهات الإسترلينية. ((ملحوظة: هذا شبيه بالفترة التي سبقت احتلال الانجليز لمصر، بل وشبيه بما يفعله البنك الدوليّ الآن بدولنا!!!)) يصف الكابتن أ. رامزي هذا الوضع وصفا دقيقا في كتابة "حرب دون اسم" فيقول: "الثورة هي ضربة موجهة إلي جسم مشلول.. عندما تشتد قبضة الديون، يسيطر الدائنون علي مختلف مرافق الإعلام والنشاطات السياسية، مع تشديد القبضة علي الصناعة.. وهكذا يصبح المسرح معدا لضربة الثورة.. تتولى اليد اليمني ـ التي هي يد التمويل ـ بث الشلل في الجسم، بينما تمسك اليد اليسرى ـ التي هي يد الثورة ـ بالخنجر وتهوي علي الضحية بالضربة القاضية.. ويتولى الفساد الخلقي تسهيل العملية وتمهيد الطريق لها". وبينما كانت منشورات الإساءة الدعائية تستنزل اللعنات علي رؤوس رجال الكنيسة والدولة، كان عملاء المؤامرة ينظمون ويدرّبون الأشخاص الذين تقرر جعلهم زعماء حكم الإرهاب الذي سيتلو انهيار الملكية.. وكان بين هؤلاء الزعماء روبسبير ودانتون ومارا.. وكان الرجال المنتقون للهجوم علي الباستيل وإطلاق سراح السجناء والمعتوهين يلتقون في دير اليعاقبة.. هكذا رسمت تفاصيل الخطط الدموية بين جدران ذلك المبني المقدس، وهناك وضعت القوائم بأسماء الرجعيين من النبلاء وأنصار الملك الذين تجب تصفينهم.. وتقرر أن ينطلق المجرمون والمجانين الذين أطلق سراحهم فيُعملون الذبح والتقتيل والاغتصاب العلني بين جماهير الشعب، في الوقت الذي تقوم فيه عناصر الخلايا السرية بإدارة مانويل، بتجميع الشخصيات السياسية الكبيرة ورؤوس الإكليروس والضباط المعروفين بولائهم للملك. *** بعيد انفجار الثورة الفرنسية قام اليعاقبة بالاستيلاء علي السلطة.. وطلبوا من الدوق دورليان أن يصوت علي إعدام ابن عمه الملك.. وظن الدوق أنه سيكون الملك الدستوري علي فرنسا، فصوّت علي إعدام ابن عمه، فترك بذلك القوي الخفية والمخطط الحقيقيين بعيدين عن كل لوم أو شك، وجعل من شخصه هدف كل لوم وشك محتمل.. بعد ذلك أمرت القوي بتصفيته هو أيضا، فركزت ضده كل طاقاتها الدعائية والتشهيرية.. وفي وقت قصير كان الدوق في طريقه إلي المقصلة!.. وبينما كان يستقل العربة في الطرقات المكتظة، كان يسمع بأذنيه صراخ الجماهير من كل الطبقات وهي تندد بفضائحه وتعبر عن بغضها له!! وعندما تبين ميرابو أنه لم يكن إلا وسيلة بيد القوي الخفية لتسليط انتقامها علي الناس، شعر بالندم.. وبالرغم من انحلاله الخلقي لم يستطع ميرابو أن يهضم مشاهد العنف البالغ وأعمال العدوان، التي كان اليعاقبة يسلطونها علي كل أولئك الذين يشير إليهم السادة السريون بأصابع الانتقام والتعذيب.. وكان ميرابو في الواقع يعارض إيذاء الملك، وكانت خطته الشخصية تهدف إلي تقليص دور الملك حتى يصبح مجرد واجهة للحكم، ويكون هو بنفسه المستشار الرئيسي للملك الواجهة.. ولذلك فإنه عندما تحقق من أن هدف سادته هو قتل لويس، أقدم علي تدبير محاولة لتهريبه من باريس ونقله إلي مقر قواته, التي كان قادتها لا يزالون مقيمين علي الولاء له.. ولكن خطة ميرابو تسربت وعرف بها اليعاقبة، فأمروا بتصفيته هو أيضا! علي أن الأمر اختلف بالنسبة له، لأن منظمات التشهير لم يكن لديها الوقت الكافي لحبك شبكة الفضائح والاتهامات حوله، فلجأ المنفذون إلي تسميمه، بصورة بدت معها الجريمة وكأنها حادث انتحار.. وفي كتاب حول قضية الجوهر التي أشرنا إليها سابقا جاءت الملاحظة التالية: "ولم يكن لويس يجهل أن ميرابو مات مسموما" *** كان دانتون وروبسبير من الشياطين المتجسدة خلال عهد الإرهاب.. وعدما أتم روبسبير ودانتون عملهما بخدمة أهداف النورانيين، جاء دورهما أيضا، فحيكت حولهما شبكة الاتهامات والفضائح ثم أرسلا إلي المقصلة. *** أدرك السير والترسكوت ـ الكاتب البريطاني الكبير ـ الكثير من الحقائق حول القوي الخفية التي كانت تقف وراء الثورة الفرنسية.. ويستطيع أي شخص يقرأ كتابة الضخم "حياة نابليون" أن يحسّ أن المؤلف قد اكتشف الجذور اليهودية للمؤامرة. ويشير السير والتر إلي أن الشخصيات الرئيسية في الثورة كانت بمعظمها رجوما أجنبية، كما لاحظ أن هؤلاء كانوا يستعملون تعاير يهودية خاصة مثل "المدراء" و"الحكماء".. كما يشير سكوت إلي تعيين (ما نويل) مدعيا عاما لكومون باريس بطريقة غامضة.. وينص السير والتر أن هذا الشخص كان مسئولا عن انتقال آلاف الضحايا إلى سجون باريس، وهم بعينهم الذين قضوا نحبهم في المجزرة الكبرى التي جرت خلال شهر أيلول من عام 1792، وذهب ضحيتها 8000 من أولئك السجناء في سجون باريس وحدها.. كما لاحظ السير والتر أن كومون باريس (مجلس مقاطعة باريس) أصبح فيما بعد بيد اليعاقبة، الذين كانوا يصرخون طالبين المزيد من الدم.. ويروي سكوت أن روبستر ودانتون ومارا كانوا أعضاء في كنيس اليعاقبة، حتى وقت إتمام مهماتهم وإعدامهم.. وكان مانويل هو الذي أشعل الشرارة في الحملة علي الملك والملكة، التي انتهت باقتيادهما إلي المقصلة.. وكان يساعد مانويل في أعماله شخص آخر اسمه دافيد، وهو أحد الأعضاء في لجنة الأمن العام، وكان يقوم بمحاكمة الضحايا.. وقد اشتهر بمطالبته الدائمة بالتقتيل وسفك الدماء. ويسجل السير والتر أن دافيد هذا كان يستهل أعماله الدموية كل يوم بعبارة "فلنسفك اليوم المزيد من الدماء".. وكان هو نفسه الذي أدخل عبادة الكائن الأعظم (الذي أحلته الثورة الفرنسية فترة محل الدين المسيحي الذي صدر الأمر بإلغائه)!.. وكانت الطقوس الوثنية الممارسة، نوعا من التقليد للحركات والتمتمات أثناء احتفالات الحاخامين بتلقي الوحي من الشيطان.. وقد حلت هذه مكان كل الطقوس المسيحية. وتجب الإشارة هنا، إلي أن مؤلف السير والتر سكوت الضخم (حياة نابليون)، الذي يحوي تسعه مجلدات، والذي يكشف عن الكثير من الحقائق، قد اختفي ولم يعد معروفا اليوم!! يجب التنويه أيضا بكتاب آخر بكتاب آخر ألفه (ج. رينيه) بعنوان "حياة روبسبير"، فهو يكتب وكأنه علي اطلاع ببعض الأسرار.. يقول في إحدى فقرات الكتاب: "بلغ حكم الإرهاب ذروته القصوى في الفترة بين 27 نيسان و28 تموز من العام 1794.. ففي ذلك اليوم الأخير خذل روبسبير، ولم يكن المسئول عن حكم الإرهاب شخصا واحدا، كما أنه لا يمكن أبدا أن يكون روبسبير ذلك الشخص.. وكان عدد الأشخاص الذين يتمتعون بالنفوذ في ذلك الوقت لا يقل عن عشرين".. وفي موضع آخر يقول رينيه: "يوم الثامن والعشرين من تموز ألقي روبسبير خطابا طويلا أمام الجمعية العمومية، شن فيه هجوما عنيفا علي من أسماهم بالإرهابيين المتطرفين.. ولكن هجومه ذلك تضمن عبارات غامضة، صيغت بصورة غير مباشرة، تحمل اتهامات غير محددة.. وكانت الكلمات التي تفوه بها: "إنني لا أجرؤ علي تسميتهم هنا وفي هذا الوقت.. كما أنني لا أستطيع تمزيق الحجاب الذي يغطي هذا اللغز منذ أجيال سحيقة.. غير أنني أستطيع أن أؤكد، أن بين مديري هذه المؤامرة تابعين لذلك المذهب القائم علي الإفساد والإسراف، وهما الوسيلتان الأكثر فعالية بين جميع الوسائل التي اخترعها الغرباء لتفسيخ الدولة، وأعني بهؤلاء كهنة الإلحاد الدنسين ومبدأ الرذيلة الذي يعيشون عليه".. ويضيف رينيه معلقا: "لو لم يتفوه روبسبير بهذه الكلمات لكان من الممكن أن ينتصر.. كان روبسبير قد تلفظ في الواقع بأكثر مما يجب، ولذلك فقد تلقي طلقة نارية في فكه، أخرسته بصورة عملية حتى اليوم التالي الذي سيق فيه المفصلة"!! وهكذا تم القضاء علي ماسوني آخر أتيح له أن يعلم أكثر مما يجب. بعد أن انتهي مخططو المؤامرة من القضاء علي جميع الضحايا الذين تقرر التخلص منهم في الثورة الفرنسية، بدأوا مرحلة جديدة من التآمر العالمي.. فأرسل أنسليم ماير روتشيلد ابنه ناثان ماير إلي إنكلترا، بمهمة افتتاح فرع لمؤسسة روتشيلد في لندن.. وكان الهدف من ذلك توثيق اتصال المرابين العالميين الذين يسيطرون علي مصرف إنكلترا، والمهيمنين علي كل من مصرف فرنسا ومصرف هولندا ومصرف ألمانيا.. بعد ذلك تمر قرار أصحاب المصارف علي استعمال نابليون أداه لتنفيذ مشيئتهم فقاموا بتدبير سلسلة الحروب النابليونية التي كان هدفها الإطاحة بعدد كبير آخر من العروش الأوروبية. سقوط نابليون بونابرت: بعدما اجتاح نابليون أوروبا بجيوشه، أعلن نفسه عام 1804 إمبراطورا، وعيّن أخاه جوزيف ملكا علي نابولي، ولويس ملكا علي هولندا، وجيروم ملكا علي وستفاليا. وأما ناثان روتشيلد، فدبر الأمور بحيث جعل من إخوته الأربعة ملوك المال في أوروبا، وأصبح هؤلاء بالتالي السلطة الخفية. وكانت سويسرا مركزا لقيادتهم، وقرروا بالتالي جعل سويسرا حيادية، وعدم زجها بأي من المنازعات ضمانا لسلامتهم وسلامة أموالهم. وفي مقر قيادتهم في جنيف بسويسرا أخذوا يحبكون المؤامرات الخفية من جديد، ودبروا الأمور بحيث يستمرون في جني الأرباح الفاحشة من الحروب، التي كانوا يثيرونها دون أن يهمهم في شيء أمر أي من الفريقين المتحاربين أو نتيجة الحرب.. وكانت وسيلتهم إلي ذلك السيطرة علي مصانع السلاح، وعلي صناعة السفن والمناجم، والصناعات الكيماوية وصناعات الأدوية، وأفران الفولاذ الخ. وهكذا جري كل شيء علي ما يرام.. ولكن كان هناك شيء واحد يضايق جماعة المؤامرة، وهو أن نابليون كان يزداد صلفا وأنانية كل يوم، حتى وصلت به الحال إلي تركهم وفضحهم علنا.. وهكذا وضع بنفسه حدا لمغامرته. يسود الاعتقاد بأن شتاء روسيا وبردها القارص، هما اللذان حولا حملة نابليون ـ الظافرة في مطلعها ـ إلي واحدة من أكبر الفواجع العسكرية في التاريخ.. أما الحقيقة فهي أن سبب الهزيمة كان تخريب خطوط الاتصال، الذي منع وصول الإمدادات من الذخائر والمؤن. أصبحت هذه الخطة ـ التي اتبعتها القوي الخفية لتحطيم جيش نابليون وإجباره علي التنازل عن العرش ـ منذئذ منهجا تقليديا للقوة الخفية وراء الثورات في العالم.. وهذه الخطة في غاية البساطة، فهي تقوم علي وضع عملائهم السريين في المراكز الرئيسية في شُعَب الجيش المختلفة، من تجهيز ومواصلات ونقل واستخبارات.. وهكذا يستطيع قادة المؤامرة بث الاضطراب والفوضى، حتى في أكثر الجيوش قوة وتنظيما، وذلك عن طريق تخريب عمليات التجهيز، وقطع الأوامر وإصدار أوامر متناقضة، وإرسال الإمدادات لغير الموضع المطلوب، وأعمال التجسس والتجسس المضاد.. فالخلايا التي توضع في مثل تلك المواضع الحساسة تعادل عشرة آلاف رجل في ساحة المعركة.. وهذه الوسائل عينها التي اتبعت في إسقاط نابليون، اتبعت فيما بعد لتحطيم جيوش روسيا القيصرية أمام الجيوش اليابانية عام 1904، وكذلك عام 1917 حين قامت الثورة الروسية، وفي أحداث التمرد في الجيش الإيطالي عام 1918.. وكان تسلل الشيوعيين إلي المناصب الحساسة في ألمانيا هو الذي دفع ضباط الجيش الألماني إلي طلب الهدنة فمنحوها عام 1918.. كما أن الوسائل عينها استعملت في تحطيم فعالية الجيش الأسباني عام 1936.. والخطط ذاتها تم استعمالها لإنزال الهزيمة بجيوش هتلر في روسيا، بعد حملتها الظافرة هناك في الحرب العالمية الثانية. وهكذا نجد أن التاريخ يعيد نفسه، لأن القوي التي تسيطر علي مجريات الأمور تستعمل الطرق ذاتها مرة بعد أخري.. ولكن الأهم من كل ذلك، أن نذكر أن أحفاد أولئك الذين تسببوا في سقوط نابليون، هم الذين تسببوا في دحر القوات الصينية الوطنية عام 1954 وحتى الآن.. فقد صدرت أوامر غامضة ذهبت بما قيمته ملايين الملايين من الدولارات من الأسلحة إلي قعر المحيط الهندي، بدلا من أن تذهب إلي تشيان كياي تشك وأنصاره.. وواقع الأمر الذي جعل الحكومتين الأميركية والبريطانية تخونان حلفاءنا الذين يحاربون الشيوعية في الصين وفي كوريا، هو أن أصحاب المصارف العالميين كانوا يناورون لبسط السيطرة الشيوعية علي آسيا، فقاموا بخداع السياسيين في هذين البلدين، لجعلهما يتخليان عن القوات المضادة للشيوعية في المنطقة!
| |
|
| |
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: رد: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 7:09 pm | |
| يسجل لنا التاريخ كيف تنازل نابليون عن العرش عام 1814 في باريس، حيث تم نفيه إلي جزيرة إليا، وهربه من هناك ومحاولته استرجاع سابق مجده، وكيف أنه هذه المرة كان يلعب ضد رجال يسيطرون علي لعبتهم تماما.. كان ناثان روتشيلد وحلقته العالمية قد ساندوا ألمانيا لإنزال الهزيمة بنابليون.. وكانت خطتهم هي كسب المزيد من المال مهما كانت نتيجة الصراع.. وقبل وقوع معركة واترلو كان ناثان روتشيلد في باريس.. وكان مقيما في قصر يطل مباشرة علي القصر الذي يشغله لويس الثامن عشر.. وقد عمد من ناحية ثانية إلي تنظيم شبكة من الجواسيس والعيون تنقل إليه أولا بأول أخبار معركة واترلو وشيكة الوقوع، عن طريق الحمام الزاجل.. ونظم في الوقت نفسه شبكة أخري لنقل أخبار ملفقة عن المعركة إلي إنكلترا.. ولما تأكد ناثان من تفوق ولنعنون وظفر قواته، أصدر أوامره إلي عملائه بإرسال أنباء معكوسة إلي إنكلترا تؤكد انتصار نابليون وهزيمة الجيش الإنكليزي.. وهذه الواقعة هي التي أوجدت التعبير الشائع "الحمامة هي التي أخبرتني".. فإذا ما سأل أحد الإنكليز صديقا له: "من أين جئت بهذه المعلومات؟"، فسيجيبه صديقة "أوه، إن الحمامة هي التي أخبرتني"! أما حمائم ناثان روتشيلد فقد كانت تخبر الأكاذيب.. ولقد نقلت إلي الشعب الإنكليزي من الأكاذيب الكبيرة، ما جعل الذعر يعم أوساط الجماهير.. انهارت السوق المالية انهيارا كبيرا، بحيث هبط سعر الجنية الإسترليني إلي شلن واحد، وانهارت أسعار الحاجيات بشكل لم يسبق له مثيل.. وكان ناثان قد استأجر سفينة صغيرة لتنقله من فرنسا إلي إنكلترا بمبلغ مائتي جنيه.. ولدي وصوله قام هو وشركاؤه بشراء كل ما يمكن شراؤه من سندات وأسهم وممتلكات.. ولما وصلت الأخبار الحقيقية أخيرا عن انتصار ولنجتون، عادت الأسعار إلي طبيعتها، فجني المرابون العالميون أرباحا وثروات خيالية. وقررت مؤسسة روتشيلد ـ تعبيرا منها عن الفرح بمناسبة المأثرة التي قام بها ولتنون في القضاء علي نابليون ـ إقراض الحكومة الإنكليزية مبلغ 18 مليون دنية إسترليني، والحكومة الروسية مبلغ 5 ملايين.. وذلك، كما جاء رسميا، للقيام بإصلاح الخراب الذي سببته الحرب.. وعندما توفي ناثان روتشيلد عام 1836، كان قد أمّن السيطرة علي مصرف إنكلترا، وكان القرض القومي الإنكليزي قد وصل إلي 885.000.000 من الجنيهات، بسبب المجزرة الاقتصادية الكبرى التي نفذها روتشيلد عام 1815. *** يكاد المرء لا يعثر علي ماسوني أوروبي واحد بين آلاف الماسونيين يعلم شيئا عن القصة الحقيقية لتسلل نوراني محافل الشرق الأكبر إلي صفوف الماسونية الأوروبية الحرة.. علي أن السادة العظام للماسونية الحرة في إنكلترا أدركوا حقيقية الأمر، وهذا ما دعاهم إلي توجيه تنبيه إلي إخوانهم الماسونيين يحذرونهم فيه من الاتصال أو الارتباط بأيّ من ماسوني الشرق الأكبر.. كما أن البابا بيوس التاسع أدرك حقيقة أن النورانيين الثوريين يتسللون إلي صفوف الماسونية الحرة في أوروبا، مما جعله يشن حمله علنية علي الشيوعية والماسونية، ويحذر المسيحيين من الانتساب إلي الماسونية.. وإذا كان يخامر البعض أي شك في حقيقة الدور الذي لعبته الماسونية في الثورة الفرنسية، فسنثبت هنا مناقشة جرت حول هذا الموضوع في مجلس النواب الفرنسي عام 1904.. بعد بضعة أسئلة استجوابيه تقدم بها المركيز روزانب حول ما إذا كانت الماسونية الحرة هي صانعه الثورة الفرنسية قال: "إننا متفقون إذن بصورة كاملة علي هذه النقطة بالتحديد، وهي أن الماسونية كانت الصانع الوحيد للثورة الفرنسية، وهذه التصفيات التي أسمعها الآن في المجلس، تبرهن علي أن بعض الموجودين يعلمون بذلك مثلي تماما". وعندئذ نهض النائب جومل وهو أحد الأعضاء المعروفين لمحفل الشرق الأكبر وقال: "نحن لا نعلم ذلك فحسب، بل إننا نعلنه علي الملأ". وعام 1923 أقيمت حفلة عشاء كبري حضرها العديد من الشخصيات المهتمة بالسياسة الدولية، وكان بينهم من له علاقات بمنظمة عصبة الأمم.. وفي هذه الحفلة اقترح رئيس محفل الشرق الأكبر في فرنسا علي الحاضرين، أن يشربوا نخب الجمهورية الفرنسية وليدة الماسونية الفرنسية الحرة، ونخب الجمهورية العالمية التي ستولد من الماسونية العالمية. كان المرابون العالميون في فرنسا قد تمكنوا من دفع عملائهم وإيصالهم إلي مناصب استشارية حساسة للقادة السياسيين الذين صمموا معاهدة فرساي المشؤومة. وكان أعظم نصر لهم بعد ذلك، هو تمكنهم من إيصال مندوبهم السيد هيريو إلي موقع النفوذ في فرنسا عام 1924.. وهكذا أصبح بإمكان قادة محفل الشرق الأكبر الماسوني في فرنسا، وضع مشاريعهم وسياستهم الداخلية موضع التنفيذ خلال سنة، علي يد حكومة السيد هيريو.. وسنورد هنا مراجعة لبعض الأحداث التاريخية، التي جرت منذ 1923 وصاعدا، للدلالة علي السيطرة نورانيي محافل الشرق الأكبر علي السياسة في فرنسا: 1. في كانون الثاني عام 1923 أصدرت محافل الشرق الأكبر قرارا بإلغاء السفارة الفرنسية في الفاتيكان، ونفذ البرلمان الفرنسي هذا القرار في الرابع والعشرين من تشرين الأول عام 1924. 2. عام 1932 أيضا طالبت المحافل بتطبيق فكرة العلمنة.. وقد أدلي هيريو ببيان وزاري تأييدا لهذه الفكرة في السابع عشر من حزيران 1924. 3. في الحادي والثلاثين من كانون الثاني عام 1923، طالبت محافل الشرق الأكبر بمنح عفو عام عن كل المساجين من المجرمين والخونة.. واستفاد العديد من الزعماء الشيوعيين البارزين من هذا القرار، وكان منهم (مارتي)، الذي عرف فيما بعد كمنظم للكتائب التي حاربت إلي جانب الشيوعيين في أسبانيا بين 1936 – 1939.. ووافق مجلس النواب علي مشروع العفو، في تصويت جري في الخامس عشر من تموز 1924.. وهكذا أفلتوا علي الشعب الآمن عصابة من المجرمين الدوليين، الذين كانوا يعملون تحت امرة المجلس الأعلى لمحافل الشرق الأكبر، النورانية. 4. في شهر تشرين الثاني من عام 1922، بدأت المحافل حملة كبري، لإقناع الشعب الفرنسي بإقامة علاقات دبلوماسية مع الحكومة السوفيتية، ولكن هذه الحملة لم تتقدم كثيرا إلا بعد وصول السيد هيريو إلي الحكم.. وقد بدأت حملة الصداقة الفرنسية الروسية تلك، عندما نشر في النشرة الرسمية لمحفل الشرق الأكبر في فرنسا، مقالة عن هذا الموضوع، في تشرين الثاني عام 1922 في الصفحة 286.. وأقيمت العلاقات السياسية بين الحكومة الفرنسية وبين الحكومة الثورية الشيوعية في الثامن والعشرين من تشرين الثاني عام 1924.. وقوي الشر ذاتها تعاود الآن الضرب علي نغمة الاعتراف بالصين الشعبية اليوم. *** ونجد في كتاب "الحلبة الإسبانية" للمؤلف وليم فوس والذي طبعته دار "نادي الكتاب" في لندن بإنكلترا عام 1939، معلومات وافية ومفصلة عن المؤامرات التي حاكتها محافل الشرق الأكبر في فرنسا وإسبانيا بين عامي 1923 ـ 1939.. ولكي نتبين استمرارية المؤامرة التي قام بها المرابون العالميون سنلقي الأضواء هنا علي بعض الأحداث: ولد ليون بلوم في باريس لأبوين يهوديين عام 1872.. واشتهر بسبب الدور الذي لعبه في قضية دريفوس Dreyfus.. وقد انتخب رئيسا للوزراء في حزيران عام 1936، وبقي في هذا المنصب حتى حزيران 1937.. ثم أعيد انتخابه في آذار 1937 وبقي حتى نيسان 1937. واستطاع مؤيدوه أن يتدبروا عودته إلي السياسة، بجعله نائبا لرئيس الوزراء من حزيران 1937 وحتى كانون الثاني 1938.. وأقدر الآن أن منديس فرانس يلعب نفس الدور اليوم (كان هذا وقت تأليف الكتاب). وكانت مهمة بلوم خلال ذلك الوقت، هي أن يكيف سياسة الحكومة الفرنسية تجاه إسبانيا بحسب مشيئة القادة السريين للحركة الثورية العالمية.. ولإبعاد كل شبهة عن أنفسهم عمد المتآمرون إلي إبراز دور الجنرال فرا نكو وأنصاره من المعسكرين، بأنهم كانوا هم المخططين والمنفذين للحوادث التي جرّت إلي الحرب الأهلية في أسبانيا. وقد لعب بلوم دورا مهما في تنفيذ مخطط القادة السريين، بإمداد القوات الملكية الإسبانية بالذخائر والأسلحة والأموال.. وقد عمل علي إبقاء طرق جبال البرينية مفتوحة.. كما عمل علي اتباع سياسة عدم التدخل من جهة واحدة، فقد كانت هذه السياسة تطبق علي قوات فرانكو الوطنية. وقد يعتقد بعض القراء أننا نبالغ في أمر النفوذ الذي تمارسه الماسونية في القضايا الدولية.. إننا نحيل هؤلاء إلي كتاب "دكتاتورية الماسونية الفرنسية" لمؤلفة أ.ج. ميشيل.. ففي هذا الكتاب يثبت المؤلف أن محفل الشرق الأكبر في فرنسا أصدر قرارا عام 1924، بوجوب السيطرة علي عصبة الأمم وجعلها أداه تابعة للماسونية الحرة.. وقد كتب تروتسكي في كتابة "ستالين": "يملك ستالين اليوم برج بابل جديدا في خدمته.. وأحد المراكز الرئيسية لهذا البرج في جنيف مهد المؤامرات. وتقع أهمية ما قاله تروتسكي حول التأثير الشيطاني لماسوني الشرق الأكبر داخل عصبة الأمم، في أن ما قاله ينطبق اليوم علي منظمة الأمم المتحدة.. والدارس لمجريات الأمور في الأمم المتحدة، يري أن ما يحدث من مناقشات وقرارات، تبدو غريبة وفارغة من المعني للشخص العادي في الشارع.. ولكننا إذا ما وضعنا هذه القرارات في موضعها الصحيح من المخطط طويل الأمد لجماعة المؤامرة، لبدت واضحة كل الوضوح.. وللقيام بذلك، ما علينا إلا أن نذكر اثنتين من الوقائع المهمة: أولهما: يعتبر النورانيون أنه من الضروري القضاء علي كل أشكال الحكم الدستورية، سواء كانت ملكية أو جمهورية. وثانيها: ينوي النورانيون إقامة الدكتاتورية العالمية فور سنوح الفرصة، وعندما يتأكدون من أن باستطاعتهم اغتصاب السلطة المطلقة. ويقول م.ج. ماركوس: "يقع مركز الماسونية العالمية في جنيف.. وكذلك تقع مكاتب المؤسسات المرتبطة بالماسونية.. وهذا هو المكان الذي يفد للاجتماع فيه مندوبو الماسونية وممثلوها من العالم كله.. وهكذا نجد أن سر تلك المنظمات المرتبطة بالماسونية واضح وظاهر". وهكذا نستطيع أن نفهم ما قاله السيد الأعظم للمحفل الماسوني في أسبانيا، أمام مؤتمر ذلك المحفل عام 1924، إثر عودته من جنيف.. إذ قال: "لقد أسهمت بالمساعدة في عمل اللجان.. وقد استمعت إلي بول بونكور، جوهركس، لو سيور، ودي جو فنال.. وكان إلي جانبي مندوبون عن الحركة الماسونية في فرنسا.. وكان هؤلاء يسألون بعضهم البعض: هل نحن في اجتماع عالميّ أم في سلك ماسونيّ؟.. وكان الأخ جوزيف أفينال الأمين العام للعصبة". وكانت حكومة الولايات المتحدة قد رفضت أن تنضم لعصبة الأمم.. وكانت بعض المصالح وراء هذه السياسة الانعزالية.. وهكذا فقد تقرّر تحطيم عصبة الأمم، وإنشاء منظمة الأمم المتحدة مكانها.. وقد سنحت الفرصة بقيام الحرب العالمية الثانية.. وقد جمعت أشلاء عصبة الأمم علي أنقاضها بناءً جديدا، هو الأمم المتحدة، التي ضمت فيمن ضمت لدي تأسيسها الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة كأكثر الأعضاء قوة ونفوذا.. والدليل علي سيطرة القوي الخفية علي الأمم المتحدة وتمكنهم من تنفيذ مخططاتهم عبرها، هو أن الأمم المتحدة سلمت فلسطين إلي الصهيونية السياسية، بعد ما كان الصهيونيون يسعون وراء ذلك لمدة نصف قرن من الزمان.. كما أنها سلمت الصين وكوريا الشمالية ومنشوريا ومنغوليا وجزر الهند الشرقية وأجزاء من الهند الصينية إلي الشيوعيين.. وعلينا هنا أن نتذكر أن لينين كان قد تنبأ بأن القوات الشيوعية ستجتاح العالم الغربي من ناحية الشرق. وقد كشف ضباط الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، الدور الذي لعبه أصحاب المصارف العالميون في الثورة الروسية، ونقلوا ذلك إلي حكوماتهم.. وقد أصدرت الحكومة البريطانية في نيسان 1919 "كتابا أبيض" حول ذلك الموضوع.. وطمس الموضوع بسرعة، ولكنّ بعض الضرر كان قد لحق بالمؤامرة العالمية.. وهكذا وجهت أصابع الاتهام إلي أصحاب المصارف العالميين، تتهمهم بتمويل اليهودية العالمية، لتنفيذ مخططاتهم الهادفة إلي حكم العالم.. وكان علي أصحاب المصارف العالميين أن يجدوا وسيلة يردوا بها علي تلك الاتهامات والأفكار.. و تتجلي وحشيتهم في الرد علي هذه الاتهامات عندما اختير ستالين ـ وهو غير يهودي ـ لخلافة لينين، فأزاح تروتسكي من الطريق، وأخذ بتصفية مئات الألوف من اليهود الروس، في التطهيرات الشهيرة التي أوصلته إلي السلطة.. وهذا يكفي لإقناع المخلصين والمخدرين من الناس في أي مكان بأن المرابين العالميين لا يقيمون وزنا لجموع الشعب من أي دين أو عرق أو لون كانت، بل يعتبرونها أحجارا يمكن الاستغناء عنها في لعبة الشطرنج العالمية. | |
|
| |
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: رد: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 7:10 pm | |
| 7-الثورة الأمريكية والمناورات المالية لنفهم كيف استطاع الرجال الذين سيطروا علي بنك إنكلترا وعلي الدين القومي فيها، الهيمنة كذلك علي التجارة والمبادلات والنظام النقدي في أميركا ـ التي كانت ما تزال ولايات متفرقة تابعة للاستعمار البريطاني ـ علينا أن نعود إلي بداية القصة، عندما زار بنجامين فرانكلين (1706 ـ1790) إنكلترا، ممثلا رواد إنشاء المستعمرات الأمريكية. في الصفحة 98 من وثيقة مجلس الشيوخ الأمريكي رقم 23، نقرأ تقريرا كتبه (روبرت ل. أوين) ـ الرئيس الأسبق للجنة البنوك والنقد في الكونغرس الأمريكي ـ عن مقابلة جرت بين شركاء روتشيلد وبنجامين فرانكلين.. يذكر هذا التقرير كيف سؤل المندوب الأمريكي عن السبب الذي يعود إليه ازدهار الحياة الاقتصادية في المستعمرات الأمريكية، فأجاب فرانكلين بالحرف: "إن الأمر بسيط، فنحن نُصدر عملتنا بأنفسنا، ونسميها الأوراق المالية.. كما أننا حين نُصدرها نفعل ذلك بصورة تتناسب مع حاجات الصناعة والتجارة لدينا". هذه الأجابة لفتت نظر آل روتشيلد، إلي الفرصة الكبرى المتاحة لهم لجني الأرباح الطائلة.. ويكفيهم لذلك استصدار قانون بمنع المستعمرات من إصدار عملتها بنفسها، وإرغامها علي الاعتماد علي المصارف التي تُكلّف بذلك.. وكان آمشل ماير روتشيلد لا يزال مقيما في ألمانيا حينئذ، يمد الحكومة البريطانية بالجنود المرتزقة، مقابل 8 ليرات إسترلينية لكل جنديّ.. فكان نفوذه كافيا لاستصدار القانون المطلوب بشأن إصدار النقد الأمريكي. وهكذا أصبحت أوراق النقد الأمريكي السابق لا قيمة لها.. وكان علي سلطات المستعمرات أن تودع في بنك إنكلترا مبالغ وضمانات، للحصول علي المال المطلوب للقيام بالأعمال والأشغال.. وعن هذا الموضوع يقول فرانكلين: "أما بنك إنكلترا، فقد رفض أن يقدّم أكثر من 50 بالمئة من قيمة الأوراق المالية الأمريكية التي عُهد بها إليه بموجب القانون الجديد.. وهذا يعني أن قيمة السيولة النقدية الأمريكية خُفّضت إلي النصف تماما". ينسب المؤرخون والباحثون السبب المباشر للثورة الأمريكية علي إنكلترا إلي "ضريبة الشاي" الشهيرة.. أما فرانكلين ـ وهو أحد الوجوه البارزة في هذه الثورة ـ فيحلل الأسباب كما يلي: "كانت الولايات الأمريكية مستعدة عن طيب خاطر لتقبل هذه الضريبة و مثيلاتها، لولا إقدام إنكلترا علي انتزاع حق إصدار النقد من الولايات المتحدة، مما خلق حالة من البطالة والاستياء". عم هذا الاستياء شيئا فشيئا كل سكان الولايات المتحدة.. ولكن لم يدرك إلا القليل منهم أن الضرائب الباهظة الجديدة والعقوبات الاقتصادية المفروضة، كانت نتيجة لنشاطات عصابة من اللصوص العالميين التي سيطرت علي الخزينة البريطانية. وحدثت الصدامات المسلحة الأولي في 19 نيسان عام 1775، بين البريطانيين وأهالي المستعمرات في لكسنغتون وكونكورد.. وفي العاشر من أيار عقد المؤتمر الثاني للكونغرس في فيلادلفيا، وجري تعيين جورج واشنطن قائدا للقوات البحرية والبرية.. وفي الرابع من تموز 1776 أعلن الكونغرس تبنّيه لوثيقة إعلان الاستقلال. دام الصراع بعد ذلك أعواما سبعة، تعهد المرابون العالميون خلالها بتمويل هذه الحروب الاستعمارية، التي كانت فرصة جنت خلالها مجموعة روتشيلد أموالا طائلة، عن طريق إمداد الحكومة البريطانية بالجنود المرتزقة من ألمانيا.. ولم يكن الرجل البريطاني العاديّ يكنّ أيّ ضغينة لزميله الأمريكيّ، بل علي العكس كان يعطف سرا علي القضية الأمريكية. وفي التاسع عشر من تشرين الأول 1781، أعلن القائد البريطاني الجنرال كورنواليس استسلامه، واستسلام الجيش البريطاني بأجمعه بمن فيه من الجنود الألمانيين المرتزقة.. وفي الثالث من أيلول 1783 أُعلن استقلال الولايات المتحدة رسميا، في معاهدة السلام التي عقدت في باريس.. وكان الخاسر الأوحد في الواقع هو الشعب البريطاني.. فقد ازداد الدين القوميّ في بريطانيا بشكل هائل، ونجح المرابون العالميون في تحقيق الخطوة الأولي في مخططاتهم طويلة الأمد لتفكيك الإمبراطورية البريطانية. واشتغل عملاء المرابين العالميين بجدّ، للحيلولة دون قيام الاتحاد الذي كانت تسعي إليه الولايات الأمريكية.. فقد كان أكثر سهولة عليهم استغلال كل ولاية بمفردها، من السيطرة علي اتحاد الولايات.. ويكفي لإثبات تدخل أصحاب المصارف العالميين في الشؤون الداخلية للأمة، ما جاء في محضر اجتماع "الآباء المؤسسين للولايات المتحدة" في فيلادلفيا عام 1787، حيث بحثوا وجوب إصدار بعض القوانين، التي تكفل لهم الحماية من استغلال هؤلاء المرابين. وعمل عملاء المؤامرة ما بوسعهم للسيطرة علي النقد الأمريكي.. ولكن كل جهودهم ذهبت سدي.. إذ في الفقرة الخامسة من القسم الثامن في المادة الأولي من الدستور ما يلي: "الكونغرس هو صاحب السلطة في إصدار النقد، وفي تعيين قيمته". وتظن أغلبية الشعب الأمريكي أن الدستور منذ وضعه أصبح شيئا مقدسا لا يمس، ولزام علي كل القوانين التي تصدر أن تطابق الدستور.. ولكن الواقع هو أن حرمة الدستور كثيرا ما انتهكت! لا ريب في أن دراسة قضية سيطرة المرابين العالميين علي الاقتصاد الأمريكي، هي دراسة علي جانب كبير من الأهمية.. فقد عيّن مديرو مصرف إنكلترا مندوبا لهم في أمريكا وهو الكسندر هاميلتون.. وقد استطاعت حملة الدعاية الموجهة أن تضفي عليه طابع الزعيم الوطنيّ.. وعمد هو بهذه الصفة إلي تقديم اقتراح بإنشاء مصرف اتحاديّ، علي أن يكون هذا المصرف تابعا للقطاع الخاص.. وكانت هذه الدعوة مناقضة للدعوة التي سادت آنذاك، ونادت بوجوب إبقاء حق إصدار النقد والإشراف عليه بيد الحكومة، التي كانت تنتخب من الشعب مباشرة. ويقضي اقتراح هاميلتون يجعل رأسمال المصرف الاتحادي مبلغ 12 مليون دولار، علي أن يقرض مصرف إنكلترا من هذا المبلغ 10 ملايين، ويسهم بمبلغ المليونين الباقيين أثرياء أمريكيون. لم يأتِ عام 1783، حتى كان هاميلتون وشريكه روبرت موريس قد نظما مصرف أمريكا (بنك أوف أميركا).. وكان موريس هو المراقب المالي في الكونغرس الأمريكي، من جعل الخزينة الأمريكية في حالة عجز بعد سبع سنوات من الحرب.. وهذا برهان آخر علي أساليب السلطة الخفية في استخدام الحروب لتحقيق مخططاتها في الحركة الثورية العالمية.. وقد أقدم موريس علي المزيد، فتأكد من تنظيف الخزينة الأمريكية تنظيفا تاما، فعمد إلي إجراء جديد أجهز به علي ما تبقّى في الخزانة الأمريكية ـ ومقداره 250 ألف دولار ـ عن طريق الاكتتاب به في رأسمال مصرف أميركا.. ولم يكن مدراء مصرف أميركا سوي عملاء لدي مدراء مصرف إنكلترا. بيد أن آباء الاستقلال الأمريكي أحسوا بالخطر الداهم، وبأن تسلط مصرف إنكلترا علي مصرف أميركا قد يؤدي ـ في حالة منح مصرف أميركا حق إصدار النقد ـ إلي تسلطه علي الاقتصاد الأمريكيّ كله.. فتدخلوا لدي الكونغرس، واستطاعوا حمله علي رفض منح مصرف أميركا حق إصدار النقد. توفي (بنجامين فرانكلين) عام 1790.. وفي الحال عمد عملاء المرابين العالميين اليهود إلي القيام بمحاولة جديدة للسيطرة علي المقدرات المالية للولايات المتحدة.. ونجحوا في إيصال مندوبهم الكسندر هاملتون إلي منصب وزير المالية.. وتمكن هاملتون من جعل الحكومة الأمريكية توافق علي منح مصرف أميركا امتياز إصدار النقد، المستند إلي قروض عامة وخاصة، بحجّة أن النقد الذي يصدره الكونغرس سيكون عديم القيمة في الخارج، في حين أن النقد المستند إلي القروض العامة والخاصة سيكون متمتعا بضمانه قانونية، وقابلا لكل أنواع المعاملات والمبادلات.. وهكذا وقع الشعب ضحية لأولئك الرجال الذين يدّعون صداقته! وقد حدد رأس المال الجديد للمصرف بـ 35 مليون دولار، علي أن تسهم فيها المصارف الأوروبية بمبلغ 28 مليون دولار.. ويعتقد بأن المرابين العالميين أحسوا بأن هاميلتون أصبح يعرف أكثر مما يجب، فافتعلت مبارزة بينه وبين مبارز محترف اسمه آرون بير، لقي فيها هاميلتون حتفه. وأعطيت التعليمات من مجموعة روتشيلد لأصحاب المصارف الأمريكية بزيادة السيولة في الأسواق، وبالتوسع في منح القروض والضمانات.. وأخذت وسائل الدعاية والإعلام تلعب علي أوتار التفاؤل والرفاهية، وتبشر بالرخاء والازدهار للجميع.. وانطلقت حملات الدعاية تبشر بأن الشعب الأمريكي سيصبح أعظم شعب علي وجه الأرض.. وسارع الجميع لتوظيف أموالهم في عملية بناء تلك الأمة العظيمة. وعندما وصل الأمر إلي هذا الحدّ، أصدرت مجموعة روتشيلد تعليماتها السرية بالتوقف عن تقديم القروض والاعتمادات، وضغط مقادير العملة المتداولة في الأسواق، ممّا ولد أزمة مالية حادّة، أدّت إلي انهيار اقتصاديّ مريع.. وهكذا عجز المواطنون عن مواجهة الأعباء والواجبات المالية، بينما حصل المرابون العالميون علي عقارات وضمانات بمقدار ملايين من الدولارات، مقابل دفع جزء بسيط من أسعارها الأساسية!! ويجب الاعتراف هنا بأن العملية كلّها جرت علي وجه قانوني وشرعي!!.. أما في الواقع فيبدو آل كابولي Al Gapone وعصابته سادة مهذبين، بالمقارنة مع عصابة الصيارفة العالميين هؤلاء!! علي أن هذه الأزمة لم تمرّ دون أن تثير انتقاد عدد من كبار القادة الأمريكيين.. ولكنّ الظاهر أن تعليقاتهم و تحذيراتهم لم تمنع حلفاءهم من الوقوع في المصائد ذاتها.. في رسالة من جون آدامز (1735 ـ 1826) إلي (توماس جيفرسون) عام 1787، كتب آدا مز يقول: "لا يعود السبب في تلك الفوضى وذلك الخراب إلي نقائص في الدستور، أو إلي انعدام الشرف والفضيلة، بقدر ما يعود إلي الجهل المطبق في الشؤون المالية والأوراق النقدية وطبيعة الحسابات والسيولة". ورد توماس جيفرسون: "أنا أؤمن بأن هذه المؤسسات المصرفية أشد خطرا علي حرياتنا من الجيوش المتأهبة.. وقد خلقت بوجودها أرستقراطية مالية، أصبحت تتحدي بسلطانها الحكومة.. وأري أنه يجب استرجاع امتياز إصدار النقد من هذه المؤسسات، وإعادته إلي الشعب صاحب الحق الأول فيه". وقال أندرو جاكسون: "إذا كان الدستور قد أعطي الكونغرس امتياز إصدار الأوراق النقدية، فليس معني ذلك أن للكونغرس الحق في نقل هذا الامتياز إلي الأشخاص والهيئات الخارجية". أثارت هذه الانتقادات المكشوفة مخاوف المرابين العالميين، ونبهتهم إلي قرب قيام صعوبات في وجههم، بمناسبة حلول موعد إصدار امتياز "مصرف الولايات المتحدة" عام 1811.. ووجه روتشيلد التحذير التالي: "إما إن توافق الحكومة الأمريكية علي طلب تجديد امتياز مصرف أمريكا، وإلا فإنها ستجد نفسها فجأة متورطة في حرب مدمرة". ولم يستطع الأمريكيون أن يصدّقوا أنّ في نيّة أصحاب المصارف العالميين أن يثيروا حربا من أجل مصالحهم، واعتقدوا أن في الأمر خدعة.. وكذلك ظن أندروا جاكسون، الذي قال لهم فيما بعد: "إن أنتم إلا مغارة لصوص ومجموعة مصاصي دماء، ولسوف أعمل علي تحطيمكم بل وأقسم بالله إنني سوف أحطمكم". وأصدر ناثان روتشيلد تعليمات: "علموا هؤلاء الأمريكيين الوقحين درسا قاسيا، وليعودوا إلي حالة الاستعمار وما قبل الاستقلال". وكانت الحكومة البريطانية هي التي بدأت حرب عام 1812.. وكان الهدف من هذه الحرب إفقار الخزينة الأمريكية، إلي حد تضطر معه السلطات الأمريكية إلي طلب السلم وطلب المساعدة المالية.. وقرر ناثان روتشيلد أن المساعدات المالية المطلوبة لن تعطي إلا في حال قبول الحكومة الأمريكية تجديد امتياز مصرف أميركا. ونجحت خطة ناثان روتشيلد نجاحا تاما.. وكانت نتيجة ذلك خلق حالة من الضيق والسخط بين الجماهير، التي تصب اللوم علي السياسات الخاطئة للحكومات الوطنية، بينما كانت القوي الخفية وراء الكواليس بعيدة عن الشبهات، لا يعرف سرها إلا القلة القليلة من الناس. وجدد الكونغرس الأمريكي امتياز مصرف الولايات المتحدة عام 1816 كما كان مطلوبا.. وصرخ بعض الثقات علنا أن أعضاء الكونغرس قد تلقوا رشاوى وتهديدات للتصويت لمصلحة ذلك القانون الذي أعاد الشعب الأمريكي إلي العبودية الاقتصادية. عام 1857 جري في لندن عقد قران لينورا ابنة ليونيل روتشيلد، علي ابن عمها ألفونسو (وهم يعتقدون بوجوب إبقاء الأشياء ضمن العائلة).. وكانت حفلة الزواج مناسبة كبري جمعت في لندن عددا كبيرا من الشخصيات العالمية، منهم بنجامين درزائيلي رجل الدولة البريطاني والذي عين رئيسا للوزارة عام 1868 وأعيد تعيينه عام 1874. وينقل عن دزرائيلي قوله في تلك المناسبة المهمة: "يجتمع الآن تحت هذا السقف رؤساء روتشيلد، التي امتدت شهرتها إلي كل عاصمة من عواصم أوروبا وكل ركن من أركان العالم.. وإذا أردتم سنقسم الولايات المتحدة إلي شطرين، نعطي أحدهما إلي جيمس، والآخر لليونيل.. وسوف يفعل نابليون الثالث (إمبراطور فرنسا آنذاك) ما أشير عليه به تماما.. أما بسمارك فسوف نعد له خطة ثقيلة تجعله عبدنا الذليل". ويسجّل التاريخ بعد ذلك، كيف عين آل روتشيلد قريبهم (يهوذا ب. بنجامين) مندوبا رئيسيا لهم في الولايات المتحدة.. وهكذا أصبحت الحرب الأهلية الأمريكية التي شطرت الأمة إلي قسمين حقيقية واقعة! كما أقنع المرابون نابليون الثالث باحتلال المكسيك وضمها إلي إمبراطوريته.. وأقنعوا الحكومة البريطانية بإعادة احتلال الولايات الشمالية وإعادتها إلي حظيرة الاستعمار.. وكانت الحرب الأهلية الأمريكية بالنسبة للمرابين العالميين حربا اقتصادية.. وأصبح من السهل علي المرابين العالميين زيادة الضغط الاقتصادي، وإثارة المتاعب المالية في وجه الولايات الشمالية بعد أن تم تحرير العبيد.. وكان إبراهام لينكولن قد قال: "لا تستطيع أمة من الأمم أن تتحمل طويلا أن يكون نصف أفرادها من الأحرار ونصفهم من العبيد". وقدم أصحاب المصارف العالميون قروضا محدودة للقوات الجنوبية لمساندتها في حروب الشماليين.. كما أقرضوا نابليون الثالث مبلغ 201.500.000 فرنك لتمويل حملته في المكسيك.. وفي عام 1863 عرضت القوي الخفية علي نابليون ولايتي لويزيانا وتكساس لمساعدة الجنوبيين، الذين كانوا بحاجة للمساعدة الفعلية ضد الشماليين. وسمع قيصر روسيا بذلك، وأخبر الإنكليز أنهم إذا حاولوا التدخل لصالح الجنوبيين وأمدوهم بالمساعدات العسكرية، فستعتبر روسيا هذا العمل بمثابة إعلان الحرب عليها.. وتأكيدا لتحذيره أرسل عددا من السفن الحربية الروسية إلي الموانئ الشمالية نيويورك وسان فرانسيسكو، ووضعها تحت إمرة لينكولن. وعندما بدأت العقبات والمصاعب المالية تحيط بالولايات الشمالية، لم يرفض المرابون العالميون مدّها بالقروض، ولكنهم اشترطوا أن نسبة الفائدة 28%! إن هذه الحرب كان من الممكن أن تنتهي خلال أشهر معدودة، لو لم يكن المرابون العالميون يقدمون القروض تلو القروض للطرفين.. وكانت هذه القروض تعطي بنسبة ربا فاحشة.. وكان كل شيء محسوبا ومخططا لدي المرابين العالميين، بهدف السيطرة الشاملة علي اقتصاديات الأمة بأسرها.. ولما وجدوا أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب أنهوها. *** حاول لينكولن بعد هذا فكّ القيود المالية التي طُوقت بها الولايات الشمالية، وعمد إلي تطبيق الدستور متمسكا بالفقرة الخامسة من المادة الأولي، التي تمنع غير الكونغرس إصدار العملة، وأصدر 450 مليونا من الدولارات الرسمية، التي جعل غطاءها القرض القومي.. وانتقم المرابون العالميون من لينكولن، بجعل الكونغرس يصدر قانونا يقضي بأن لا تقبل "أوراق لينكولن" المالية في دفع الفوائد للقروض الحكومة أو في شؤون الواردات.. ولم يقبل المرابون العالميون قبض تلك الأوراق المالية، مما جعلها بدون قيمة تقريبا!!.. وهكذا سببوا خفض الدولار من هذه الأوراق إلي 30 سنتا!! ولما تم لهم ذلك عمدوا إلي شراء تلك الأوراق بمجموعها.. بعد ذلك أخذوا بشراء القروض الحكومية بهذه الأوراق، معتبرين الدولار منها دولارا كاملا.. وبذلك يكونون قد تغلبوا علي عقبة خطيرة، وجنوا أرباحا تقدر بـ 70 سنتا للدولار الواحد!!! وظهرت في صحيفة (لندن تايمز) مقالة موحى بها من قبل المرابين العالميين، وكان موضوعها لينكولن وأوراقه المالية.. وجاء في تلك المقالة: "لو أن هذه السياسة المالية الخاطئة التي ابتدأت في أمريكا الشمالية قبلت وأعترف بها، لأصبح بإمكان الحكومة إصدار أوراق النقد التي تريدها بدون كلفة.. وستدفع بتلك الأوراق كل ديونها، مما يعني أنها ستصبح بدون ديون.. وسيكون لديها كل المال اللازم لإجراء تجارتها والمبادلات.. وهكذا ستكون الأمة الأمريكية الأولي في تاريخ العالم التي ستحقق مثل هذا الازدهار.. وبذلك ستجلب الأدمغة والثروات من جميع أنحاء العالم.. يجب تحطيم هذه الدولة وإلا فإنها ستتسبب بتحطيم كل العروش علي وجه الأرض". وكانت النشرة الدورية "دي هازا رد سيركيولار" تعنى بشؤون المصارف ما وراء البحار.. وقد جاء فيها: "إن الحرب تقضي علي الرقّ.. وهذا ما نؤيده نحن وأصدقاؤنا الأوربيون، لأنّ الرق ما هو إلا امتلاك اليد العاملة.. أما الخطة الأوروبية التي بدأتها إنكلترا، فتقوم علي أن رأس المال يستطيع أن يسيطر علي اليد العاملة عن طريق الأجور.. ويجب علي أصحاب رؤوس الأموال أن يعملوا علي استعمال الأرباح الطائلة التي يجنونها من الحروب، في السيطرة علي قيمة العملة.. وللقيام بذلك، يجب اعتماد السندات الحكومية كأساس من أسس العمليات المصرفية.. ونحن الآن بانتظار أن تنفّذ وزارة المالية الأمريكية هذه النصيحة.. كما أنه ليس من المفيد لنا أن نسمح بتداول" أوراق لينكولن المالية الخضراء" لمدة طويلة، إذ أننا لا نستطيع السيطرة عليها.. ولكن بالمقابل نستطيع السيطرة علي السندات ومن ورائها علي العملة كلها والاقتصاد بأجمعه". وعمد المرابون العالميون إلي تمويل الحملات الانتخابية لعدد كبير من النواب والشيوخ، ليعملوا من خلالهم علي إقرار مشروع قانون الصيارفة.. وقد أصبح هذا المشروع قانونا عام 1863، بالرغم من معارضة الرئيس لينكولن الشديدة له.. وهكذا ربح المرابون العالميون جولة أخري. *** جاء في رسالة وجهتها مؤسسة روتشيلد وإخوانه الصيارفة في لندن بإنكلترا بتاريخ 25 حزيران 1863، إلي مؤسسة السادة أيكلهايمر وموتون فاندر غولد وعنوانها: 3 وول ستريت نيويورك: "سادتي الأعزاء.. كتب إلينا السيد جون شيرمان من مقاطعة أوهايو في الولايات المتحدة، لإعلامنا عن تقديراته للأرباح التي يمكن الحصول عليها نتيجة للقانون الأخير الذي أصدره الكونغرس بشأن المصارف.. والظاهر أن هذا القانون أتي وفق الخطة التي تبنتها جمعية المصارف البريطانية.. كما نصحت هذه الجمعية الأصدقاء الأمريكيين بأن هذا القانون، في حال تصديقه وإقراره، سيكون سببا في تدفق الأرباح الطائلة علي جماعة الصيارفة في العالم بأسره.. فهذا القانون يعطي المصرف الوطني السيطرة المطلقة علي الأوضاع المالية في الدولة، والقلة التي سوف تنفذ إلي سر ذلك القانون وتعرف حقيقته، لن تبدي أية معارضة له، لأنها ستكون طامعة في جني الأرباح، أو أن مصالحها ستكون متوقفة علي إقراره.. أما جمهور الشعب فسيكون عاجزا عن تفهم طبيعة المشروع، والامتيازات التي سيحصل عليها أصحاب رؤوس الأموال منه، ولن يخامرهم أي شك حتى في أن هذا النظام سيكون ضد مصالحهم. المخلصون: روتشيلد وإخوانه" وجاء في الرسالة التي ردّ بها أيكلهايمر ومورتون وفاندرغولد ما يلي: "يبدو لنا أن السيد جون شيرمان يتصف بالصفات التي تميز رجل المال الناجح، وقد وضع نصيب عينيه الوصول إلي رئاسة الولايات المتحدة، وهو الآن عضو في الكونغرس، وقد قاده تفكيره الصحيح لأن يدرك أن الربح الأكبر، هو في الحفاظ علي صداقة الأشخاص والمؤسسات ذوي الموارد المالية الواسعة.. أما بخصوص تنظيم المصرف الوطني وطبيعة الأرباح الممكن جنيها من توظيف الأموال فيه، فالمرجو مراجعة النشرات المرفقة والتي نصها: • يستطيع أي عدد من الأشخاص لا يقل عن خمسة تأليف هيئة مصرفية. • لا يجب أن يقل رأسمال أي مصرف عن مبلغ مليون دولار، باستثناء البلدان التي لا يتجاوز عدد سكانها 6000. • تكون المصارف هيئات خاصة، هدفها جني الأرباح للأشخاص، ولمؤسسيها الحق في اختيار موظفيهم. • لا سلطة لقوانين الولاية علي المصارف في الولاية، باستثناء ما يقره الكونغرس بين وقت وآخر. • تتقبل تلك المصارف الودائع، وتقدّم القروض المناسبة لمصلحتها الخاصة، كما تستطيع شراء السندات وبيعها وتقاضي الأعمال المصرفية العامة. • يستوجب إنشاء مصرف برأسمال مليون دولار، شراء سندات حكومية بما يوازي هذه القيمة.. وبما أن السندات الحكومية تباع بخصم يبلغ 50%، فبالإمكان الآن إنشاء مصرف برأسمال قدره 500.000 دولار.. وستودع هذه السندات الخزانة الأمريكية في واشنطن كضمان للأوراق النقدية التي ستقدمها الحكومة للمصرف. • تقدم الحكومة فائدة عن قيمة السندات 6%، وتدفع هذه الفائدة مرتين في السنة.. وإذا ما أخذنا بالاعتبار القيمة الحالية للسندات، لأدركنا أن الحكومة تدفع فائدة بنسبة 12% ذهبا علي المال المودع. • وتقدم الحكومة مقابل المستندات المذكورة السيولة اللازمة للمصرف الذي يودع هذه السندات، وتتقاضي عنها فائدة سنوية بنسبة 1%. • ولما كان الطلب علي السيولة المالية شديدا، فبإمكان المصرف أن يستخدم الأموال مباشرة في تقديم قروض للناس بفائدة صافية تبلغ 12%. • وهكذا فإن الفائدة التي سيحصل عليها المصرف عن السندات، يضاف إليها الفائدة التي تنتج عن إقراض الأوراق المالية والسيولة، ويضاف إليهما الأرباح الطارئة، لترتفع أرباح المصرف إلي نسبة بين 28 و33.3%. • وبإمكان المصارف زيادة حجم مبادلاتها أو تقليصه يحسب إرادتها، كما أنها تستطيع منح القروض أو حجبها كما تراه مناسبا.. ويجمع عقد تلك المصارف جمعية مصرفية وطنية توحّد أعمالها.. وهكذا تستطيع المصارف التأثير علي السوق المالية كما تريد.. فبإمكان المصارف أن تتفق مثلا علي رفض إعطاء القروض، فتسبب بذلك هبوطا في الأسواق المالية وتستطيع أن تؤثر علي كافة الإنتاج الوطني. • لا تدفع المصارف الوطنية أي ضرائب علي مبالغ السندات أو علي رؤوس الأموال أو علي الودائع. مع رجائنا بأن تعتبروا هذه الرسالة سرية جدا.. تقبلوا فائق احترامنا" *** عمد أصحاب المصارف الأمريكيون إلي تطبيق المبادئ المذكورة بعد تبادل تلك الرسائل.. وهكذا عملوا علي سحب السيولة وخفضوا قيمة القروض، إلي درجة أصبح معها المدينون غير قادرين علي مواجهة مسؤولياتهم المالية، فوضع أصحاب المصارف أيديهم علي العقارات والضمانات المرهونة، والتي تفوق قيمتها بكثير قيمة القروض الممنوحة.. وهكذا جني الصيارفة محصولا طيبا. وشعر لينكولن أن الشعب الأمريكي قد أصبح مستعدا لسماع صوت العقل هذه المرة بعد هذه التجربة الحزينة والباهظة، فشنّ للمرة الثانية حملة علنية شديدة علي المرابين العالميين. وفي خطاب للأمة قال: "إنني أري في الأفق نذر أزمة تقترب شيئا فشيئا.. وهي أزمة تثيرني وتجعلني أرتجف من الخشية علي سلامة بلدي.. فقد أصبحت السيادة للهيئات والشركات الكبرى.. وسوف يتبع ذلك وصول الفساد إلي أعلي المناصب.. وسوف يعمل أصحاب رؤوس الأموال علي الحفاظ علي سيطرتهم علي الدولة، مستخدمين في ذلك مشاعر الشعب وتحزباته.. وستصبح ثروة البلاد بأكملها تحت سيطرة فئة قليلة، الأمر الذي سيؤدي إلي تحطيم الجمهورية". كان لينكولن في ذلك الوقت في نهاية مدة رئاسته، ولكن الانتخابات الجديدة حملته إلي الرئاسة مرة ثانية، وهو عازم علي أن يقوم بعمل تشريعي ما للقضاء علي سلطان الماليين العالميين الجشعين.. ولكنه قبل أن يتمكن من ذلك اغتيل، بينما كان يحضر استعراضا مسرحيا مساء الرابع عشر من نيسان عام 1865، علي يد جون ويلكس بوث.. ولا يعرف إلا القليل من الأمريكيين سبب هذه الجريمة.. وقد عثر المحققون آنئذ علي رسالة بالشفرة في أمتعة القاتل.. ومع أن الرسالة لا تشير من قريب أو بعيد إلي الجريمة، إلا أن اكتشافها أثبت وجود علاقة بين بوث وأصحاب المصارف العالميين.. ولو عاش لينكولن مدة أطول لكان بالتأكيد قد تمكّن من قصّ أجنحة المرابين العالميين. قبيل مصرع لينكولن أدلي سالمون ب. تشايس وزير المالية الأمريكي (1816 ـ 1846) بتصريح قال فيه: "إن مساهمتي في إقرار قانون الصيارفة هي أكبر خطأ ماليّ ارتكبته في حياتي.. فقد ساعد هذا القانون علي إنشاء احتكار كبير يؤثر علي كل المصالح في البلاد.. ويجب علينا أن نصلح هذا الوضع.. ولكن قبل ذلك سنشاهد مواجهة عنيفة بين مصالح الناس ومصالح المصارف بشكل لم نعرفة من قبل". عام 1866 كان هناك مبلغ 1.906.687.770 دولار في التداول في الولايات المتحدة.. وهبط هذا الرقم سنة 1876 إلي 605.250.000.. وهكذا نجد أن أصحاب المصارف بسحبهم الأوراق المالية من التداول تسببوا في إنقاص السيولة بين أيدي الشعب، وسحبوا مبلغا يفوق 1.300.000.000 دولار، ممّا سبّب 56.446 حادثة انهيار ماليّ تمثل 2.245.105.000 دولار من الخسائر التي لحقت بالتوظيف المالي.. وكانت الحصة الكبرى من الخسائر في المرهونات والمحجوزات.. وهكذا نري أن أصحاب المصارف بسحبهم السيولة من الأسواق وبتمديد القروض الممنوحة، أضافوا إلي ثرواتهم مبلغا أكثر من بليوني دولار، في وقت لا يزيد علي العشر سنوات كثيرا. *** عندما سيطر آل روتشيلد علي مصرف إنكلترا، أصّروا علي أن يكون الذهب غطاء للعملة الورقية.. وفي سنة 1870 تضايق أصحاب المصارف الأوروبيون عندما واجهتهم صعوبة السيطرة علي النقد في الولايات المتحدة.. فقد كانت الولايات المتحدة تستعمل الفضة في سبك وإصدار عملاتها.. وهكذا قرر هؤلاء تجريد الفضة من قيمتها الإبرائية في الولايات المتحدة. أوفد أصحاب المصارف الأوروبيون (إرنست سيد) مندوبا عنهم إلي أميركا، ووضعوا تحت تصرفه مبلغ نصف مليون دولار، لاستخدامه في شراء ضمائر الشخصيات الرئيسية في الهيئات التشريعية الأمريكية.. وأعطي أصحاب المصارف التعليمات لعملائهم عام 1873، لاقتراح مشروع قانون "إصلاح إصدار العملة المعدنية".. وكانت مسودة المشروع مصوغة بمهارة، بحيث لا تظهر الغرض الرئيسي منه.. وكان السناتور الذي قدم المشروع هو (جون شيرمان) ذاته، الذي أشرنا قبل قليل إلي رسالته الموجهة إلي مؤسسة روتشيلد.. وكان يساند شيرمان في هذا عضو الكونغرس (صموئيل هوير).. و مر القانون بدون أي معارضة، بعدما أدلي شيرمان أمام الكونغرس بكلمة رائعة ومضللة! ومرت سنوات ثلاث، قبل أن يتحقق أحد من الخطر الحقيقي الكامن في إقرار ذلك القانون.. فقد كان ذلك القانون محاولة مموهة لإفقاد الفضة قيمتها الإبرائية.. ويقول تقرير للكونغرس إن أحدا من الأعضاء لم يفهم بشكل صحيح مضمون القانون، باستثناء أعضاء اللجنة التي قدمته. ويقول السيد (جون ر. إيلسوم) في الصفحة 49 من كتابة "عاصفة علي الخزانة الأمريكية": "كان إرنت سيد قد قال لصديقه (السيد فردريك أ. لوكتباك) من دنفر بكولورادو: لقد واجهت لجنة مجلس الشيوخ والكونغرس ودفعت الرشاوى اللازمة، وبقيت في أمريكا حتى اطمأنت إلي أن كل شيء علي ما يرام". عام 1878 أقدم أصحاب المصارف علي سحب المزيد من السيولة، وعلي تحديد القروض الممنوحة، مما تسبب في 10.478 حالة إفلاس تجاري ومصرفي في الولايات المتحدة.. ولكن الكونغرس عام 1879 أصرّ علي إصدار كميات كبيرة من العملة، لوقف الأزمة الخانقة المصطنعة، مما خفّض حالات الإفلاس إلي 6.658 حالة.. ولكن القوي الخفية أصدرت تعليماتها عام 1882، فكانت حصيلة المناورات المالية التي جرت بين عامي 1878 و 1892، ارتفاع حالات الإفلاس الاقتصادي في أميركا إلي 14870 حالة، بينما استمرت عمليات الحجوزات علي المزارع والمساكن التي يملكها الأفراد.. وكان المستفيدون الوحيدون هم أصحاب المصارف وعملاؤهم، الذين وضعوا أيديهم علي الممتلكات المرهونة. | |
|
| |
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: رد: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 7:11 pm | |
| ويظهر من الأحداث، أن أصحاب المصارف العالميين كانوا يتعمدون خلق حالة من الفشل والفقر واليأس في الولايات المتحدة، لإيجاد مناخ ملائم للحركة الثورية العالمية، التي تعتبر وسيلة بأيديهم للعمل.. ويؤيد هذا الاتهام، رسالة صادرة في 11 آذار 1893 عن جمعية أصحاب المصارف الأمريكيين وموجهة إلي جميع الأعضاء، وتقول: "يجب سحب الشهادات الفضية والأوراق التابعة للخزينة من التداول فورا، ليحل محلها أوراق مالية جديدة يكون أساس غطائها الذهب.. وهذا يتطلب إصدار سندات جديدة تتراوح قيمتها بين 500 مليون دولار ومليار دولار، وتكون هي أساس التداول في العملة الجديدة.. وهذا يفترض من جانبكم سحب ثلث العملة المتداولة، كما يفترض إلغاء نصف القروض الممنوحة.. كما يجب أن تولوا العناية اللازمة لخلق شعور بالضغط الاقتصادي". وانصاع أصحاب المصارف الأمريكيون للأمر، وكانت النتيجة حالة من الذعر الشامل عمّت الشعب الأمريكي عام 1893.. وكان المواطن العادي ينحي باللوم علي الحكومة. عام 1899، عقد في إنكلترا مؤتمر كبير لأصحاب المصارف في العالم، وحضره عن أميركا مندوبان، هما (ج. ب. مورغان) و(أنطوني دريكسيل).. وعند عودتهما إلي أميركا عهدت مؤسسة روتشيلد إلي مورغان بتمثيل وإدارة مصالحها.. وقد برهن مورغان علي كفاءته لهذا المنصب، عندما تمكن من بيع بعض الأسلحة الفاسدة للحكومة الأمريكية. وكانت النتيجة التي تمخض عنها مؤتمر لندن، هي إنشاء احتكار عالمي يضم المؤسسات التالية: (ج. ب. مورغان) وشركاء من نيويورك، (دريكسيل) وشركاء من فيلادلفيا، (غرنفيل) وشركاء من لندن، (مورغان هارجيس) وشركاء من باريس، مؤسسة م.م واربورغ في ألمانيا وأمستردام.. وكانت المؤسسة المشرفة علي هذا الاحتكار هي دار روتشيلد. واندمجت مورغان ودريكسيل، وأسستا هيئة التأمينات الشمالية عام 1901، التي كان الهدف منها إفلاس شركة هاينز ـ مورس.. وكانت شركة هاينز ـ مورس تسيطر علي قطاعات مهمة من الصرافة والشحن وصناعة الفولاذ وصناعات أخري.. وكان من المتعين إفلاسها وإخراجها من السوق الأمريكية، لتستطيع مؤسسة مورغان ـ دريكسيل السيطرة علي الانتخابات الاتحادية. ونجحت مؤسسة مورغان ـ دريكسيل في إيصال (تيودور روزفلت) إلي منصب رئاسة الجمهورية عام 1901.. وكان هذا هو السبب في تأخير إصدار الحكم عليهم، بشأن الاتهامات التي تدينهم باستعمال وسائل غير مشروعة للتخلص من المنافسة.. وكانت الخطوة التالية هي ربط مؤسسة مورغان ـ دريكسيل بمؤسسة كوهن ـ لوب.. وكان أن قامت المؤسستان بتجربة مشتركة لاختبار قواهما مجتمعة.. وكانت التجربة عبارة عن "مجزرة" اقتصادية جديدة.. فقد نظمت المؤسستان ما عرف بـ "الرعب في وول ستريت 1907".. وكانت ردة الفعل الشعبية لوسائل العصابات تلك، كافية لحثّ الحكومة علي اتخاذ بعض الإجراءات. وقامت الحكومة بتعيين لجنة خاصة اسمها "لجنة النقد الوطني"، وعهد إلي السناتور (نيلسون ألدريك) برئاسة هذه اللجنة.. وتبين فيما بعد أن ألدريك كان مرتبطا باحتكارات المطاط والتبغ القوية.. وكان ألدريك آخر من يمكن أن يعهد إليهم بهذه المهمة في الكونغرس!!.. وعلي إثر تسلمه لرئاسة اللجنة، اختار ألدريك بعض الضباط وسافر وإياهم إلي أوروبا.. وأثناء إقامتهم بأوروبا، أعطيت لهم كل التسهيلات الممكنة لدراسة الطرق التي يعتمدها أصحاب المصارف في السيطرة علي اقتصاديات الدول. وقضي الدريك في أوروبا سنتين، صرف خلالهما مبلغ 300 ألف دولار من نقود الشعب الأمريكي، ثم عاد إلي الولايات المتحدة.. وكان كل ما حصل عليه الشعب، هو أن صرح لهم ألدريك أنه لم يكن قادرا علي الوصول إلي أية خطة محددة، تكفل عدم تكرار الأزمات المالية التي كانت تعصف بالولايات المتحدة، ناشرة البطالة ومبددة الثروات ورءوس الأموال الصغيرة! كان ألدريك منذ الحرب الأهلية مقربا من آل روكفلر، حتى إن أحد شباب آل روكفلر تزوج من ابنته آبي.. وقد تلقي ألدريك قبل سفره إلي أوروبا نصيحة باستشارة بول واربورغ، الذي نزل في الولايات المتحدة عام 1902 مهاجرا من ألمانيا، وتبين فيما بعد أنه لم يكن إلا عضوا في مؤسسة م.م. واربورغ الأوروبية المالية في هامبورغ وفي أمستردام.. وكانت هذه المؤسسة كما أسلفنا تابعة لمجموعة روتشيلد.. وقد تمكن في وقت لا يذكر من شراء حصة في مؤسسة كوهن ـ لوب وشركائهما في نيويورك، ومنح مرتبا يبلغ النصف مليون دولار سنويا.. وكان من الشركاء الجدد في المؤسسة يعقوب شيف، وهو الذي موّل الحركات الإرهابية في روسيا خلال الأعوام 1883 ـ 1917. ولقد قام شيف بالسيطرة الكاملة علي حركات النقل ووسائل المواصلات وخطوط الإمدادات في الولايات المتحدة بأسرها.. وقد ثبت أن السيطرة علي تلك المرافق من أشد الضرورات اللازمة لنجاح أي حركة ثورية في أي بلد من البلدان. *** في ليلة 22 تشرين الثاني عام 1910، كانت عربة سكة حديد خاصة تنتظر في محطة هوبوكن في نيوجيرسي.. ووصل إلي هناك السناتور ألدريك وبصحته أ. بيات أندروز وهو خبير اقتصادي وأحد كبار موظفي وزارة المالية، وكان قد تربي وتلقي تعليمه في أوروبا.. كما وصل أيضا سكرتير ألدريك الخاص (شيلتون)، ولحق بهم (فرانك فاندرليب) رئيس مصرف نيويورك الوطني.. وكان هذا المصرف هو الممثل لمصالح آل روكفلر ومصالح شركة كوهن ـ لوب في سكة الحديد.. وكان مدراء هذا المصرف قد اتُهموا علنا بمحاولة إثارة الحرب بين الولايات المتحدة وأسبانيا عام 1898.. وبصرف النظر عن صحة هذه التهامات أو بطلانها، فقد كان هذا المصرف إثر انتهاء الحرب مسيطرا علي زراعة قصب السكر وصناعته في كوبا. وكان الآخرون الذين انضموا إلي الاجتماع (هـ. ب. دافيسون) وهو أحد المساهمين الكبار في شركة مورغان، و(شارل د. نورتون) رئيس المصرف الوطني في نيويورك التابع لشركة مورغان.. وهؤلاء الثلاثة الآخرون متهمون بمحاولة السيطرة علي العملة والحسابات في الولايات المتحدة الأمريكية بأسرها. وكان آخر الواصلين بول واربورغ وبنجامين سترونا.. وكان واربورغ من الغني والنفوذ بحيث يقال إنه كان وراء المسرحية الفكاهية "آني اليتيمة" التي تصور آل واربوك أغني رجال العالم، وباستطاعتهم حماية أنفسهم ومصالحهم بوسائل خارقة.. أما بنجامين سترونا فقد اشتهر خلال المناورات المالية التي قادت إلي الأزمة الكبرى عام 1907.. وكان سترونا أحد كبار المتنفذين لدي شركة ج. ب. مورغان، وقد اشتهر في ذلك المنصب بكفاءته في العمل وتنفيذه الأوامر دون سؤال. وعلم مراسلو الصحف باجتماع أولئك الرجال الذين يسيطرون علي المرافق الاقتصادية الكبرى في الولايات المتحدة، فتوجهوا كالجراد ناحية العربة الخاصة.. ولكنهم لم يستطيعوا الحصول علي تصريح من أي من المجتمعين.. وتولّي أخيرا السيد فاندرليب إبعاد المراسلين بقوله: "إننا جميعا ذاهبون لقضاء عطلة نهاية أسبوع هادئة". لم يعرف ماذا جري في عطلة نهاية الأسبوع الهادئة تلك إلا بعد سنين.. أما الذي جري فكان ما يلي: عُقد اجتماع سري في جزيرة جيكيل بجورجيا.. وكان هذا المقر النائي من أملاك ج..ب. مورغان وعدد من شركائه.. وما جري بحثه في ذلك الاجتماع السري كان "بحث الطرق والوسائل الممكنة لتخريب التشريعات المقدمة للكونغرس، والهادفة لتقليص سلطة الاحتكارات والحد من المناورات، والاستعاضة عن هذه التشريعات بتشريعات أخري لصالح أولئك الذين يحضرون الاجتماع". وتلت ذلك الاجتماع اجتماعات أخري في نيويورك، عقدها الرجال أنفسهم وذلك لبحث وإقرار التفاصيل الصغيرة.. ودعا المتآمرون مجموعتهم باسم "نادي الاسم الأول"، لأنهم خلال اجتماعاتهم لم يكونوا يتنادون إلا بالاسم الأول لكل منهم.. وبالاختصار فقد أعد ألدريك وواربورغ وشركاؤهما تشريعات جديدة، هي التي قدمت إلي الكونغرس فيما بعد، تحت صيغة مقترحات تقدمت بها اللجنة التي شكلت ورأسها الدريك.. وأقرت تلك التشريعات عام 1913 تحت اسم "قانون الاحتياط الفدرالي عام 1913".. واقتنعت غالبية المواطنين العاديين في أميركا بأن تلك التشريعات إنما جعلت للحفاظ علي مصالحها، وأن تلك التشريعات وضعت اقتصاد الأمة بين يدي الحكومة. وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.. كان ذلك القانون يسمح لأصحاب المصارف في أوروبا وأميركا بأن يسيطروا علي المقدرات المالية في القارتين، وهذا ما مكّنهم من إشعال الحرب العالمية الأولي، التي لم تكن إلا وسيلة للتسبب في قيام الثورة الروسية سنة 1917. *** في عام 1914، كان جهاز الاحتياط الفيدرالي يتألف من 12 مصرفا، اشترت بـ 134 مليون دولار من سندات الاحتياط الفيدرالي.. ويشير تقرير الكونغرس بتاريخ 39/5/1936 أن أرباح هؤلاء بلغت حتى ذلك الوقت أكثر من 23 مليار دولار.. وكانت تقديرات عام 1940 تدل علي أن الاحتياط الفيدرالي قد بلغ 5 ملايين دولار.. ووصل عام 1946 إلي 45 مليون.. وهكذا نجد أن أصحاب المصارف حصلوا علي مالا يقل عن أربعين مليار دولار من عملياتهم المالية خلال الحرب العالمية الثانية. وتظن الغالبية من المواطنين في الولايات المتحدة أن جهاز الاحتياط الفيدرالي يفيد الأمة ككل، وبعتقدون أنه يحمي مصالح المودعين في المصارف لأنه يجعل إفلاس تلك المصارف مستحيلا.. كما يظنون أن أرباح الاحتياطي تعود إلي الخزينة.. ولكنّ الأمريكيين مخطئون في كل ذلك، فالحقيقة هي أن جهاز الاحتياط الفيدرالي وضع بالأساس لحماية مصالح الأمريكيين، ولكن مشاريع القوانين التي رسمت في جزيرة جيكيل في جو رجيا عام 1910، والتي أقرها الكونغرس الأمريكي عام 1913، لم تكن لصالح الشعب الأمريكي بأسره، بل كانت لصالح أصحاب المصارف الأمريكيين المرتبطين بزملائهم الأوروبيين الذين يسعون للسيطرة علي العالم.
| |
|
| |
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: رد: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 7:11 pm | |
| إن الإحصاءات تشير إلي أنه منذ إقرار هذا القانون عام 1913، أفلس في أميركا ما يزيد عن 14.000 مصرف، مما سبب فقدان الملايين والملايين من الدولارات للمودعين الصغار!
| |
|
| |
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: رد: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 7:12 pm | |
| 8-الثورة الروسية 1917 الحوادث التي سبقت الثورة الروسية: هزت حملة نابليون عام 1812 روسيا هزة عنيفة، تاركة إياها مثخنة بالجراح.. فأخذ القيصر ألكسندر الأول علي عاتقه إعادة تنظيم بلاده، وأصدر عددا من القوانين ألغت الأحكام الزجرية التي كانت مطبقة علي اليهود منذ عام 1772، والتي كانت تحدد إقامتهم في أمكنة معينة.. وبذل القيصر جهدا لحمل اليهود علي العمل في الزراعة وغيرها، وتشجيعهم علي الامتزاج الكامل بالمجتمع الروسي. عام 1852 مات ألكسندر الأوّل، فخلفه علي العرش نيقولا الأول، فلم ينظر بعين الرضا إلي التغلغل السريع لليهود في الاقتصاد الروسي، ولم ترتح حكومته إلي الإصرار الذي أبداه اليهود للحفاظ علي تراثهم ولغتهم الخاصين وزيهم المميّز. وهكذا، وفي محاولة منه لإذابة العنصر اليهوديّ في المجتمع الروسيّ، أصدر نيقولا الأول عام 1834، قوانين تجبرُ اليهود علي إرسال أولادهم إلي المدارس الحكومية، وذلك لمحو معاناة الاضطهاد الديني التي كانوا يشربون إياها في الطفولة. غير أن النتيجة جاءت عكس المتوقع، لآن التعليم أصبح إلزاميا لأطفال اليهود، ولم يكن كذلك بالنسبة لأطفال الروس من غير اليهود، مما أدّي إلي جعل اليهود الفئة الأكثر ثقافة في روسيا! وارتقي عرش روسيا القيصر ألكسندر الثاني عام 1855، وكان هو الذي وصفه بنجامين دزرائيلي بـ "أكثر أمراء روسيا تسامحا".. وقد كرس ألكسندر حياته لتحسين الأوضاع الحياتية للفلاحين والطبقات الكادحة واليهود.. وقد حرّر في عام 1861 23.000.000 عبد.. وقد كانوا عبيدا بكل ما في هذه الكلمة من معني، وكانت عمليات بيع الأراضي وشرائها تشملهم، فيباعون من سيد إلي سيد. ودخل العديد من اليهود، الجامعات، ولكنهم بعد التخرج كانوا يواجهون مصاعب وعقبات قاسية.. ولإزالة هذا الإجحاف، أصدر القيصر أوامره بقبول هؤلاء اليهود في المناصب الحكومية، والسماح لهم بالسكن أينما شاءوا في الأراضي الروسية.. وما إن حل عام 1879، حتى كان من اليهود أطباء وممرضون وأطباء أسنان ورجال أعمال ومهن، وكان يسمح لهم بالعمل والسكن في أي مكان من روسيا. ولكن القادة اليهود لحركة الثورة العالمية، كانوا مصممين علي الاستمرار في التحضير للثورة في العالم.. وكانت جماعاتهم الإرهابية ترتكب المجزرة تلو الأخرى، وعملوا علي كسب تأييد الرافضين من المثقفين في روسيا، وعلي زرع فكرة التمرد والثورة في عقول الجماهير العاملة.. وقاموا بأول محاولة لاغتيال القيصر الكسندر الثاني عام 1866.. ونجا القيصر من محاولتين لقتله بأعجوبة.. وتمكن المتآمرون أخيرا في المحاولة الثالثة من اغتياله عام 1881، في بيت يهودية تدعي هسيا هلفمان. وبينما كانت القوات الثورية تحرج الحكومة الروسية في الداخل بكل الوسائل الممكنة، بإثارة المشاغبات والقيام بالاغتيالات السياسية، كانت القوي الخفية من مراكزها في إنكلترا وسويسرا والولايات المتحدة تحاول من جهتها توريط روسيا في حرب مع بريطانيا، ففي مثل هذه الحرب لن تستطيع أي من الإمبراطوريتين إحراز أي مكاسب تذكر.. وتكون النتيجة لمثل هذه الحرب إضعاف كلا البلدين ماديا، وتركهما فريسة سهلة للأعمال الثورية التالية. في عدد تشرين الأولي 1881 من مجلة القرن التاسع عشر، كتب البروفيسور غولدوين سميث أستاذ التاريخ الحديث في جامعة أركسفورد يقول: "عندما كنت في إنكلترا لآخر مرة، كنا علي حافة الحرب مع روسيا.. وكان مقدرا لهذه الحرب أن تورط الإمبراطورية بأكملها.. وكانت المصالح اليهودية في أوروبا، وأداتها الرئيسية صحافة فيينا، تسعي بكل جهدها لدفعنا إلي المعركة". كانت حادثة اغتيال "البابا الصغير" للروس (قيصر روسيا) السبب في موجة واسعة من الغضب، فجّرت أعمال العنف ضد السكان اليهود في العديد من الأراضي الروسية.. ومررت الحكومة الروسية "قوانين أيار" القاسية إرضاء لوجهات نظر الرسميين الروس الكبار، الذين قالوا: "إذا كانت سياسة التسامح التي اتبعها ألكسندر الثاني لم تكن كافية لإرضاء اليهود ومصالحتهم، فلن يرضيهم شيء بعد الآن إلا أن يبسطوا سيطرتهم المطلقة علي روسيا".. وهكذا وللمرة الثانية راح الشعب اليهودي بأسره ضحية الجرائم التي يرتكبها الذين نصبوا أنفسهم زعماء له. في الثالث والعشرين من أيار عام 1882، طلب وفد يهودي برئاسة البارون جينزبيرغ مقابلة القيصر ألكسندر الثالث للاحتجاج علي القوانين المذكورة.. ووعد القيصر بإجراء تحقيق شامل في القضية بأجمعها، وخاصة فيما يتعلق بالأزمة بين اليهود وغير اليهود من سكان الإمبراطورية الروسية.. وفي الثالث من أيلول أصدر البيان الآتي: "منذ مدة والحكومة تولي بالغ العناية لليهود ومشاكلهم، مع الانتباه للأوضاع المحزنة للسكان المسيحيين الناشئة عن الطرق التي يستعملها اليهود في قضايا العمل والمال.. خلال العشرين سنة الماضية لم يكتف اليهود بالسيطرة علي كل التجارات والأعمال بفروعها، بل سيطروا أيضا علي أجزاء كبيرة من الأراضي، إما بشرائه أو بزراعتها.. وباستثناء القليل، كرس اليهود جهودهم كمجموع، ليس لإثراء الدولة ولفائدتها، بل لخداع الشعب الروسيّ بحيلهم الملتوية.. وقد قاسي الفقراء بنوع خاص من هذا، فتصاعدت الاحتجاجات من الرعايا، وتجلي ذلك في أعمال العنف التي قام بها الشعب ضد اليهود.. وقد سعت الحكومة لتخليص اليهود من الاضطهاد والمذابح، لكن لا يسعها تحت ضغط ملح إلا أن تتبني القوانين القاسية، لتخليص الشعب من اضطهاد اليهود وأعمالهم الشريرة". إن إقرار قوانين أيار لم يكن فقط انتقاما لمقتل القيصر ألكسندر الثاني، وإنما كان نتيجة للتحذيرات المتوالية التي وجهها الاقتصاديون الروس للحكومة، بهدف الحد من النشاطات المالية غير المشروعة التي يمارسها اليهود، والتي تهدد الاقتصاد الروسي بالخراب، مع أنهم لا يشكلون سوي نسبة 4.2% من سكان الإمبراطورية. *** كان اليهوديّ الألماني تيودور هيرتزل يبث الشكوك عند اليهود، عندما يقوم بإعلامهم عن سياسة كارل ريتر اللاسامية، وكيف أنّها تنتشر بسرعة بين الشعب الألماني.. واقترح هيرتتزل إقامة منظمة يهودية تدعى "حركة العودة إلي إسرائيل" Jewish Back to Israel Movement باسم المحافظين من اليهود.. وكانت تلك بداية الحركة الصهيونية. *** بعدما أصدر القيصر ألكسندر الثالث حكمه بلوم اليهود، وإلقاء المسؤولية علي عاتقهم في حالة الفوضى والخراب الاقتصادي في الإمبراطورية، قامت قيادات الحركة الثورية بإنشاء "الحزب الاشتراكي الثوري".. وعهد بتنظيم هذا الحزب إلي رجل قاس لا يعرف الرحمة أسمه جيرشوني.. وكان تنظيم "القطاعات المقاتلة" من نصيب خياط يدعي يفنوا أرنف.. وشدد قواد الحركة الثورية علي ضرورة استجلاب غير اليهود إليها. وبالإضافة إلي التسبب بالاضطرابات العمالية وخلق الأوضاع السيئة بين طبقات المجتمع الروسي، كانت الأحزاب الثورية فيما بين 1900 و 1906 تثير المتاعب الدينية، حتى أوصلتها إلي درجة الغليان.. وكانت القمة التي وصلت إليها تلك المتاعب حوادث القتل والاغتيال بالجملة.. وحدث الانفجار بشكل ثورة عام 1905. كان من الشخصيات الرسمية الذين قام باغتيالهم قسم الإرهاب في الحزب الثوري، بوغوليبوف وزير التربية عام 1901.. وجاءت هذا الحادث تسجيلا لغضب اليهود علي السياسة التربوية التي تضمنتها قوانين أيار، فقد حددت عدد اليهود الذي يسمح لهم بالانتساب إلي مدارس الدولة وجامعاتها، بنسبة لا تزيد علي نسبة السكان اليهود إلي تعداد الشعب الروسيّ كله. وفي العام التالي "1902" اغتيل وزير الداخلية سيباغين، تأكيدا لغضب اليهود علي سياسة قوانين أيار، والتي قضت بمنع اليهود من السكن خارج أحيائهم ومجمعاتهم الخاصة. عام 1903 اغتيل بوغدانوفيتش حاكم يوفا.. وفي عام 1904 قتل رئيس الوزراء فيشيليف فون بيلف.. وعام 1905 انفجرت أول ثورة عامة في روسيا، واغتيل خال القيصر الدوق سرجيوس في 17 شباط.. وفي كانون الأول 1905 اضطهد الجنرال دوبراسو الثوريين، ولكنهم اغتالوه في العام 1906. بعدما ألقي القيصر اللوم علي عاتق اليهود واتهمهم بالتسبب بالحالة المتردية في روسيا، تلقي البارون جينزبيرغ تعليمات بالعمل علي تفتيت الإمبراطورية الروسية.. وكان من ضمن الخطة خلق الفوضى والاضطراب بين صفوف الجيش الروسي في الشرق الأقصى، عن طريق تدمير خطوط المواصلات في سيبيريا.. وقد أدي ذلك إلي إيقاف الإمدادات والمعونات عن الجيش البري والبحرية الروسية. ومن طرف أخر، أمر أحد ضباط البحرية الروس سفنه، بإطلاق النار علي أسطول من سفن الصيد البريطانية التي كانت في بحر الشمال.. وكان رد الفعل الشعبي في بريطانيا عنيفا.. وقد تطوع بعد هذه الحادثة عدد كبير من ضباط البحرية البريطانية ومن ملاحي السفن التجربة البريطانية لتقديم خدماتهم لليابان. بخلاف أنّ أصحاب المصارف العالميين فرضوا عقوبات اقتصادية علي الإمبراطورية الروسية، وأوصلوها حتى الإفلاس تقريبا.. وضربوا حظرا علي التجارة والمبادلات الروسية.. وعام 1904 وبعد توريط روسيا في الحرب مع اليابان، نكثت مؤسسة روتشيلد بوعودها، ورفضت إمداد روسيا بالمساعدات المالية، بينما قامت شركة كوهن ـ لوب وشركائهما في نيويورك بإمداد اليابان بكل القروض التي طلبتها. جاء في الموسوعة البريطانية طبعة عام 1947 في المجلد الثاني الصفحة 76 ما يلي: "وكان الوزير الروسي يسعي بكل جهده للحصول علي المال.. ودخلت الحكومة الروسية في مفاوضات مع دار روتشيلد للحصول علي قرض كبير.. ووقع الطرفان اتفاقا مبدئيا، إلا أن دار روتشيلد أبلغت وزير المال الروسي أنه ما لم تتوقف أعمال الاضطهاد ضد اليهود، فإن الدار ستتكون مضطرة للانسحاب من العقد.. وقد كانت الحاجة الملحة للخزينة الروسية واحدة من الأسباب التي دفعت للتحالف الفرنسي الروسي، تماما كما كان إنهاء معاهدة بسمارك للحياد المشترك". وكانت مؤسسة يعقوب شيف في نيويورك منذ العام 1897 تموّل حركات الإرهابيين في روسيا.. وعام 1904 ساعد في تمويل الثورة التي نشبت في العام التالي. وكما ساعد في تنظيم حملة عالمية لتمويل ثورة سنة 1917 التي أعطته وشركاءه أول فرصة لوضع نظرياتهم الديكتاتورية موضع التنفيذ. لينين: اشترك ألكسندر أوليانوف في المؤامرة التي هدفت إلي اغتيال القيصر ألكسندر الثالث.. وقد فشلت تلك المحاولة، وقبض علي ألكسندر أوليانوف وحوكم وحكم عليه بالموت.. وكان هذا هو السبب في أن أخاه فلاديميير نذر نفسه للقضية الثورية، ولمع نجمه وترقي في القسوة والسلطان، حتى أصبح رئيسا للحزب البلشفي، واتخذ لنفسه اسم "لينين".. وقد أصبح فيما بعد الحاكم المطلق الأول لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية. تلقي لينين ثقافة جامعية.. وقام الطلاب اليهود بإقناعه أنه قد آن الأوان لقلب الطبقة الحاكمة لكي تباشر الجماهير حكم نفسها بنفسها. ولمع نجم لينين كواحد من المثقفين المفكرين، وارتبط بقادة الحزب الثوري حين كان في أوائل العقد الثالث من عمره.. وفي العام 1895 سافر لينين إلي سويسرا ـ وكان عمره 25 سنة ـ لملاقاة بليخانوف، الذي فر من روسيا. وفي سويسرا انضم لينين وبليخانوف، الذين كانا من غير اليهود، إلي فيرازاسوليتش و ب. أكسلرود ويوليوس تسديرباوم، وكانوا كلهم من اليهود، وألفوا جمعية ماركسية على نطاق عالميّ، أسموها "جماعة تحرير العمال". *** أقنعت المحاولة الثورية المجهضة عام 1905 لينين، بأن الطريق الوحيد للقيام بثورة ناجحة، هو تنظيم لجنة دولية تتولى الإعداد لتنفيذ الخطة التي يتفق عليها.. وهكذا أوجد لينين الكومنترن، وهي اللجنة المركزية الدولية للتخطيط الثوري. *** بعد ما قرّ رأي لينين حول سياسته الخاصة، عاد إلي روسيا مع مارتوف لتنظيم حملة التمويل، التي تألفت من عمليات الابتزاز وسرقات المصارف وغيرها من الأعمال غير المشروعة.. واحتج لينين لذلك بأنه من المنطقي أن يأخذ أموال الناس الذين يخطط لقلب حكومتهم... وأصر لينين علي أن يكون من برامج التدريب للمبتدئين في الحزب عمليات سرقات المصارف ونسف مخافر الشرطة وتصفية الخونة والجواسيس. والحقيقة أن القادة القلائل الأول للشيوعية كانوا ينتمون إلي طبقة العمال.. وكان معظمهم من المثقفين ثقافة حسنة.. وفي عام 1895 تسببوا بسلسلة من الاضطرابات، تحوّل بعضها إلي أعمال شغب.. وهكذا أوجدوا واحدا من الأصول الأساسية في التخطيط الثوري "تطوير الحوادث الصغيرة حتى تصبح أعمال شغب، والتسبب في إحداث مواجهة فعلية مباشرة بين الشعب والشرطة". *** ألقي القبض علي لينين ومارتوف وعدد آخر من الثوريين وأرسلوا إلي السجن، وأنهي لينين سجنه عام 1897.. وهكذا أخذ لينين معه زوجته اليهودية الشابة وأمها، وذهبوا جميعا إلي المنفي.. وخلال فترة المنفى، اتفق لينين ومارتوف وبوتريسوف علي أن ينشئوا صحيفة بعد منفاهم، تكون جامعة لشتات المفكرين والطاقات العقلية في القوي الثورية، التي كانت ما تزال منقسمة إلي أحزاب عديدة. وبعد أن أنهي لينين فترة الحكم بالنفي في شباط 1900، وأنشأ "الابسكرا" Iskra ومعناها الشرارة.. وكانت زوجة لينين سكرتيره مجلس تحريرها.. ولمدة من الزمن كانت تتم طباعة الجريدة في ميونخ بألمانيا، وكانت نسخ الجريدة تهرب إلي روسيا وغيرها من البلدان بواسطة الشبكة السرية التابعة لماسونيي الشرق الأكبر. ودعت الصحيفة إلي إنشاء مؤتمر لتوحيد الجماعات الماركسية المختلفة، يكون مركزه في بروكسل عام 1903.. وتتمثل في هذا المؤتمر الديموقراطيون الاشتراكيون من روسيا، والديموقراطيون الاشتراكيون البولنديون التابعون لروزا لوكسمبورغ وجماعة تحرير العمل وجماعة "الماكسيماليين".. ولكن الشرطة البلجيكية اتخذت إجراءات مضادة، مما دفع الأعضاء للتحرك إلي لندن.. ولهذا المؤتمر أهمية تاريخية، فخلاله حدث الانشقاق العقائدي بين الكتاب الذين يكتبون في "الشرارة"، وأصبح لينين زعيما لمجموعة البولشفيك الذين كانوا يشكلون الأكثرية، وأصبح مارتوف زعيما لمجموعة المنشفيك وكانوا الأقلية. وقد قام المنشفيك بثورتهم عام 1905 في روسيا، بعد أحداث الأحد الدامي، الذي ألقي اللوم فيها علي القيصر.. ولكن الذين تحروا الحقائق وجدوا دلائل كافية علي أن الحادث كان مخططا له، ومنفذا من قبل الجماعات الإرهابية، بهدف إثارة الغضب والحقد ضد القيصر بين جموع العمال غير اليهود.. وقد مكنت تلك الحادثة زعماء الحركة الثورية من الاعتماد علي الألوف من الرجال والنساء من غير اليهود، الذين كانوا حتى ذلك اليوم الحزين يدينون بالولاء للقيصر ويدعونه "الأب الصغير". *** في الثاني من كانون الثاني قامت بعض الاضطرابات العمالية في معامل بوتيلوف الضخمة في بطرسبرج، ودعي للإضراب العام.. ولكن الأب جابون، قال إنه سيحل المشاكل المعلقة بالتحدث مباشرة مع القيصر.. وفي يوم الأحد 22 كانون الثاني نظم الأب جابون مسيرة سليمة كبيرة، اشترك فيها الألوف من العمال مصحوبين بنسائهم وأطفالهم.. واتجهت المسيرة إلي أبواب القصر.. وبحسب التقارير الصحيحة كانت المسيرة منظمة ومنضبطة تماما.. وكان المشتركون فيها يحملون لافتات كتب عليها عبارات الولاء للقيصر.. وعلي أبواب القصر، وبدون أدني إنذار، انهالت زخات الرصاص من البنادق والرشاشات حاصدة العمال، وناشرة الفوضى في المسيرة.. وذبح المئات من العمال مع عائلاتهم، وتحولت الساحة أمام القصر إلي فوضي موجعة.. ومنذ ذلك اليوم يعرف هذا التاريخ (22 كانون الثاني) بيوم الأحد الدامي.. هل كان نيقولا الثاني مسؤولا.. الحقيقة الثابتة أنه لم يكن في القصر، ولا حتى في المدينة في ذلك الوقت.. ومن المعلوم أن ضابطا من ضباط الحرس هو الذي أصدر أمر إطلاق النار إلي الجنود.. ومن المحتمل أن يكون هذا الضابط منفذا لأوامر رؤسائه الإرهابيين.. وكان هذا العمل بمثابة الشرارة التي تدير المحرك، وتلا ذلك وهج الثورة الشاملة. بصرف النظر عمن كان المسئول، فقد كانت النتيجة أن انضم عشرات الألوف من العمال الذين كانوا يدينون بالولاء للقيصر، إلي الحزب الاشتراكي الثوري، وامتدت الحركة إلي المدن الأخرى.. وحاول القيصر أن يكبت المد الثوري، فأمر منذ مطلع شباط بإجراء تحقيق في الحادثة علي يد لجنة شيدلوفسكي.. وفي آب أعلن أن الاستعدادات جارية لتشكيل مجلس تمثيلي تشريعي ديموقراطي، وعرف هذا بعد تأسيسه بالدوما Duma.. وعرض أن يمنح عفوا شاملا لكل السجناء السياسيين.. وتحت مفعول هذا العفو، عاد لينين وزعماء البلاشقة إلي روسيا في تشرين الأول.. ولكن لم يستطع القيصر برغم كل ما فعله أن يلجم المد الثوري. في العشرين من تشرين الأول 1905 أعلن اتحاد عمال السكك الحديدية الذي يسيطر عليه المنشفيك الإضراب العام.. وفي الخامس والعشرين من ذلك الشهر امتد الإضراب وشمل موسكو وسمولنسك وكيرسك وغيرها من البلدان.. وفي السادس والعشرين من الشهر تأسست حكومة بطرسبرج الثورية.. وكانت تلك الحكومة تحت سيطرة المنشفيك في حزب العمل الاشتراكي الديموقراطي الروسيّ، مع أن الحزب الاشتراكي كان ممثلا.. وكان أول رئيس له هو منشفيك سبوردفيسك. وقد تم إبداله بسرعة بجورجي نوسار. وهذا بدوره خلع علي يد تروتسكي الذي أصبح رئيسا اعتبارا من التاسع من كانون الأول 1905.. وفي السادس عشر من كانون الأول ألقت قوة عسكرية القبض علي تروتسكي وعلي 300 من أعضاء الحكومة الثورية.. ولم يكن بين الموقوفين بلشفيّ بارز واحد. ولم تنته الثورة.. في العشرين من كانون الأول استولي يهودي اسمه بارفوس علي السلطة في إدارة ثورية جديدة، ودعا إلي إضراب عام في بطرسبرج، فاستجاب لندائه 90.000 عامل.. وفي اليوم التالي أضرب 150.000 عامل في موسكو.. وفي الثلاثين من كانون الأول عادت بعض الوحدات وبعض الضباط الذين كانوا ما يزالون موالين للقيصر، واستعادوا السلطة بأعجوبة.. وهكذا وضعوا حدا للثورة.. وحافظ القيصر نيقولا علي وعده وتم إنشاء الدوما وانتخاب المجلس التشريعي. *** في عام 1907 عقد المؤتمر الخامس لحزب العمل الاشتراكي الديموقراطي الروسي في لندن.. ودعا هذا المؤتمر لدراسة ثورة 1905 المجهضة.. وألقي لينين تبعة الفشل علي انعدام التعاون بين المنشفيك وبقية الزعماء الثوريين، ودعا إلي سياسة موحدة وإلي عمل موحد. ورد مار توف الضربة للينين، واتهمه بأنه قصر في تقديم المعونة المفروضة عليه لثورتهم.. واتهمه خاصة بحجز المعونة المالية عنهم.. وكان ما يثير الإزعاج لدي ماروتوف وغيره من الزعماء اليهود مثل ابراهاموفيتش وزورا لوكسمبورغ، هو أن لينين قد استطاع تأمين المال اللازم لحضور هذا العدد الكبير من المندوبين في المؤتمر.. واتهموه بأنه يقوم بتمويل حزبه البلشفي عن طريق النهب والخطف والتزوير والسرقة.. ووبّخوه لرفضه أن يكتتب بجزء معتبر من أمواله المنهوبة لصالح منظمة الوحدة المركزية. واتفق المؤتمرون في النهاية علي وجوب إيجاد تعاون أوثق بين القادة الثوريين وقرروا اختيار من سيقوم بتحرير صحفهم، وألقوا أهمية كبري علي الدعاية، مع التشديد علي أن كل ما ينشر في الصحف يجب أن يكون ضمن سياسة الصحيفة التي تلتزم بخط الحزب. وفي العام 1908 بدا البولشفيكك إصدار صحيفتهم "البروليتاريا".. وأصدر المنشفيك "جو لوس سوسيتال ديموقراطيا".. بينما أصدر تروتسكي مطبوعة شبه مستقلة سماها "فيينا برافده" Vienna Pravda. وفي العام 1909، حصل لينين علي التأييد غير المشروط من زعيمين يهوديين، هما زينوفييف وكامينيف.. وأصبحوا يعرفون "بالترويكا" أي الثلاثي.. واستمرت هذه الصداقة حتى وفاة لينين في عام 1924. *** قرر لينين أن يختبر شجاعة ومدي إمكانية الوثوق بتلميذه الجديد ستالين، وأراد أيضا أن يُري القواد الآخرين في الحركات الأخرى أنه مستقل ماليا.. وللقيام بهذا العمل المزدوج كلف لينين ستالين بسرقة مصرف تيفليس.. واختار ستالين شريكا له في تلك المهمة أرمنيا يدعي بترويان، الذي أبدل اسمه فيما بعد فأصبح كامو.. وكمنا لعربة المصرف، وقذفها بترويان بقنبلة فجّرت كل ما فيها، ولم يبق صحيحا إلا الصندوق المتين الذي يحوي 250.000 روبل.. وقتل في هذا الحادث 30 شخصا.. وهكذا أثبت ستالين قدرة قيادية كافية فيه. *** في نهاية ثورة 1905، شرع القيصر نيقولا الثاني بإجراء إصلاح جذري، وصمم على تحويل الملكية الروسية المطلقة إلي حكم ملكي دستوري علي الطريقة الانكليزية.. وبدأ مجلس الدوما بالعمل، وكان رئيس الوزراء بيتر أو كاديفيتش ستولين أحد المصلحين الكبار، وقد أصدر "قوانين ستوليين"، التي منحت الحقوق المدنية للفلاحين، الذين كانوا يشكلون نسبة 85% من مجموع الشعب الروسي.. وقد أدت إصلاحاته الزراعية إلي تأمين المعونات المالية الكافية للفلاحين، بحيث أصبح بمستطاع الفلاح شراء أرضه بنفسه.. وكان اعتقاده يتجه إلي أنّ الوسيلة الوحيدة لمحاربة دعاة الطريقة الشيوعية في الحياة، هي تشجيع فكرة الاستهلاك الفردي. وكان هم الزعماء الثوريين هو الاستيلاء علي السلطة، ولم تكن تهمهم الإصلاحات في شيء.. وفي العام 1906 حاولت جماعة إرهابية اغتيال ستولين، فدمروا منزله بقنبلة.. وحيكت خطط عديدة للتخلص من رئيس الوزراء، الذي لم يكن الشعب الروسي ليحلم بأفضل منه.. وفي ليلة مظلمة من ليالي أيلول عام 1911، اغتيل أكبر وزير مصلح عرفته روسيا، بينما كان يحضر عرضا مسرحيا في مسرح كييف.. وكان القاتل محاميا يهوديا يدعي موردخاي بورغوف. وقد حاولت الحكومة الروسية أن تطبّق إصلاحات ستولين بعد مقتله.. وفي عام 1912 أعطي قانونين تأمين العمال الصناعيين، تعويضا عن المرض وعن الحوادث، بنسبة ثلثي المرتب العادي عن المرض وثلاثة أرباع عن الحوادث.. وأعطيت صحف الحركات الثورية صفة شرعية لأول مرة بعد إنشائها.. واتسعت المدارس الحكومية وامتدت.. وأعيد النظر في قوانين الانتخابات لتضمن انتخابا أكثر حرية وأكثر تمثيلا.. وفي العام 1913 منحت حكومة القيصر عفوا شاملا لكل السجناء.. وفور إطلاقهم من السجن شرع هؤلاء في التآمر والتخطيط لقلب الحكومة الروسية. ودعا الإرهابيون إلي تصفية أفراد العائلة المالكة.. ولكن الإصلاحات كانت قد أقنعت الأكثرية الساحقة من الشعب الروسي.. وبدا في ذلك الوقت أن قضية الثورة أصبحت مسألة ميتة، فركز الثوريون مجهوداتهم في بلدان أخري، وعلي وجه الخصوص في أسبانيا والبرتغال. وأخذت أجهزة الدعاية الشيوعية تبث ضبابا أحمر.. ونظمت حملة مدروسة من التشهير في روسيا، علي غرار ما جري في فرنسا وإنكلترا قبيل ثورتيهما.. وهكذا أصبح الإنسان العادي لا يتصور القياصرة والنبلاء الروس إلا وحوشا ملتحين، يستعبدون الفلاحين ويغتصبون نساءهم الشابات، ويخترقون أجساد الأطفال برماحهم في أثناء نزهاتهم علي ظهور الجياد عبر القوي.. ولكي تبرهن إن آخر القياصرة كان من المصلحين، فسوف نستشهد بكلمات لبرترام وولف وقد كان ضد القيصرية ومع الثورة.. يقول وولف في الصفحة 360 من كتابة "ثلاثة صنعوا ثورة": "بين 1907 و 1914، وتحت قوانين ستولين للإصلاح الزراعي، أصبح 2.000.000 من الفلاحين مالكين لأراضيهم في القرى.. وقد استمرت حركة الإصلاح تلك حتى في سني الحرب 1914 – 1917.. وفي أول كانون الثاني 1916 بلغ عدد المنتفعين 6.200.000 فلاح.. ورأي لينين أنّه لو تأخرت الثورة عقدين من الزمان، فستحول الإصلاحات الزراعية وجه الريف الروسي، بحيث لا يعود قوة ثورية يعتمد عليها.. وقد كان لينين علي حق.. فعندما دعا في العام 1917 الفلاحين "للاستيلاء علي أراضيهم" كانوا هم قد ملكوا أكثر من ثلاثة أرباعها في ذلك الوقت". *** ومن سوء الحظ أن راسبوتين كان يمارس ضغوطا شريرة علي رجال ونساء البلاط الإمبراطوري.. وكانت الإمبراطورة واقعة بشكل كبير تحت تأثير راسبوتين، فقد كان الوحيد الذي استطاع وقف النزيف الذي أصاب ابنها الصغير. ويبدو واضحا أن راسبوتين كان يتمتع بقوي نفسية مغناطيسية، الأمر الذي كان شائعا لدي فئة من الشعب الروسي.. وبدأ أنه استطاع أن يضع الإمبراطورة تحت سيطرته، لجعلها تجبر القيصر علي ما يريد راسبوتين أن يفعله، فكان هو الذي يحكم روسيا، الأمر الذي أدي إلي استياء الشعب الروسي. ومن الثابت أيضا أن راسبوتين أدخل إلي دوائر البلاط رجالا ونساء كانوا يمارسون طقوسا وثنية، مثل التي كانت تنفذ سرا في البالية رويال قبيل اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789.. وكانت هذه الطقوس تستند إلي مبدإ تافه، يقول أن الأرواح لا تنجو إلا إذا انحدرت إلي الدرك الأسفل في الخطيئة!.. وأدخل راسبوتين المخربين إلي البلاط الإمبراطوري، مما مكنهم من الاطلاع علي أسرار الشخصيات الكبيرة، وبالتالي ابتزازهم وجرهم لفعل ما يأمرهم به رؤساء المخربين. الحرب العالمية الأولى: في كانون الثاني من عام 1910، اجتمع تسعة عشر قائدا من قواد الحركة الثورية العالمية في لندن.. ويعرف اجتماعهم هذا بـ "مجمع كانون الثاني للجنة المركزية". وقرر المجمع القبول بصحيفة "سوسيتال ديموقراطيا" صحيفة الحزب العامة.. واختار البلاشقة لينين وزينوفييف محررين في الجريدة، بينما اختار المنشفيك لتمثيلهم فيها مارتوف ودان.. وعين كامينيف مساعدا لتروتسكي في تحرير صحيفة "فيينا برافده".. وكان علي الأعضاء أن ينشطوا للدعوة إلي مبادئهم الثورية الإلحادية.
| |
|
| |
أبوعبدالرحمن
عدد المساهمات : 224 تاريخ التسجيل : 11/07/2015
| موضوع: رد: أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) الخميس أكتوبر 01, 2015 7:13 pm | |
| اغتيلت إمبراطورة النمسا عام 1898.. واغتيل الملك هومبرت عام 1900، والرئيس ماكينلي عام 1901.. واغتيل الغراندوق رجيوس الروسي عام 1905.. واغتيل ملك البرتغال وولي عهدها عام 1908. قرر قادة الحركة الثورية العالمية المجتمعون في جنيف بسويسرا أنه أصبح من الضروري إزالة الملك كارلوس ملك البرتغال لتأسيس جمهورية في تلك البلاد، وهكذا أصدروا الأمر باغتياله عام 1907.. وفي كانون الأول 1907 ذهب ميغالهايس ـ رئيس مجمع الشرق الأكبر الماسوني في البرتغال ـ إلي باريس، ليحاضر أمام المحافل الماسونية.. وكان موضوع محاضرته "البرتغال، محاولة قلب الملكية، وضرورة إنشاء نظام جمهوري".. وبعد ذلك بأسابيع قليلة، اغتيل كل من الملك كارلوس وابنه ولي العهد. وقال فيرغون ـ خطيب المجمع الماسوني للشرق الأكبر في أسبانيا ـ في 12 شباط 1911: "ألا تدرون ذلك الشعور العميق بالفخار الذي أحسسنا به لدي إعلان الثورة البرتغالية؟.. فقد تم في ساعات قلائل، الإطاحة بالعرش وانتصار الشعب وإعلان الجمهورية.. كان ذلك بالنسبة للمبتدئين بمثابة ومضة برق في سماء صافية. ولكننا نحن، يا أخوتي، نحن الذين نفهم.. نحن نعرف التنظيمات المدهشة لإخواننا البرتغاليين، كما نعرف حماستهم التي لا تفتر وعملهم الذي لا يتوقف.. ونحن نعلم سر ذلك الحدث المجيد". اجتمع قادة الحركة الثورية العالمية والمسؤولون الكبار في الماسونية الأوروبية في سويسرا عام 1912.. وقرروا في هذا المؤتمر اغتيال الأرشيدوق فرانسيس فرديناند، تمهيدا للحرب العالمية الأولي.. وفي 15 أيلول 1912، نشرت مجلة "ريفيو انترناسونال دي سوستيه سيكرت" التي يحررها (م. جوين) الكلمات التالية علي الصفحات 787 ــ 788: "قد يلقي بعض الضوء يوما علي هذا الكلام، الذي قاله مسئول ماسونيّ كبير في سويسرا، لدي بحث موضوع وريث عرش النمسا.. قال ذلك المسؤول: "إن الأرشيدوق رجل نبيه، ومما يؤسف له أنه محكوم عليه.. سوف يموت علي درجات العرش". وألقي الضوء علي هذه الكلمات خلال محاكمة القتلة، الذين اغتالوا وريث العرش النمساوي وزوجته في 28 حزيران 1914.. وكان هذا العمل الذي ارتكب في ساراييفو، الشرارة التي أدت إلي انفجار الحرب العالمية الأولي.. إن التقرير المختزل الذي كتبه فالروس حول المحاكمة هو وثيقة دامغة.. ويثبت هذا التقرير أن أصحاب المصارف العالميين استعملوا محافل الشرق الأكبر الماسونية لإشعال الحرب العالمية الأولى، تماما كما استعملوها بين 1787 و 1789 لتفجير الثورة الفرنسية.. وفي 12 تشرين الأول 1914 استجوب رئيس المحكمة العسكرية كابرينوفيك Cabrinovic، ملقي القنبلة الأولي علي سيارة الأرشيدوق. قال رئيس المحكمة: "أخبرني المزيد عن البواعث.. هل كنت تعرف قبل القيام بالمحاولة، أن تانكوزيك وسيجانوفيك من الماسونيين؟.. وهل أثر علي قراراتك كونك ماسونيا مثلهم؟". كابرينوفيك: "نعم". الرئيس: "هل تلقيت منهم الأمر بتنفيذ الاغتيال؟". كابرينوفيك: "لم أستلم من أحد أمرا بالاغتيال.. وكل ما فعلته الماسونية هو أنها قوّت من عزيمتي.. والقتل مسموح به في الماسونية.. وقد أخبرني سيجانوفيك أن الماسونية كانت قد حكمت علي الأرشيدوق فرانز فرديناند بالموت منذ أكثر من سنة". أضف إلي ذلك الإثبات، البرهان الآخر الذي قدمه الكونت زيزين، وهو أحد الأصدقاء الحميمين للأرشيدوق.. قال: "كان الأرشيدوق يعلم أن محاولة لاغتياله وشيكة الوقوع، وقد أخبرني قبل الحرب بنفسه أن الماسونيين الأحرار قرروا اغتياله". *** وبعد النجاح في إشعال نار الحرب العالمية الأولى، حاول القادة الثوريون إقناع العمال والجنود أن هذه الحرب هي حرب رأسمالية.. وألقوا باللوم علي الحكومات في كل القضايا الشائكة. لما كانت روسيا خارجة من حرب منهكة مع اليابان منذ سنوات قليلة، كان من السهل نسبيا خلق جو عام من الشك والقلق في نفوس العمال الروس، وحتى بين جنود القوات المسلحة في فترة 1914 ــ 1916.. وحتى كانون الثاني 1917، كانت الجيوش الإمبراطورية الروسية قد تكبدت ما يقارب 3.000.000 إصابة، وفقدت زهرة شبابها. كان لينين ومارتوف في سويسرا، وهي البلد المحايد الذي توضع فيه كل المخططات والمؤامرات العالمية.. وكان تروتسكي يتولى تنظيم المئات من الثوريين الروس الذين لجأوا إلي الولايات المتحدة.. وكان قادة المنشفيك يمارسون نشاطهم التخريبي في روسيا.. وأتهم الفرصة في كانون الثاني 1917.. وقد حدثت عمليات نفذت بمهارة، أدت إلي تخريب أجهزة الاتصالات، ومركز النقل ووزارة التموين.. ونتج عن ذلك نقص خطير في المواد الغذائية في بطرسبرج.. وحدث هذا في الوقت الذي كانت فيه المدينة تشكو من تضخم عدد السكان، بسبب العمال الصناعيين الذين كانوا يفدون إليها، بسبب الاحتياج إليهم في المجهود الحربي. وكان شباط 1917 شهرا رديئا، وعمل بنظام تقنين الطعام.. وكان القلق عاما في آذار.. وكانت صفوف المواطنين طالبة الخبز تتزايد باستمرار.. وفي آذار امتلأت الشوارع بالعاطلين عن العمل.. وكان القيصر ما يزال في الجبهة يزور الجنود. وفي 7 آذار، نظم قادة المنشفيك اليهود تظاهرة نسائية في الشوارع، احتجاجا علي النقص في الخبز. وفي 8 آذار قامت النساء بتظاهرتهنّ الكبرى.. وبعد ذلك تدخل الثوريون.. وكانت جماعات مختارة تقوم بمتظاهرات جانبية.. وظهرت زمر الأشرار هنا وهناك، تنشد الأناشيد الثورية وترفع الإعلام الحمراء.. وفي تقاطع نيفسكي بروسبكت وقنال سانت كاترين، قام رجال الشرطة والجنود بتفريق المتظاهرين بدون أي إصابة.. وبدا أن الأوامر المحددة كانت قد أعطيت للجنود لتجنب التورط مرة ثانية في حادثة مماثلة لحادثة يوم الأحد الدامي عام 1905. في التاسع من آذار امتلأت المنطقة بين نيفسكي بروسبكت وسانت كاترين حتى محطة نيقولاي بالجماهير الحاشدة، التي أصبحت أكثر شجاعة تحت تحريضات مثيري الفتن والمشاعر.. وتولّت خياله القوزاق تنظيف الشارع.. ولم يستعمل الخيالة إلا باطن سيوفهم، ولم تستعمل الأسلحة النارية أبدا.. وأغاظ هذا التسامح الزعماء الثوريين، الذين أصدروا تعليماتهم للمحرضين بزيادة جهودهم، لإحداث مواجهة مباشرة بين الشعب وبين الشرطة والجنود.. وفي الليل ركب الثوريون مدافعهم الرشاشة في مواضع خفية من المدينة. وفي آذار، حدثت حادثة مؤسفة.. فقد احتشد جمهور غفير أمام محطة نيقولاي.. وحوالي الساعة الثانية بعد الظهر، مرت في تلك الساحة عربة فيها رجل مغطي بالفرو لحمايته من البرد القارس.. وكان الرجل عديم الصبر، فأمر سائقه بالمرور بين الناس.. وكان هذا خطأ منه في الحكم علي أعصاب المحتشدين. سحب الرجل من عربته، وانهال الناس عليه ضربا.. وعندما استطاع الوقوف علي قدميه، جر نفسه إلي عربة متوقفة في الشارع، فلحقه قسم من الجمهور، حيث ضربة أحدهم بقضيب من الحديد علي أم رأسه.. وأثار هذا العمل شهوة الدماء عند الجمهور، فاندفعوا عبر شارع نيفسكي يحطمون النوافذ ويثيرون الشعب.. وبدأت المعارك، وعمت الفوضى.. وكان القادة الثوريون بحسب الخطط الموضوعة، يطلقون النار علي الجماهير من أماكنهم السرية.. وهاج الرعاع، وهاجموا الشرطة، متهمين إياها بالبدء في إطلاق النار عليهم، وذبحوا شرطيا مقابل كل رجل منهم.. ثم جري إطلاق سراح المساجين، ليشتركوا في حملة الدم.. وهكذا خلقوا الظروف الملائمة لحكم الإرهاب. وفي 11 آذار، أدي إطلاق سراح السجناء والمجرمين إلي خلق حالة فوضي وشغب عامة.. وكان مجلس الدوما ما يزال يتابع محاولاته لتطويق المد الثوري.. وأرسلوا إلي القيصر رسالة مستعجلة، يخبرونه فيها أن الحالة خطيرة، ويشرحون بإسهاب حالة الفوضى السائدة.. ولكن الخلايا الشيوعية العاملة في حقل المواصلات أرسلت رسالة أخري.. ولدي قراءة القيصر لهذه الرسالة المزورة، أمر بحل مجلس الدوما!!.. وهكذا حرم نفسه من تأييد أكثرية الأعضاء الموالية له. وفي 12 آذار، ثارت بعض الوحدات وقتل الجنود ضباطهم.. وفجأة استسلمت حاميات حصون سانت بيتر وسانت بول، وانضم معظم الجنود إلي الثورة. وفور استسلام الحاميات، تشكلت لجنة من الدوما مؤلفة من 12 عضوا.. وقد استمرت تلك الحكومة الإقليمية في العمل، حتى قلبها بلاشفة لينين في تشرين الثاني من 1917.. وتولي القادة الثوريون تنظيم حكومة بطرسبرج الثورية، وسمحوا للحكومة الإقليمية بالعمل لأنها كانت تمثل السلطة الشرعية. وتولي لينين أمر أَضعاف نفوذ الزعماء اليهود الثوريين في روسيا، ووعد بسحب الجيوش الروسية من الحرب مع ألمانيا، مقابل أن تساعده الحكومة الألمانية علي قلب الحكومة الإقليمية، وعلي السيطرة التامة علي السياسة والاقتصاد في روسيا.. وبعد الاتفاق علي هذه القضية، عاد لينين ومارتوف وراديك وفريق من 30 شخصا من البلاشقة إلي روسيا سرا، بواسطة عربة سكة حديد مغلقة.. ووصلوا إلي بطرسبرج في 3 نيسان. وقعت الحكومة الإقليمية وثيقة وفاتها بيدها، عندما أصدرت عفوا عاما غير مشروط عن جميع السجناء السياسيين.. وكان العفو يشمل أولئك المنفيين إلي سيبيريا، وأيضا الذين طلبوا اللجوء إلي البلدان الأخرى.. وأتاح هذا الأمر لحوالي 90.000 من الثوريين الروس المتطرفين الدخول إلي روسيا، وكان العديد منهم قادة مدربين.. وجند لينين وتروتسكي هذا العدد الضخم في الحزب البلشفي. فور عودة لينين إلي روسيا، شرع باستعمال وسائل الإعلام لمهاجمة الحكومة الإقليمية التي منحته وأتباعه العفو.. وفي أوائل نيسان كان المنشفيك يسيطرون علي الحكومة الثورية أي مجلس العمال.. وكان يأتي بعدهم في الأهمية "الإيسار" (الاشتراكيون الثوريون).. أما البلاشفة فقد كانوا فئة الأقلية.. وكانت سياسة الحكومة الإقليمية تتجه إلي استمرار الحرب مع ألمانيا، لأن أكثرية الروس كانت تعتبر مطامع النازية الألمانية السوداء خطرا مباشرا علي سيادتها.. وكان تشيدز الذي تولي رئاسة الحكومة الثورية في بطرسبورغ بعد مارتوف مؤيدا لهذا الرأي بكل قواه.. وكان نائب الرئيس سكوبوليف مؤيدا لمتابعة الحرب، لأنه اعتقد أن الثوريين في حال متابعتهم الحرب وهزيمتهم للجيوش الألمانية، سيتمكنون من مساعدة الجماعات الثورية في ألمانيا وبولندا ضد الحكومات المهزومة. كان هدف لينين الوحيد في ذلك الوقت، هو الحصول علي الزعامة.. هاجم سياسة الحكومة الإقليمية، واتهم أعضاءها بالعمالة للبورجوازية، ودعا علنا إلي الإطاحة بها.. وفي ذات الوقت لم يشأ أن يعادي حكومة المنشفيك الثورية، فأصدر تعليماته إلي المحرضين البلاشقة بدعوة عمال المصانع وجنود الحاميات إلي تدمير الحكومة الإقليمية. وكان تروتسكي ضمن الألوف من الثوريين الذين عادوا إلي روسيا بعد العفو، وأخذ معه في طريق العودة المئات من الثوريين الذين هربوا من روسيا إلي أميركا وكندا.. وكانت غالبيتهم العظمي من يهود الأطراف الشرقية من نيويورك. وساعد هؤلاء الثوريون لينين في الوصول إلي السلطة.. وكان معظمهم بعد إنهاء مهماتهم، يحكم عليهم بالموت أو بالنفي.. ولم ينقض وقت طويل حتى كان أعضاء المؤتمر العالمي الأول إما مقتولين وإما في السجن وإما في المنفى! *** والإثباتات حول الدور الذي لعبه الصيارفة العالميون لمصلحة لينين في الثورة الروسية، نجده في "الكتاب الأبيض" الذي صدر في بريطانيا بإذن الملك في عام 1919 "روسيا رقم 1".. ولكن الصيارفة العالميين العاملين من خلال مدراء مصرف إنكلترا "أقنعوا" الحكومة البريطانية بسحب الوثيقة الأصلية، واستبدالها بأخرى حذفت منها كل إشارة لليهود العالميين. يقول فرانسوا كوتي في عدد الفيغارو في 20 شباط 1932: "إن هذه الهبات التي كان يمنحها يعقوب شيف إلي حركات الفوضويين والثوريين في روسيا وسائر البلاد، ليست نفحات من الكرم الفرديّ.. وقد أسست في الولايات المتحدة منظمة روسية إرهابية علي نفقة شيف، مهمتها اغتيال الوزراء والحكام ورؤساء الشرطة وغيرهم". والنورانيون الذين يستعملون الشيوعية والنازية لتحقيق مطامعهم السرية الديكتاتورية يضعون العمل الثوري في ثلاث مراحل أو حركات: 1. تغيير شكل النظام القائم إلي دولة اشتراكية، وبالوسائل الدستورية إذا استطاعوا. 2. تحويل الدولة الاشتراكية إلى ديكتاتورية عمالية، بواسطة العمل الثوري. 3. تحويل الديكتاتورية العمالية إلي حكم مطلق، بتطهير كل الأشخاص الذين يقفون في طريقهم. *** بعد عام 1918 انقسم اليهود الروس إلي قسمين: الثوريون المتشبثون بالنظريات الماركسية، العاملون علي إقامة اتحاد عالمي من الجمهوريات الاشتراكية (التروتسكيون).. والقسم الآخر يحبذ العودة إلي فلسطين (الصهاينة).. وتقول الآنسة ب. باسكرفيل في كتابها "اليهودي البولندي"، الصادر عام 1906، في الصفحات 117 – 118: "تهدف الصهيونية السياسية إلي تحويل الصهاينة إلي اشتراكيين قبل هجرتهم إلي فلسطين، وذلك لتسهيل إقامة الحكومة الاشتراكية.. وفي ذات الوقت يحاولون قلب الحكومات الأوروبية التي لا تعمل وفق مبادئهم.. ويحتوي برنامجهم المليء بالأفكار الاشتراكية علي تنظيم الإضرابات وأعمال الإرهاب". وفي آذار 1918 غير البلاشقة اسمهم، وكانوا قد سموا أنفسهم "حزب العمل الديمقراطي الروسي"، فصاروا يعرفون باسم "الحزب الشيوعي" ونقلوا مقرّهم إلي موسكو. لم يقبل الحزب الاحتياطي الثوري الذي يقوده اليهود أن يصبح لينين الرجل الأول في روسيا، لذلك حاول اثنان من هذه الجماعة اغتياله في 30 آب 1918، فجرح لينين بينما قتل يورتزكي الذي عينه لينين قائدا لمنظمة شيكا.. وقد أخذ لينين هذا الحادث مبررا للقيام بأعمال إرهابية واسعة جدا وبدون أي توقف، فأصبحت الغارات الليلية تجري بشكل متواصل، حتى إن الذي كان يذهب لينام في فراشه لم يكن يدري هل سيعيش ليلقي الصباح أم لا!.. يقول دافيد شوب في كتابه المؤيد للماركسية "لينين": "وقد ضيع القليل من الوقت في استقاء الشواهد وفي تصنيف الناس "المكدسة" نتيجة هذه الغارات الليلية.. ويقاد المساجين إلي مركز البوليس القديم بجانب القصر الشتوي، حيث يعدمون رميا بالرصاص". ولقد كان القتل والتعذيب والبتر والاغتصاب والحرق، كل ذلك كان الصخرة العقيمة التي قام عليها ما يدعي "بجمهورية السوفيات الاشتراكية". لقد مات الملايين من المواطنين الروس، كما أنّ هناك ما يقدر باثني عشر مليونا آخرين، حكم عليهم بخدمة الدولة عن طريق الأعمال الإجبارية حتى يطلق سراحهم بالموت. | |
|
| |
| أحجار على رقعة الشطرنج التطبيق العملي للبروتوكولات!!! (حقائق وخفايا) | |
|